خلال مشاركتها بورشة عمل الحوار بين الاحزاب اليمنية.. فائقة السيد: واقع اليوم يكشف حجم الفراغ الذي تركه خروج المؤتمر الشعبي من العملية السياسية في الوطن

عادت المناضلة الأستاذة فائقة السيد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، مساء الاثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن شاركت في ورشة عمل الحوار بين الأحزاب اليمنية في العاصمة الفنلندية هلسنكي، واستعراض تحديات الماضي وخارطة طريق التحدي المستقبلي.

وعند استعراض التحديات التي واجهت المؤتمر الشعبي العام في الماضي، خاطبت قادة وممثلي الأحزاب الحاضرين، قائلة: لقد انقضضتم علينا منذ العام 2011م حتى تكلل هذا الانقضاض بما تعرضنا له في ديسمبر 2017م واستشهاد رئيس المؤتمر ومؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام عارف الزوكا، ووجدنا أنفسنا وحيدين بالمؤتمر الشعبي العام في مواجهة المشروع الحوثي، بعد أن شردتم خارج البلاد، واضطررنا للتعامل مع الانقلاب الحوثي بعدة طرق بما فيها الشراكة، حينذاك، حفاظاً على ما تبقى من مكتسبات وشكل الدولة، وخدمات ورعاية ممكن أن يستفيد منها المواطن.. لكن ذلك لم يشفع لنا وخاضوا حرباً ضروساً على المؤتمر الشعبي العام وحصل ما حصل، وحال الواقع اليوم يبين حجم الفراغ الذي تركه خروج المؤتمر الشعبي العام من العملية السياسية الحقيقية في الوطن، وافتقاد المواطن للأمان الأمني والغذائي والمائي يعبر عن ذلك.

وافتتحت القائمة بأعمال الاتحاد الأوروبي في اليمن ماريون لاليس، عبر الفيديو، ورشة عمل الحوار بين الأحزاب، وشددت على أهمية تعزيز دور الفاعلين السياسيين في عمليات السلام وصنع القرار كبديل للنزاع المسلح.

وجرت المباحثات بين قادة الأحزاب، والتي عقدت بحضور قادة الأحزاب السياسية مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، حول عملية السلام والأدوار المفترضة للأحزاب في استئناف الحياة السياسية في البلاد التي تشهد حربًا منذ ستة أعوام.

جاء ذلك خلال لقاءات عُقدت بالعاصمة الفنلندية هلسنكي نظمها مركز صنعاء للدراسات ومركز إدارة الأزمات الدولية. وشارك فيها قيادات الأحزاب أبرزها حزب المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، وحزب الرشاد، والتنظيم الناصري.

وناقشت القائمة بأعمال الاتحاد الأوروبي في اليمن، في اللقاءات، الوضع الحالي للأحزاب السياسية والتحديات التي تواجهها، وضمانات عودة المناخ السياسي في اليمن خلال الفترة الانتقالية، والسبل الكفيلة بإعادة التواصل بين قيادات الأحزاب للعمل بفعالية.

كما بحثت قيادات الأحزاب المبادئ العامة التي يمكن أن تتفق عليها للوصول إلى اتفاق سياسي والدخول في مرحلة انتقالية، بما يفضي إلى إقامة دولة مستقرة ذات سيادة، تضمن التعددية والتمثيل للجميع.

ووضع قادة الأحزاب للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع مبادئ وتوصيات تتعلق بإنهاء الحرب ومساعي التوصل إلى اتفاق بين الأطراف السياسية، كما عقدوا جلسة نقاش مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب الفنلندي ورئيس الوزراء السابق أنتي رين.

وأوضحوا، في ختام اللقاءات، أسباب فشل مساعي الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن، في ظل التطورات العسكرية في محافظة مأرب التي تشهد أعنف المعارك.

في السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي إن اللقاءات بحثت التحديات القائمة أمام استعادة مسار السلام وتعقيدات الوضع الحالي، وما الذي يمكن فعله تحديدًا لتجاوز العقبات التي أعاقت مسار السلام.

وأضاف، إن اللقاء ناقش أيضا المقاربات التي قدمها المبعوثون الأمميون إلى اليمن للتوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار، ومسؤولية الأحزاب السياسية عن ذلك.

وأكد أن اللقاء انفتح بشكل حيوي ومختلف على نقاش التحديات في العلاقات البينية بين الأحزاب، إضافة إلى ضعف الحكومة المعترف بها دوليًّا والذي تسبب في تفكك وضعف التحالف المناهض لجماعة الحوثيين المسلحة.