المناسبات الدينية.. وسيلة انتهازية يتقنها الحوثي للنهب والابتزاز

لا تكاد جماعة الحوثيين ترفع نظرها من التقويمين الهجري والميلادي.. ليس للسباق الحضاري.. ولكن للبحث عن مناسبات دينية وطائفية وسياسية وجعلها وسيلة للنهب والابتزاز..

لا تنتهي هذه الجماعة من مناسبة حتى تبدأ في الإعداد لمناسبة أخرى، يتم الإنفاق عليها مئات الملايين من أموال الشعب الذي يعيش ثلاثة أرباعه تحت خط الفقر المدقع، من أجل إحياء مناسبات هدفها إظهار بأس الجماعة ومدى نفوذها وهيمنتها وتكريس أدبياتها الطائفية المعطوبة في الوجدان الشعبي.

ولَمَّا كان إحياءُ المناسبات الطائفية أحد أهم طرائق جماعة الحوثي في ترسيخ التباين الطائفي بين مكونات المجتمع اليمني، وحشر رؤيتها الطائفية والسياسية منذ نشأتها الأولى، وحافزاً إضافياً إلى جانب إقامة الطقوس المناسباتية التي يجري تقديمها للعامة وللأتباع مُغلّفة في تبريرات ذات بُعد ديني كما هو الحال مع مناسبة ذكرى "المولد النبوي" الشريف التي تحتفل بها الجماعة في مهرجانات كرنفالية وندوات وفعاليات عديدة في كل مؤسسة ابتداءً من البرلمان ومجلسي الوزراء والشورى وانتهاء بأصغر مدرسة في قرية ريفية.. تستمر الاحتفالات والإعداد المتواصل لهذه المناسبة قرابة الشهرين وبتجهيزات وتكاليف كبيرة جداً، بدءاً من اللوحات العملاقة التي تكتظ بها شوارع صنعاء وعمران وحجة وصعدة والحديدة ومحافظات أخرى، مرورًا بالحملات الدعائية غير المسبوقة في الترويج لها.

كل ذلك يأتي في إطار سعيها لإكساب مشروعها الطائفي جاذبية من نوع خاص، وقداسة دينية للسلوك السياسي غير السوي الذي تفرضه الجماعة على اليمنيين في مناطق نفوذها التي يقطن فيها أكثر من 20 مليون يمني.

يتم خلال هذه المناسبات النهب وابتزاز التجار والمواطنين على مستوى أصحاب البسطات البسيطة التي لا توفر قوت اليوم..

يمضي أكثر من ثلثي عدد أيام السنة في الإعداد والتجهيز للمناسبات:

- يوم الولاية - عيد الغدير (فعاليات وندوات في المؤسسات والجامعات والمدارس وحشود في الميادين) يتم الإعداد لها خلال (فترة 3 - 4 أسابيع).
- ذكرى استشهاد الإمام علي (أسبوعين).
- ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عاشوراء) تستمر فعاليات هذه المناسبة (ثلاثة أسابيع على الأقل).
- ذكرى استشهاد الإمام زيد ويتم الإعداد لها وإحياؤها خلال (أسبوعين على الأقل).
- ذكرى مقتل صالح الصماد (أسبوعين).
- ذكرى مقتل حسين بدر الدين الحوثي (أسبوعين).
- المولد النبوي (شهر ونصف على الأقل).
- ميلاد فاطمة (عشرة أيام).
أسبوع الشهيد (شهر).
أسبوع الصرخة (شهر).
ذكرى 21 سبتمبر (ثلاثة أسابيع).
- يوم الصمود (25 يوما).
- جمعة رجب (أسبوع).
- يوم القدس العالمي (أسبوعين).
- ذكرى غزوة بدر فعاليات مختلفة لمدة (أسبوع).
- رأس السنة الهجرية (أسبوعين على الأقل).
- ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن (أسبوعين).

وهكذا لا تنتهي فعاليات ومناسبات الحوثيين.. بينما لم يعطوا هذا الشعب أسبوعاً واحداً في السنة لملامسة أوجاعه والتخفيف على كاهله.. بل العكس من ذلك.. فكل هذه المناسبات تشكل أعباء على الشعب لا طاقة له بها.. يتم الإنفاق والنهب والاختلاس خلال هذه الفعاليات ما يكفي لصرف رواتب الموظفين المقطوعة بمبرر واه وهو العدوان ونقل البنك.