حصار الحوثيين لمديرية العبدية يدخل أسبوعه الثالث وسط صمت حكومي مريب
يدخل الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مديرية العبدية بمحافظة مارب أسبوعه الثالث، دون أن تحرك الحكومة وقواتها، والتحالف العربي ساكناً لإنقاذ المواطنين في هذه المنطقة.
وأكدت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية تغاضت عن تمدد الحوثيين في مناطق بيحان وحريب وصولاً إلى مديرية العبدية، في إطار صفقات مشبوهة بين الحوثيين وتنظيم الإخوان، وهو ما يكشف عن سير الحوثيين في الخط المرسوم سلفا، إضافة إلى عدم تحرك أي وحدات من القوات الحكومية في مسرح عمليات تمدد الحوثيين.
وأفادت المصادر أن ما حدث يشبه عملية استلام وتسليم، ويتطابق تماما كالذي حدث في مناطق نهم، والجوف، عند التمدد الحوثي السريع، في مقابل تراجع القوات المحسوبة على الحكومة وبدون اراقة دم.
وحملت المصادر، الحكومة اليمنية والتحالف العربي مسؤولية معاناة أبناء وأهالي مديرية العبدية والذين يرزحون تحت الحصار الحوثي، مؤكدة أن الأهالي ينبغي عدم المساومة بمصيرهم كثمن لصفقات مشبوهة.
وأكدت تقارير حقوقية أن الحصار الحوثي ينذر بكارثة إنسانية، ويفاقم الأوضاع المأساوية التي تعيشها المنطقة إثر هجمات الحوثيين، في إطار حربهم الإجرامية واستماتتهم لدخول مدينة مأرب، ومحاولات السيطرة عليها.
وكشف تقرير حكومي صادر عن مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب، عن وفاة 3 مدنيين في العبدية؛ جراء الحصار المطبق من قبل المليشيات، ومنعهم من الانتقال لمدينة مأرب للحصول على الرعاية الصحية.
وحذر التقرير المجتمع الدولي من حدوث أكبر كارثة إنسانية وإبادة جماعية لكافة سكان المديرية النائية، التي تفرض عليها المليشيات حصارا خانقا دون أي مبرر وأمام صمت دولي مريب.
وذكر التقرير أن المليشيات تمنع عن سكان المديرية البالغ عددهم 5300 أسرة تضم 35 ألف نسمة، إمدادات الغذاء والدواء والمياه، في حين أن المديرية خالية من أي معسكرات، ولا مخزون غذائيا ودوائيا ولا مشاريع مياه؛ ما دفع السكان للشرب من المياه الملوثة، ما سيؤدي لكارثة صحية.
وناشد التقرير المجتمع الدولي إلى التسريع في إنقاذ حياة 2465 طفلا يعانون سوء التغذية الوخيم المنتشر بالمديرية، من أصل 9827 طفلا يعانون من سوء التغذية، إلى جانب رصد 3415 امرأة بحاجة للرعاية الطبية.
ووثق التقرير 23 حالة مصابة بالفشل الكلوي، و11 إصابة بالسرطان، وجميعها تحتاج لإمدادات دوائية ورعاية طبية في مراكز طبية لا تتوفر بالمديرية، وباتوا مهددين بالموت الحتمي في ظل الحصار ومنعهم من الحصول على الرعاية الطبية والإمدادات الدوائية.
وأوضح توثيق خطف وإخفاء مليشيات الحوثي لحوالي 3278 مدنيا من الطرقات أثناء محاولتهم الدخول أو الخروج للمديرية.
وكشف التقرير، رصد 2523 حالة استهداف لقرى المدنيين بالمديرية، من قبل عناصر الحوثي بمختلف الأسلحة الثقيلة، من صواريخ وقذائف مدفعية وغيرها، وتوثيق إصابة 135 مدنيا بإصابات جراء القصف، بينهم 31 امرأة و17 طفلا، وتضرر 18 مدرسة؛ ما أدى لتوقف التعليم، وحرمان 8392 طالبا من التعليم، وتدمير 442 سيارة ومركبة لمدنيين.
وأكد التقرير، أن المليشيات زرعت ونشرت الألغام الفردية في أطراف المديرية ومداخلها ومزارع المواطنين وفي آبار المياه، وبلغ ما تم رصده 4289 لغماً، وإصابة 262 مدنيا بالألغام المزروعة بينهم 32 امرأة، و26 طفلا.
وطالب التقرير المجتمع الدولي بإدراج الحوثيين في قوائم الجماعات الإرهابية، لاستمرارهم بارتكاب الجرائم، واستهداف المدنيين العزل بالصواريخ البالستية، وهي أعمال إرهابية تؤكد أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام، ولن تتوقف عن جرائمها بحق اليمنيين، ولا تعير أي اهتمام للدعوات الدولية أو بيانات الإدانة.