السيسي: تحالف تقوده تركيا وقطر و”الإخوان” لبث الفوضى

كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، أن هناك تحالفاً من أطراف ودول مختلفة يسعى الآن لبث الفوضى في الأمة العربية، وزعزعة الدولة المصرية، وتدمير الشعب المصري . وقال خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة إن قطر، وتركيا، والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يؤسسون شركات وصحفاً ومواقع إلكترونية، ورصدوا مئات الملايين من الدولارات لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن هذه الكيانات بدأت تظهر على السطح منها شركة تدعى "ميديا ليمتد"، تتخفى خلف شعار "تشجيع الفن العربي"، ورصدت مبالغ كبيرة للسيطرة على المبدعين، إضافة إلى موقع إلكتروني يدعى "العربي الجديد"، وقناة فضائية باسم "مصر الآن" تستعد للانطلاق، وموقع إلكتروني باسم Culture، ما يستدعي الانتباه إلى هذه المؤامرة، التي لا تستهدف مصر وحدها بل الأمة العربية بالكامل، لتحقيق أهداف سياسية ضد مستقبل العرب .

ونفى السيسي قيام مصر بأي عمل عسكري في ليبيا، وقال ليست لدينا قوات خارج حدودنا حتى الآن، وأضاف "صحيح نحن معنيون بالشأن الليبي، لكننا لم نقم بعمل حتى الآن"، وبدأ كلامه بتأكيد أن الجميع في مهمة مشتركة ضد خطر يهدد الدولة، وقال إن الحالة الرائعة ومشهد التوحد الذي يجمع المصريين يحاول البعض أن يخترقه بثغرات لتدمير الدولة، لذا لابد من الحفاظ على مناعة مصر واستقرارها، هذه المناعة يجب أن تزداد يوما بعد يوم ولا شك أن الإعلام له دور كبير وخطير في الحفاظ على الاصطفاف الشعبي حول أهداف المرحلة المقبلة .

وأكد أن منهج الجيل الرابع من الحروب يعتمد في الأساس على الإعلام والدعاية وشبكات التواصل الاجتماعي في تحقيق أهداف سياسية ضد الدول العربية، مشيراً إلى أن دور الإعلام لا يقتصر على بث الوعي والفكر المستنير فقط، وإنما الحفاظ على كيان الدولة من المخاطر، وقال "نحن أمة في أزمة كبيرة، أمة تقتل نفسها حتى القوي منا لا يساعد الضعيف، وإنما يحاول قتل الضعيف، والمؤكد لنا جميعا أن الدين الإسلامي هو آخر الأديان السماوية، ومن المفترض أن يكون متناغماً مع الأديان والحضارات، لكن الإسلام الذي تعكسه الجماعات المتطرفة يؤثر سلباً على صورة هذا الدين العظيم في النفوس والأذهان" .

وحول دعوات المصالحة مع جماعة "الإخوان"، قال متسائلاً "هل من المفترض أن تتم معي؟ هذا ليس صحيحاً، فأنا رجل بسيط جداً، ولا أغضب من أحد، لكن الشعب المصري هو الذي يتألم ويدفع الثمن كل يوم، فالإرهاب يستهدفه، لذا فالمطلوب من هذه الجماعات أن تصالح الشعب وتحصل على رضاه أولا، أنا لا أستطيع أن آخذ الناس إلى اتجاه هم لا يريدونه، وأنا لا أريد أيضاً أن أخفي عنكم شيئاً فنحن بحاجة ماسة إلى الحفاظ على تماسك الدولة، وما حدث خلال السنوات الأخيرة أدى إلى اهتزاز ثقة الشعب المصري، لذلك فنحن لابد أن نقول للمواطن إنك تستطيع أن تنجح وأن تنجز، وحين نعلن عن مشروع كبير مثل استصلاح مليون فدان لابد أن نكون صادقين"، وتابع أن بعض الأصوات نادت بتفكيك الدولة، وهذه بعضها ينتمي إلى تيار ليبرالي والبعض الآخر تيارات دينية ولهؤلاء أقول لو تفككت الدولة المصرية لن تعود .

ورداً على سؤال حول حقيقة وجود "داعش" في مصر، قال السيسي لا أطلب منكم سوى الانتباه لتماسك الأمة، مضيفاً "خلوا بالكم من مصر والشعب المصري وجيشه لأن تماسكنا سيجعلنا في موقع لا يقف أمامه أحد"، وأضاف "مهما كانت قوة "داعش" أو أي تنظيم غيره فإن مصر سوف تدوسه بالأقدام وسوف يفرمهم الجيش والشعب، نعرف أننا مستهدفون لكننا أقوى من الإرهاب" .

وحول قضية الدعم، قال الرئيس المصري إن هذا الملف يمثل خطراً كبيراً، فالكهرباء كانت تحصل على دعم مرتين الأولى في الوقود والثانية في سعر البيع، والمعروف أن كفاءة المحطات تتراجع في فصل الصيف، كما أن محاولات الإرهاب لتفجير المحطات والمحولات تهدف إلى ضرب الكتلة الصلبة من الشعب، والتيار المتطرف أراد أن يقول للناس لقد ظلمتم مرسي فأزمة الكهرباء مستمرة، ونحن نرد عليهم هل اختلف الشعب مع مرسي من أجل الكهرباء؟ الحقيقة أنه أطاح بالإخوان ومرسي لأنهم كانوا يعملون على تغيير هوية الدولة وتقسيم الوطن .

وقال "ربما تعرفون أنني صممت على أن يتم تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد، والسبب ببساطة شديدة أنني أحاول تحقيق الاصطفاف للشعب في وقت قصير، عايز أقول للمواطن إنك تتقدم، العلاج الحاسم لمشكلة الدعم لن يتحقق إلا إذا جعلنا جيوب المصريين مليانة" .

وحول العدوان على غزة، أكد السيسي أن مصر لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، ونحن لا نتحدث عن غزة فقط، وإنما نتحرك للوصول إلى دولة فلسطينية على الأراضي التي تم احتلالها عام 76 وعاصمتها القدس، ولدينا ألم على كل شهيد ومصاب، وأكد أنه لابد أن نعرف أن معبر رفح لم يتم تضمينه في ترتيبات عام 2005 ولا ينبغي أن نختزل قضية المعابر في رفح، فطبقاً للقانون الدولي تكون دولة الاحتلال مسؤولة عن قطاع غزة، ونحن على استعداد دائم للمساعدة .

وأكد السيسي أن مصر لم تعد تصدر الغاز ل"إسرائيل" أو تستورده منها، وقال إنه ربما يكون هناك مشاكل تتعلق بالتحكيم، في إشارة إلى تلويح بعض الدول باللجوء للتحكيم الدولي، وكان أوضح أن مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة، لافتا إلى أن اهتمام مصر الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية . وشدد على أن مصر تعمل على ألا ينزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالحها المائية أو ينتقص من حصتها التاريخية .

وكالات