آخرها وساطة عُمانية.. الإرهاب الحوثي يرفض أي مبادرة سلام توقف الزحف نحو مأرب

مثل بقية المساعي الدولية تجاه الحرب اليمنية وإيقاف شامل لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية سياسية شاملة، غادر الوفد العماني، أمس الجمعة، مطار صنعاء الدولي خالي الوفاض بعد مشاورات مستفيضة دامت أسبوعاً مع قيادات مليشيا الحوثي.

وتناولت محادثات الوفد العماني مع الحوثيين المبادرة المقدمة من الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، كما بحثت قضايا ذات صلة بالملف الإنساني.

المساعي الدولية جاءت في سياق مطالب حوثية غلفتها بالملف الإنساني، واشترطت لها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، لكنها في ذات الوقت رفضت أن تورّد إيراداتها إلى حساب مستقل في البنك المركزي لصرف مرتبات موظفي الدولة، بالإضافة إلى موافقتها على وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة المفخخة باتجاه الأراضي السعودية مقابل تحييد الأخيرة التي تقود تحالفا لدعم الشرعية اليمنية، رافضة في ذات الوقت إيقاف هجماتها العسكرية على مأرب.

الصلف الحوثي كعادته، أفشل المساعي الرامية إلى مبادرات السلام التي قدمتها الأمم المتحدة وغيرها من المبادرات الدولية، في حين يرى محللون سياسيون أن ذلك التعنّت يرجع إلى اعتزام المليشيا مواصلة الزحف نحو مأرب النفطية الواقعة شرقي العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، محمد جميح، إن مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن قُدمت باسم الرياض، لكن قبل أن تقدم نوقشت الكثير من الأفكار الأمريكية والبريطانية والأممية في مسقط والرياض وغيرهما من العواصم ثم قدمت أخيرا باسم الرياض.

ولفت جميح، في حديثه لراديو "سبوتنيك"، إلى أنه لا يوجد أكثر واقعية من تلك المبادرة، التي جاءت لفتح المطار وفتح الميناء وصرف عوائد الميناء لمرتبات الموظفين ووقف شامل لإطلاق النار داخل اليمن وخارجه.

وأوضح أن جماعة الحوثي إن وافقت على وقف إطلاق النار، وهو ما يعني عدم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة على الأراضي السعودية "لكنهم لا يريدون وقف إطلاق النار في الداخل اليمني على أساس أنها مشكلة داخلية وبالتالي هم يسعون لوقف تدخل قوات التحالف لمساندة قوات الجيش الحكومي، وبالتالي يمكن أن تحسم الأمور لصالحهم".

وبحسب جميح، ما يريده الحوثي لن يحدث، لأن المبادرة جاءت لوقف شامل لإطلاق النار وليس وقف الأعمال مع السعودية فقط، ولأنهم يريدون إنجاح الهجوم على مأرب للسيطرة على منابع النفط والغاز وعند الذهاب إلى طاولة المفاوضات يكونون هم الطرف الرابح بعد السيطرة على مأرب وفق ما يأملون.

ومنذ وصول الوفد العماني إلى صنعاء، السبت الماضي، نفذت المليشيا هجومين على مدينة مأرب، الأول تزامن مع وصول الوفد بواسطة صاروخ باليستي استهدف محطة وقود راح ضحية الهجوم 21 مدنيا بينهم طفلان، بينما نفذت الثاني الخميس، بواسطة صاروخين باليستيين وطائرتين مسيَّرتين مفخختين، استهدفت مسجدا وسوقا تجاريا وإصلاحية للنساء، وسيارات اسعاف هرعت لنقل المصابين، وراح ضحية ذلك الهجوم 35 مدنيا بينهم 10 قتلى.