المرصد السوري: تركيا تعيد "المرتزقة" إلى ليبيا

عادت تركيا لـ"سيرتها الأولى"، وضربت بجميع محاولات التهدئة في ليبيا عرض الحائط، عبر إرسال دفعة جديدة من المرتزقة إليها.

بحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، فإن سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان أوقفت عملية عودة "مرتزقة" الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية من الأراضي الليبية. 

ولم تكتف سلطات أردوغان بذلك بل عمدت إلى إرسال دفعة جديدة مؤلفة من 380 مرتزقا إلى ليبيا خلال الأيام الماضية، وقد جرى استقدام المجموعة إلى تركيا في بداية الأمر ومنها جرى إرسالهم إلى الأراضي الليبية. 

وسجلت التحركات التركية هذه حالة من الاستياء المتصاعد بين هؤلاء المرتزقة لرفض البقاء هناك وعدم إيفاء أنقرة بوعودها المرتبطة بإعادتهم، خاصة عودتهم لاسيما وأن أوضاعهم سيئة جداً هناك.

وفي 3 أبريل/نيسان الجاري، حذر المرصد السوري من مرور الأيام بينما لا تزال عملية عودة "المرتزقة" السوريين الموالين لتركيا من ليبيا، متوقفة إلى الآن، حتى أن الدفعة التي غادرت الأراضي الليبية بتاريخ 25 مارس/أذار الماضي ولم تعد إلى سوريا حتى الآن.

والثلاثاء، طالب القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، حكومة الوحدة الوطنية بـ"العمل بكل قوة لإخراج المرتزقة ودعم القوات المسلحة والأجهزة الشرطية لتولي مهامها".

وفيما طالبت فرنسا بضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا، قوبل هذا الطلب بمراوغة من رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة"، والذي دعا للتفرقة بين قوات تركيا وغيرها.

ومنذ إعلان البعثة الأممية إلى ليبيا في 5 فبراير/شباط الماضي، وتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، عاد ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا إلى واجهة الأحداث، وسط مطالبات دولية بسحب تلك العناصر من ليبيا، واحترام خارطة الطريق الأممية التي ستقود البلاد إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وتعهدت الولايات المتحدة ودول أخرى باستخدام نفوذها الدبلوماسي لدعم رحيل فوري للمرتزقة من البلد الذي يعاني من ويلات التدخل الأجنبي.

وتتهم تركيا بإرسال المرتزقة إلى ليبيا وانتهاك القرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى البلاد، وتجاوزها لإرادة المجتمع الدولي التي تبلورت في مخرجات مؤتمر برلين، وهي: تعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.

ونهاية العام الماضي، كشفت وثيقة سرية تابعة للاتحاد الأوروبي أن انتهاكات تركيا المستمرة عبر سفنها التي تستخدم في توريد غير مشروع للأسلحة إلى ليبيا.

وتجري تركيا في الوقت الراهن تحركات غامضة ومريبة بين المرتزقة؛ فبين دفعة لم تعد لسوريا ودفعة اختفت في تركيا، تتنامى اتهامات بـ"المناورة". 

ومنذ خروج دفعة من المرتزقة السوريين من ليبيا أواخر مارس/آذار الماضي، أصاب الجمود ملف سحب آلاف المرتزقة السوريين من الأراضي الليبية، ولم تحدث تحركات تذكر في هذا الملف حتى اليوم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.