"خبر" ترصد تحركات القاعدة من أبين إلى حزم العدين.. بدون طيار الأمريكية لا تبرح الأجواء: «تفخيخ المناطق الوسطى»

لا تحضر الكهرباء غالبا في قرى مديرية حزم العدين بمحافظة إب وسط اليمن. تغيب خدمة الكهرباء ضمن خدمات أساسية كثيرة في هذه المناطق والغيابات المتواترة تجمل غياب الدولة وظيفة ومرجعية مؤسسية. لكن المفارقة هي أن الدرون أو الطائرة الأمريكية بدون طيار تحضر بقوة وبات السكان والأهالي يتعايشون مع أصوات القاذفة الأمريكية التي تمشط أجواء المنطقة ليل نهار بصوتها القريب والمقيم في سماء قرى ومناطق ريفية باتت أراضيها وأجوائها قسمة بين مقاتلين متشددين قدموا مؤخرا من أبين خصوصا وبين طائرات أمريكية لم تمنع قدومهم من معاقلهم المحاصرة وخروجهم آمنين إلى هنا.. حيث لا يرحب الأهالي والسكان بكليهما معا؛ القاعدة وطائرات أمريكا.
 
حضروا.. وغابت الدولة. لا تتوقف طائرات الدرون أو الدرونز الأمريكية عن تمشيط مساحات واسعة في حزم العدين وقراها وعزلها بصورة مستمرة الحدوث خلال الأسابيع الأخيرة. في الأثناء الطائرة تجوب الأجواء واصواتها تبعث رسائل مزعجة وتنشر أجواء القلق والتوتر والترقب في الأرجاء.
 
شهادات وإفادات الأهالي هنا تتحدث عن انتشار مئات العناصر المسلحة قدمت بأطقم عسكرية جديدة ويرتدون الزي العسكري أيضا وبأسلحة كثيرة ورشاشات حديثة. من أبين قدمت مجاميع من المسلحين إثر عملية عسكرية في محافظتي أبين وشبوة جنوب اليمن. لا أحد يعرف كيف تمكنت هذه الأعداد الكبيرة من الخروج آمنة بمركباتها وأسلحتها الكثيرة؟
 
إضافة إلى مواقع ومراكز تجمع اتخذتها في السدة امتدادا من رداع البيضاء، وصلت العناصر المسلحة بأعداد كبيرة، طبقا لشهادات محلية جمعتها وكالة خبر للانباء خلال الأيام الماضية، إلى شرعب فالعدين وتوغلا في جغرافيا مديرية الحزم ومرتفعات الأسلوم وما جاورها. يتحدث الناس بكثرة عن تجمعات اتخذت من جبال الأسلوم الحصينة مركزا لها.. عسكرت هناك وأقامت لها معسكرا ويبدو أن الكهوف والتعرجات الجبلية الداخلية منحتها وضعية مريحة نسبيا في مواجهة بدونطيار التي تواصل تحليقا على مدار الساعة ورصدا مستمرا دون توقف أو نتيجة.
 
حزم العدين مديرية مترامية وتتوغل شمالا بمحاذاة مناطق الجراحي والسهل التهامي الداخلي على شكل مرتفعات وهضاب بوديان وحقول منبسطة اقل وتصل في الامتداد الى جمعة بنى ساوي ومرتفعات وصاب التابعة إداريا لمحافظة ذمار.
 
على امتداد هذا التوغل الجغرافي يتناقل السكان أحاديث ومعلومات يومية ول انتشار ومشاهدة مجاميع مسلحة ومقاتلين متشددين يتبعون القاعدة أخذوا ينتشرون في شكل مجموعات مسلحة قليلة العدد مقيمة ومتنقلة وتتصل ببعضها على هيئة سلسلة مواقع ومقار تموضع متتابعة الحلقات من الأسلوم ارتباطا بالجراحي ومناطق الساحل وامتدادا إلى الشعاور والأحكوم و غيرها وحتى جمعة بني ساوي في وصاب.
ينتشر المسلحون، وفقا لمعلومات ميدانية جمعتها وكالة خبر، في غياب تام لأجهزة وسلطات الدولة الأمنية والعسكرية. هذه المناطق تفتقر إلى معسكر واحد أو حتى مراكز أمنية ومقدمات أو مؤخرات عسكرية وحاميات تشعر المواطنين بحضور الدولة الرمزي وبالأمان ولو القليل منه. فقط الطائرات الأمريكية بدون طيار هي من تواجدت ولا تبرح الأجواء.
 
يجري تفخيخ المناطق الوسطى بصورة متزايدة. وبصورة أخص وأدق توصيفا فإ، المقاتلين ينتشرون بالتركيز على جميع مواقع ومراكز ومناطق القتال التي عسكرت فيها "الجبهة" خلال حرب المناطق الوسطى في ثمانينيات القرن الماضي.
 
هذه استراتيجية تحتاج إلى مزيد من التفحص والتتبع والقراءة التحليلية حول خلفيات وطبيعة التكتيك المتبع؟ لماذا في مناطق الجبهة تحديدا؛ من البيضاء ارتباطا بدمت والسدة وحتى شرعب والعدين والحزم ووصاب؟؟ هذه هي المناطق التقليدية الأبرز لتحركات وقتال الجبهة المدعومة من السلطة الحاكمة في عدن إبان التشطير وصراع الجنوب والشمال في اليمن.
 
في تغطية قادمة تعرض خبر للأنباء معلومات تفصيلية وشهادات أكثر من واقع ما يحدث كيف يحدث.