الإصلاح يتعلق بـ"حبل صالح" لإنقاذ نفسه من بطش الحوثي

كثف حزب الإصلاح الإسلامي، من تحركاته باتجاه إعادة تطبيع العلاقة مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وحزبه المؤتمر الشعبي العام.

فبعد أيام من إطلاق رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية زيد الشامي، دعوة للتقارب مع المؤتمر الشعبي العام ورئيسه، وجه قيادي آخر في الإصلاح دعوة لرئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح، ومستشار الرئيس هادي اللواء علي محسن صالح، وآل الأحمر، لفتح صفحة جديدة يسودها التعاون والإخاء.

ونقلت مواقع إخبارية مقربة من الإصلاح، عن القيادي في الحزب الشيخ أمين العكيمي قوله": أدعو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واللواء علي محسن صالح، وكافة آل الأحمر لفتح صفحة جديدة يسودها التعاون والإخاء، مشددًا على ضرورة بدء تحالف جديد بين هذه القوى لمواجهة الزحف الحوثي المخيف.

وتأتي تحركات إخوان اليمن لجهة فتح قنوات تواصل مع حزب صالح، في وقت تمر الجماعة الأم بحالة انهيار شديدة، إما متأثرة بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها حكومات خليجية وعربية وأوربية، ضدها، وأهمها إدراجها ضمن "قائمة الإرهاب" أو بالضربات الموجعة التي تلقونها في خضم الصراع المسلح مع جماعة عبدالملك الحوثي، والذي انتهى بسقوط أهم معاقل الإصلاح شمال البلاد بيد الحوثيين.

وفيما لوحظ تحفز كبير في أوساط ناشطي حزب الإصلاح وجزء من قواعده، لما تبدو أنها محاولات تقوم بها قيادات إصلاحية، بهدف تقريب وجهات النظر مع حزب المؤتمر الشعبي.. جوبهت تلك المحاولات برفض واضح - لم يخلُ من التهكم والشماتة - أنصار الأخير.

ومن شأن ربط الإصلاح خلافاته مع زعيم الحركة الحوثية، بالمساعي التي يجريها باتجاه خلق تقارب في المواقف السياسية مع حزب الرئيس السابق، أن تعيق التوصل إلى صيغ اتفاقات بين الجانبين، خصوصاً وأن المؤتمر الشعبي العام يلتزم موقفاً محايداً من جماعتي الإخوان والحوثيين. وهو ما أفصح عنه عضو اللجنة العامة للمؤتمر في معرض رده على دعوة الشامي، حيث اشترط أن يكون القبول بالآخر والشراكة الوطنية مع الجميع بما في ذلك (الحوثيين).

ويتعامل المؤتمر الشعبي العام، بحذر شديد، مع الدعوات التي تطلقها قيادات في الإصلاح؛ إذ لم يصدر حزب الرئيس السابق- حتى اللحظة - موقفاً رسمياً يعكس من خلاله رداً واضحاً على مساعي الإصلاح بهذا الخصوص.

ويستبعد محللون أن تحظى دعوات الإصلاحيين بتفاعل مؤتمري إيجابي، ويستند هؤلاء إلى كونها نابعة من حسابات سياسية خاصة بالإصلاح وليس من قناعة بأهمية الشراكة السياسية؛ أو رغبة في تجاوز الخلافات، خصوصاً وأنها جاءت في وقت يمر الإصلاح وحلفاؤه القبليون والعسكريون بحالة انهيار وتفكك. على أن الأهم أنها تأتي بعد أن عملوا بكل إمكاناته على تفكيك المؤتمر، واجتثاثه نهائياً من الحياة السياسية اليمنية.

وقد عكس أول تعليق من أوساط قيادات المؤتمر الشعبي العام على تصريحات رئيس الكتلة البرلمانية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، زيد الشامي، عدم ثقة المؤتمر بتلك الدعوة.

فبينما وصف عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، الشيخ حسين حازب، دعوة الشامي بـ"الصادقة"، استدرك في منشور بصفحته على فيسبوك بالقول: "لكني أقول للأخ زيد، إن هذه الدعوة لا تستقيم مع ما يُقال في المؤتمر الشعبي العام، وفي رئيسه الزعيم/ علي عبدالله صالح، من ساسة وإعلام الإصلاح، من إساءات واتهامات لا أساس لها من الصحة. وتفتقر لأبسط قواعد الصدق والأخلاق.

وشدد القيادي المؤتمري حازب، على أن يبدأ الإصلاح في اتخاذ مواقف تزكي المصداقية وحسن النية أولاً في هذا الصدد.