"مثل قنبلة نووية بالضبط".. حين توعد نصرالله بكارثة نترات الأمونيوم

بين ليلة وضحاها، تحولت بيروت، إلى ما يشبه ساحة حرب، بعد انفجار كمية هائلة من مادة نترات الأمونيوم، لتتجه أصابع الاتهام إلى دور حزب الله المشبوه في مرفأ بيروت، حيث يسيطر عناصره منذ سنوات على هذه المنشأة، التي كانت مسرحا للكارثة.

ويقول تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إن زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، لم يكن يتوقع أن يرى التهديد الذي وجهه ضد إسرائيل في عام 2016، يحدث في بلده.

وكان نصر الله قد هدد في خطاب قبل أربع سنوات بتفجير مخزون نترات  الأمونيوم في حيفا، إذ قال حينها "سيكون مثل قنبلة نووية بالضبط.. أي صاروخ سيضرب الخزانات، يمكن له خلق تأثير مماثل للقنبلة النووية" حيث يسكن نحو 800 شخص في منطقة ميناء حيفا.

ووجه لبنانيون اللوم على المسؤولين الذين يعلمون بالخطر الذي يمثله تخزين مثل هذه المادة في عنبر ١٢ بمرفأ بيروت، بعد تفريغها من سفينة شحن مملوكة لروسيا ترفع علم مولدوفا، كانت تتجه من جورجيا إلى موزمبيق.

وأعلن رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب أن 2750 طنا من مادة نترات  الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع "خطير".

ومادة نترات الأمونيوم، عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم كأساس للعديد من الأسمدة النيتروجينية على شكل حبيبات. وتعد من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للاشتعال ولكنها مؤكسدات، أي أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة.

وقالت لاصحيفة الإسرائيلية: "بينما أشار كثير من اللبنانيين إلى سوء الإدارة والفساد المتفشي في البلاد، طرف واحد ظل صامتا، وهو حزب الله".

ولدى حزب الله ترسانة كبيرة من المتفجرات، والصواريخ، والذخيرة، المخزنة في مناطق مأهولة بالسكان، في مختلف أنحاء البلاد بما في ذلك بيروت.

وكان تقريرا لمركز "ألما" للأبحاث، صدر في يوليو ، أكد أن لدى حزب الله 28 موقعا لإطلاق الصواريخ، وبنية تحتية للقيادة والتحكم، ومواقع تجميع الصواريخ، وأخرى لتخزين وقود الصواريخ، ومخابئ تحت الأرض، بالقرب من مدارس، ومستشفيات، وملاعب رياضية. بل بجانب السفارة الإيرانية، ووزارة الدفاع اللبنانية.

وكان السفير الإسرائيلي السابق بالأمم المتحدة،داني دانون، قد اتهم حزب الله وإيران سابقا، باستخدام مرفأ بيروت لنقل الأسلحة من خلال الشركات التجارية.

وقال دانون، حسب "جيروزاليم بوست"، إن "إسرائيل قد اكتشفت أن إيران وفيلق القدس يستغلان القنوات البحرية المدنية، وخاصة مرفأ بيروت".

وأضاف دانون أن "النظام الإيراني ينقل الأسلحة بطرق مختلفة. إنهم يستخدمون الشركات، خاصة في أوروبا لدعم حزب الله، وتطوير برنامج الحزب الصاروخي. للأسف، إن مرفأ بيروت أصبح مرفأ حزب الله".

وأشارت الصحيفة إلى أن انفجار مرفأ بيروت كان متوقعا نتيجة لسوء إدارة التعامل مع هذه المواد الخطرة والمتفجرة، إضافة إلى الجريمة المنظمة التي كانت تدار من الميناء، حيث تسببت في "كارثة لا يستطيع لبنان تحملها".