تقرير موسع وتفاصيل خاصة من الميدان: تسليم محافظة البيضاء لتنظيم القاعدة.. حيثيات في الصدد

انسحبت المواقع العسكرية، خلال اليومين الماضين، بشكل مفاجئ من إحدى مديريات محافظة البيضاء (وسط اليمن)، إلى مقر قيادة اللواء 26 ميكا في السوادية، دون توجيهات من السلطة المحلية أو اللجنة الأمنية في المحافظة.

يأتي هذا التطور عقب يوم واحد من نشر تقرير موسع يتضمن تحذيرات جدية ومخاوف من توجهات غامضة قد تفضي عمليا وبالتدرج اليومي إلى تسليم محافظة البيضاء للقاعدة.

وأوضح مصدر محلي لـ"خبر" للأنباء إن المواقع العسكرية التي تم استحداثها، مؤخراً، في مديرية ذي ناعم، انسحبت، الثلاثاء، والاثنين، من مواقعها بشكل مفاجئ من المديرية إلى السوادية"، مضيفاً بأنها كانت تتجمع فيها وليست مواقع ثابتة.

وأضاف: " إن تلك المواقع العسكرية كان لها أهمية من خلال تواجدها في مديرية ذي ناعم، كون تلك المناطق شهدت نصب كمائن من قبل عناصر تنظيم القاعدة استهدفت قيادات في السلطة المحلية وقيادات أمنية وعسكرية".

وأشار إلى أن " تلك المواقع والنقاط العسكرية التي انسحبت، تم استحداثها، عقب الكمين المسلح الذي تعرض له موكب محافظ المحافظة، وقيادات أمنية وعسكرية".

إلى ذلك، أكد مصدر أمني لـ"خبر" للأنباء انسحاب تلك المواقع العسكرية، بشكل مفاجئ، دون أي مبرر يذكر، منوهاً إلى أن انسحابها جاء دون أي توجيهات من اللجنة الأمنية في المحافظة، ولا حتى من وزارة الدفاع".

وكشف المصدر الأمني أن الفصيلة العسكرية التي انسحبت، تم استحداثها بناءً على خطة أمنية وبقرار من اللجنة الأمنية بالمحافظة بتاريخ 30/12، لافتاً إلى أنها كانت تعمل كنقاط وحماية لمديرية ذي ناعم".

وأضاف: " بمجرد انسحاب هذه القوة العسكرية شهدت الطرق الموجودة في المديرية والتي تصل (شبوة – يافع)، عقب ذلك تحركات لمسلحين تابعين لتنظيم القاعدة".

>تحذيرات محلية وأمنية في اليمن من تسليم "البيضاء" للقاعدة

وسادت, منتصف الأسبوع, مخاوف محلية من وجود "مخطط" أو "ومؤامرة" بتسليم محافظة البيضاء (وسط اليمن)، لـ"تنظيم القاعدة"، عقب استبدال بين قوات عسكرية تمتلك خبرة وقوة وآليات وأسلحة لديها إمكانات بالقصف لأماكن بعيدة، ليحل محلّها معسكرات ذات خبرة محدودة.

وأوضح مصدر محلي لـ"خبر" للأنباء، في تقرير سابق للوكالة, أنه جرى، مؤخراً نقل كتيبتين من اللواء 26 ميكا (الحرس الجمهوري سابقاً)، من منطقة مكيراس (تقع بالمناطق الحدودية بين البيضاء وأبين)، إلى مقر قيادة اللواء في منطقة السوادية التابعة للمحافظة.

وأفاد المصدر، بأنه حل محل تلك الكتيبتين من اللواء 26 ميكا، في منطقة مكيراس، لواء المجد القادم من صعدة، منتصف شهر مايو، مشيراً إلى أن الأخير لا يمتلك الإمكانات والمعدات التي تمتلكها الكتيبتان التابعتان للواء 26 ميكا (للحرس الجمهوري سابقاً).

ولفت إلى أن لواء المجد القادم من صعدة، لا توجد لديه خبرة بتلك المناطق، كونه وصل إلى تلك المناطق من خارج المحافظة، مشيراً إلى أن الكتيبتين التابعتين للواء 26 ميكا كان لديهما خبرة ومعرفة جيدة بالمناطق وكيفية التعامل مع الوضع الأمني والعسكري.

وعن القوة العسكرية وقدرة الآليات التي تمتلكها كتيبتا اللواء 26 ميكا (الذي تم نقله من مكيراس إلى السوادية)، قال المصدر في سياق حديثه لـ"خبر" للأنباء: "لدى كتيبتي اللواء 26 ميكا إمكانات خاصة متمثلة بمدفعيات تقصف إلى أماكن بعيدة تصل إلى مسافة 30 كيلو متراً".

وأضاف: "تمتلك الكتيبتان - اللتان تم نقلهما من مكيراس إلى مقر قيادة اللواء 26 ميكا في السوادية – دبابات وعربات ومدفعيات، وآليات عسكرية مختلفة، بالإضافة إلى الخبرات القتالية التي لدى الجنود التابعة للكتيبتين، مشيراً إلى أن لدى (الكتيبتين) ما يقارب 25 دبابة".

وزاد المصدر بالقول: كل تلك الإمكانات والقدرات والآليات العسكرية تدل على مقدرة وتمكن وقوة الكتيبتين، على اللواء الذي حل محلّة (لواء المجد)، حسب وصفه.
واختتم المصدر بالقول: "استبدال قوة عسكرية ضخمة، بلواء أقل خبرة وأقل إمكانات، طرح الكثير من التساؤل والمخاوف من أن هناك مخططاً يجري لتسليم محافظة البيضاء لـ"عناصر من تنظيم القاعدة". حسب وصفه.

إلى ذلك، أكد مصدر أمني تلك المخاوف والشكوك من التوزيع العسكري الذي تم، مؤخراً، في محافظة البيضاء.

وأوضح في تصريح لـ"خبر" للأنباء، أنه تم الرفع من إدارة أمن البيضاء ببرقية إلى العمليات الحربية، تضمنت شكوك هذا التوزيع العسكري، كما شملت مطالب بتوضيحات حوله.. مضيفاً، أن "وزارة الدفاع ردت على تلك البرقية بأن ذلك التوزيع يخدم العمليات العسكرية ولا يستدعي القلق والشك".

وأضاف: "كما أن وزارة الدفاع قالت في ردها على البرقية في حينه، بأن التوزيع الجديد للقوى العسكرية في المحافظة يأتي بناءً على تكتيك عسكري وإعادة تأهيل، لتنفيذ عمليات عسكرية قادمة، ويأتي في ظل خطة واستراتيجية عسكرية حربية".

وأفاد بأن "وزارة الدفاع أوضحت بأن التوزيع العسكري تم بعناية"، مشيراً إلى أنه "يأتي لموازنة القوى ومواقع مسرح العمليات العسكرية".