مجلس الشيوخ الأمريكي يحصَّن البيت الأبيض ضد المساءلة عن قتلى الهجمات في اليمن

بناءً على طلب من مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، جيمس كلابر، قام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بإزالة قسم من مشروع قانون الاستخبارات المصيرية والحاسمة، التي من شأنها أن يطلب من البيت الأبيض الكشف عن معلومات قتلى هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية في اليمن.

وقد مر مشروع قانون تفويض الاستخبارات للسنة المالية 2014 عبر لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في نوفمبر تشرين الثاني مع الحكم الذي يطلب من الرئيس أن يقدم الإحصاءات السنوية التي تحدد عدد "المقاتلين" و"المدنيين غير المقاتلين" الذين قُتلوا أو أصيبوا في غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار في السنة السابقة.

ولكن بناءً على طلب من كلابر، أزال زعماء مجلس الشيوخ شرطاً من التشريعات قبل الانتخابات المقبلة لمشروع القانون في مجلس الشيوخ.

وقد أكد كلابر، أن هناك حاجة إلى مزيد من الدقة حول هذه الإحصاءات للجمهور. لذلك، قال لأعضاء مجلس الشيوخ، في رسالة في 18 أبريل إن إدارة أوباما تسعى بطرق أخرى للكشف عن عدد القتلى في عمليات الطائرات بدون طيار.

وكتب كلابر إلى أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأعلى، ديان فاينشتاين وساكسبي تشامبليس:
"ولكي تكون المعلومات ذات معنى للجمهور، فإنه يتطلب أن يُصاغ السياق بعناية، وذلك للحماية من الكشف عن مصادر وأساليب استخباراتية أو من تسريب معلومات سرية أخرى. وأضاف كلابر.. نحن واثقون من أننا يمكن العثور على هيكل التقارير التي توفر للشعب الأمريكي معلومات إضافية لإبلاغهم عن العمليات الحكومية الهامة لحماية أمتنا، مع الحفاظ على القدرة على مواصلة تلك العمليات.

وتشير تقديرات مكتب الصحافة الاستقصائية ــ واحدة من أهم المصادر الشاملة لأرقام الضحايا بدون طيار ــ أن مئات من المدنيين، على الأقل، لقوا حتفهم في غارات طائرات أمريكية بدون طيار في اليمن وباكستان.

كما تشير، أيضاً، إلى أن الحكومة الأمريكية لم تقدم أي فكرة عن كيفية سقوط العديد من الضحايا في غاراتها بطائرات بدون طيار. وأن تلك الضربات منطوية، فقط، على كل من وكالة المخابرات المركزية وعمليات وزارة الدفاع الأمريكية وكذا مسؤولين مثل السيناتور فاينشتاين.

ويقول خبراء عسكريون وصحفيون محققون: إن اليمن لا تعلم بأن هناك جواسيس على الواقع أو بما يسمونها "الخمسة عيون"، وأنها لاتعي أهداف الاستخبارات الأمريكية.

العديد من المجموعات المستقلة والمؤسسات الصحفية تحاول تتبع عدد الأشخاص الذين قتلوا في غارات الطائرات بدون طيار على الواقع، وغالباً ما تستخدم الصحافة والتقارير لتجميع تقديرات الضحايا.

على سبيل المثال، أكد مكتب الاستخبارات، أن الطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 451 شخصاً في اليمن بما في ذلك 82 مدنياً."هل يعقل"؟

ويعتبر اليمن بأنه موطئ قدم تنظيم القاعدة، وأنه الجناح الأكثر نشاطاً لتلك الشبكة المتشددة. وقد طلبت الحكومة اليمنية الولايات المتحدة للمساعدة في مكافحة التهديدات الإرهابية، ولكن مجمل المفاوضات بين الولايات المتحدة واليمن غير معروف.

بينما يقول معظم النقاد إن برنامج هجمات الطائرات بدون طيار في البلاد لم تفعل شيئاً لوقف نمو تنظيم القاعدة، ولكن مع ذلك زادت قوة وتمركز هذا التنظيم.

بينما انتقدت جماعات حقوق الإنسان قرار إزالة الشفافية من قانون المخابرات.