تفاصيل ليلة طويلة عاشتها صنعاء.. هجوم "إرهابي" طال أفراد الحرس الرئاسي واستشهاد جنود وخطف آخرين
ليلة دامية وملبدة بالتوتر والقلق والهواجس الأمنية عاشتها العاصمة اليمنية صنعاء على وقع اشتباكات عنيفة بين أفراد من الحرس الرئاسي اليمني وعناصر إرهابية حسب المصادر الرسمية, هاجموا نقطة للحرس قرب دار الرئاسة بصنعاء واستشهد خمسة جنود فيما تعرض آخرون للخطف وفقا لمصادر خبر لأنباء مساء الجمعة.
وفيما أعلنت السلطات الأمنية تشديد الإجراءات ورفع الجاهزية للتصدي لأعمال إرهابية بالعاصمة حذر مراقبون ومحلون يمنيون من هجمات انتقامية للقاعدة ومرتبطين بها في العاصمة ردا على الضربات التي وجهها الجيش لتجمعات ومعاقل التنظيم الإرهابي بأبين وشبوة جنوب البلاد.
وفي الردود قال المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه إن الجماعات والقوى الساعية للحوار مع القاعدة تحاول تفجير الأوضاع بصنعاء العاصمة لصرف الجهود عن محاربة القاعدة في معقله ومقره الرئيس بأبين وشبوة. من جهته مصدر في الحراك الجنوبي ندد باستهداف حرس الرئيس وحمل القوى الرجعية مسئولية استهداف رئيس الجمهورية.
اشتباكات قرب الرئاسة
واندلعت اشتباكات عنيفة, الجمعة بعد المغرب, بين أفراد الحرس الرئاسي ومسلحين بالقرب من دار الرئاسة بصنعاء.
وقال لوكالة خبر شهود العيان، أن الاشتباكات اندلعت في جولة المصباحي، وتحديداً عند النفق المؤدي إلى دار الرئاسة، وأشارت المعلومات الأولية تشير إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقالت مصادر أخرى لوكالة "خبر": إن قوات الحرس الرئاسي انتشرت في المكان.
وأكدت مصادر أمنية للوكالة, بعد وقت قصير، أن خمسة جنود قتلوا واختطف آخرون في الهجوم الذي شنه مسلحون يستقلون سيارة "هيلوكس" نوع نيسان، على نقطة أمنية تابعة للحرس الرئاسي غرب دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء وكانت الاشتباكات لا تزال مستمرة.
الرواية الرسمية
وفي وقت متأخر قال مصدر عسكري مسؤول إن جماعة إرهابية تقلهم سيارة هيلوكس أعتدت مساء اليوم على طقم أمني في جولة المصباحي بأمانة العاصمة ولاذت بالفرار.
وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه نتج عن هذا العمل الإجرامي استشهاد ثلاثة من أفراد الطقم.
وأكد المصدر أن الجهات الأمنية المختصة تقوم حاليا بملاحقة العناصر الإرهابية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل.
هجوم إرهابي
وصفت السلطات الأمنية الرسمية, هجوماً إرهابياً شنته جماعة إرهابية، مساء الجمعة، ضد أفراد من الحرس الرئاسي اليمني, قاطعة بذلك تردد وشكوك الوكالات الخارجية ووسائل الإعلام المحلية والعربية والقنوات الفضائية العربية التي تصف هجوماً مسلحاً وجماعة مسلحة وأحجمت عن وصف الهجوم بالإرهابي.
و"جاءت الرواية الرسمية لأحداث الجمعة, من ناحية أخرى, مخففة بعض الشيء - كما يقول لوكالة "خبر" محرر سياسي ومراسل جريدة عربية لندنية بصنعاء- لجهة عدد الشهداء من الجنود وتحاشي ذكر مختطفين، وأيضاً الإقلال، إلى حد ملحوظ، من التفصيل فيما حدث لدواعٍ تتصل بالرغبة إلى تحجيم الأثر الراجع النفسي والمعنوي للهجوم وترك الحديث للإجراءات الأمنية على الأرض" من وجهة نظره.
وقالت الأجهزة الأمنية أنها وفي إطار تنفيذها لقرار اللجنة الأمنية العليا بحماية العاصمة صنعاء من أي أعمال إرهابية محتملة أحاطت العاصمة بعدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية في مناطق الحزام الأمني المحيطة بأمانة العاصمة وكذا داخل العاصمة نفسها.