2019م.. عام تدهور الأوضاع الصحية وتفشي الأوبئة في مناطق المليشيات الحوثية

كانت سنة 2019 استمراراً لسابقاتها من حيث استمرار الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها في تدمير القطاع الصحي والاستهتار بحياة ملايين اليمنيين، سواء عبر إحكام الجماعة قبضتها على المشافي والمراكز الطبية وتسخيرها لعلاج أتباع الجماعة وجرحاها، أو فرض مبالغ ورسوم باهظة على المستشفيات الخاصة، بما في ذلك فرض 4 في المائة من تكاليف العمليات الجراحية كنوع من الجبايات الجديدة.

وقاد السلوك الحوثي المتمثل في سرقة المساعدات الطبية أو إعاقة وصولها إضافة إلى إغلاق مئات الصيدليات من أجل ابتزاز ملاكها، فضلا عن تدمير منشآت الصرف الصحافي وسرقة أجور عمال النظافة إلى استمرار تفشي الأوبئة القاتلة في صنعاء وغيرها.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليون إنسان في اليمن يعانون من أمراض معدية ولا يتلقون العلاج المنقذ للحياة من بينهم مرضى الفشل الكلوي وارتفاع نسبة السكر في الجسم.

ووفقا لتقديرات المنظمة فإن أكثر من 24 مليون إنسان يحتاجون إلى المساعدة منهم 19.4 مليون في حاجة إلى الرعاية الصحية، إضافة إلى أن نحو 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي فيما يقاسي أكثر من ربع مليون من سوء التغذية الحاد وهم الأكثر عرضة للخطر وعلى شفا المجاعة مع افتقار 17.8 مليون شخص إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

وتؤكد المنظمة أن تقييد الوصول إلى المرافق الصحية يؤدي إلى تصاعد نسبة المخاطر الصحية الرئيسية، لا سيما مع عدم قدرة المرافق الصحية والفرق على الاستجابة السريعة لتفشي الأمراض والأوبئة، وذلك أيضًا بسبب نقص الموظفين والموارد.

وأشارت المنظمة في أحدث تقاريرها إلى وجود صعوبات في استعادة وظائف المرافق الصحية التي تضررت جزئيا أو كليا في المناطق ذات الأولوية العالية بسبب نقص ميزانيات إعادة التشغيل.

وكان المتحدث باسم المنظمة أوضح أن نحو ألف شخص فارقوا الحياة بسبب إصابتهم بالكوليرا خلال عام 2019، رغم حملة التحصين التي نفذتها المنظمة الدولية مع شركائها وطالت 1.13 مليون شخص.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن مرض الدفتيريا تفشى أيضا في اليمن بإصابة 1600 إنسان ووفاة 95 آخرين منذ بداية 2019 وحتى 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم أن المنظمة عززت الاستجابة لمواجهة هذا المرض من خلال إجراء تطعيم ضد الدفتيريا في 186 مديرية في 12 محافظة يمنية تستهدف 5.7 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أسابيع و15 سنة بطريقة تدريجية انتهت في سبتمبر الماضي.

ويؤكد مراقبون للأوضاع الصحية في اليمن أن الانقلاب الحوثي على الشرعية كان المعبر الأول لعودة تفشي الأوبئة في اليمن بسبب تدمير الجماعة للمرافق الصحية وتحويلها إلى أماكن للكسب وتعيين المقربين منها والاستحواذ على جزء كبير من الدعم الصحي الإنساني.

وكشفت تقارير الأمم المتحدة عن أن امرأة يمنية تموت كل ساعتين بسبب الولادة، وفق ما جاء في تغريدة على تويتر لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتؤكد الأمم المتحدة في تقاريرها السابقة أن أكثر من مليون امرأة يمنية في حاجة ماسة إلى توفر التمويل اللازم كيلا يفقدن إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة.

وقبل أن تطوي سنة 2019 آخر شهورها كانت مناطق سيطرة الجماعة على موعد مع تفشي وباء إنفلونزا الخنازير، إذ كشفت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن تسجيل أكثر 1038 حالة إصابة مشتبهة في أمانة العاصمة وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين منذ بداية العام الحالي.

وأشارت المصادر إلى وفاة 346 شخصا نتيجة الإصابة بإنفلونزا الخنازير في صنعاء حتى الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول). وقالت إن «198 حالة من الوفيات هم من سكان أمانة العاصمة، فيما بقية المصابين قدموا إلى صنعاء لتلقي العلاج وتوفوا في المستشفيات».

ووفقاً للمصادر نفسها فقد تم التأكد عبر الفحوصات المخبرية أن 148 حالة من الوفيات بسبب الإصابة بفيروس (H1N1) والتهابات الرئة الوخيمة.