ضابط عراقي يروي تفاصيل مذبحة الخلاني ووثيقة مسربة تكشف أن الجناة من مليشيا حزب الله

كشف مسؤول أمني عراقي رفيع السبت عن الجهة التي نفذت هجوم ساحة الخلاني وسط بغداد، فيما تحدث عن وجود "تواطؤ" بين قوات الأمن العراقية وعناصر ميليشيا مرتبطة بإيران فتحت النار باتجاه المتظاهرين.
 
وقال المسؤول الأمني، الذي يعمل في قيادة عمليات بغداد لموقع الحرة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مجموعة من ميليشيا كتائب حزب الله يستقلون مركبات صغيرة تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة دخلت إلى ساحة الخلاني في قوت متأخر من ليلة الجمعة.
 
وأضاف المسؤول، وهو ضابط برتبة عالية، أن عناصر هذه المجموعة كانوا يحملون هويات تعريفية صادرة عن هيئة الحشد الشعبي مما سهل عملية تحركهم داخل العاصمة العراقية.
 
وتابع أن وزارة الداخلية العراقية كان لديها علم بتحرك هذه المجموعة المسلحة، التي مرت عبر نقاط التفتيش الأمنية الممتدة من شارع فلسطين إلى ساحة الخلاني.
 
وأشار إلى أن "انقطاع التيار الكهربائي في ساحة الخلاني وجسر السنك بالتزامن مع الهجوم كان مدبرا وجرى بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد، لضمان توقف كاميرات المراقبة، المرتبطة بغرفة عمليات بغداد، عن العمل ".
 
وحصل موقع الحرة على وثيقة رسمية من قيادة عمليات بغداد، تتحدث عن حصول تجمع لعناصر من مليشيا كتائب حزب الله في جامع "بقية الله" في شارع فلسطين.
 
وتشير الوثيقة إلى أن ما بين 300 إلى 400 من أفراد الميليشيا، حضروا صباح الجمعة إلى الجامع ومعهم أسلحة خفيفة ومتوسطة ومن ثم غادر معظمهم وبقي فقط نحو ستين عنصرا في الجامع، وذلك قبيل ساعات من شن الهجوم على ساحة الخلاني.
 
وتقترح الوثيقة أن يتم سحب عناصر الأمن المكلفين بحماية الجامع باعتبار أن عناصر الميليشيا موجودين فيه وهم من سيقومون بتوفير الحماية له.
وثيقة حكومية عراقية حصل عليها موقع الحرة تظهر انتشار عناصر ميليشيا مرتبطة بإيران قبيل ساعات من هجوم الخلاني
وثيقة حكومية عراقية حصل عليها موقع الحرة تظهر انتشار عناصر ميليشيا مرتبطة بإيران قبيل ساعات من هجوم الخلاني
وبالعودة إلى تفاصيل ما جرى في ساحة الخلاني يؤكد المسؤول الأمني العراقي أن المجموعة المسلحة التابعة لكتائب حزب الله وبعد فتح النار باتجاه المتظاهرين وقتل عدد منهم تمكنوا من السيطرة على بناية مرآب السنك وجسر الأحرار.
 
وأشار إلى أن الهدف الأول من هذه العملية كان طرد المتظاهرين من هذه الأماكن وترويعهم وقتلهم لكي يهربوا باتجاه ساحة التحرير ويبقون فيها ويسلموا المكان لقوات الجيش العراقي بحلول منتصف الليل بعد أن تتم عمليات حرق لخيم المعتصمين".
 
أما الهدف الثاني فكان يتمثل بإنهاء التظاهرات في هذه المنطقة التجارية الحيوية فجر السبت، وفقا للمسؤول العراقي الذي أشار إلى أن "العملية كانت متزامنة مع التظاهرات المضادة التي خرجت بها جماهير الأحزاب والميليشيات يومي الخميس والجمعة بهدف إنهاء التظاهرات بشكل كامل السبت وفتح الشوارع لتتمكن الأجهزة الأمنية والجيش من مسك المكان".
 
ويؤكد أن "عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله يرتدون ملابس مدنية تسللوا بين المتظاهرين بالتزامن مع الهجوم من أجل إرباك الوضع واختلاق مشادات وإحداث حرائق في البنايات التي يتحصن فيها المتظاهرون من أجل طردهم منها".
 
ويكشف المسؤول الأمني أن "المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض على شخص يدعى بشار حسن البيضاني من مواليد 1995 ومعه مسدس وسلاح رشاش ينتمي لكتائب حزب الله وقد اعترف بأنه مكلف بمهمة تقضي بقتل المتظاهرين وإطلاق النار عليهم في منطقة الرأس".
 
وأشار إلى "وجود مقاطع فيديو تثبت حصول عملية إلقاء القبض على هذا الشخص وكانت بحوزته سيارة من نوع بيك آب بعد فرار المجموعة التي كانت معه".
 
وبلغت حصيلة المذبحة في ساحة الخلاني 25 قتيلا و130 مصابا وفقا لمصادر طبية وأمنية عراقية، في أحد أكثر الهجمات دموية التي استهدفت المتظاهرين في بغداد.
 
واستمر إطلاق النار حتى الساعات الأولى من صباح السبت. وقال متظاهرون إن السلطات قطعت الكهرباء عن الساحة ما تسبب في انتشار حالة من الفوضى خلال محاولتهم الهروب من الرصاص ولجوئهم إلى المساجد والشوارع القريبة للاحتماء بها.
 
وأدى الهجوم إلى احتراق موقف للسيارات كان المتظاهرون قد حولوه إلى قاعدة لاعتصامهم، بينما كانت المباني المحيطة بالميدان مملوءة بثقوب الرصاص.
 
رفع المتظاهرون السبت، راية بيضاء ملطخة بالدماء خلال محاولتهم العودة إلى مكان الحادث، فيما شوهدت مركبات تابعة للجيش العراقي تنتشر في المنطقة.
 
وشوهد أحد المحتجين وهو يجمع طلقات الرصاص الفارغة، ومخازن عتاد متوسط قال متظاهرون إن فيها عبارات تؤكد أن مصنوعة في إيران.
 
وجاءت هجمات الجمعة بعد ساعات من فرض واشنطن عقوبات على زعيم جماعة عصائب أهل الحق، التي توجه إليها اتهامات بالضلوع في الهجمات على المتظاهرين.
 
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ضد زعيم الجماعة قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي، وهو قائد في الجماعة، ومدير الأمن في الحشد الشعبي حسين فالح عزيز اللامي المعروف باسم أبو زينب اللامي وهو قيادي أيضا في ميليشيا كتائب حزب الله.
 
ويتهم متظاهرون مناهضون للحكومة ميليشيات عراقية مدعومة من إيران، بشن هجمات مماثلة ضد اعتصامات المحتجين في العاصمة ومدن جنوب العراق.
 
ووقعت سلسلة من الهجمات قام فيها مسلحون بطعن المتظاهرين يوم الخميس في ساحة التحرير، بعد أن حاول أنصار الميليشيات المدعومة من إيران تنظيم مظاهرة منافسة.