العراق.. حالات شلل بين مصابي المظاهرات وحديث عن "غاز أعصاب"

يدور جدل حادّ في العراق بعد مقتل متظاهرين بقنابل غاز مسيلة للدموع، وتعرض آخرين إلى إصابات خطيره جراء غازات سامّة وصفها البعض بـ "المحرمة دوليا".
 
وقال ناشطون إن الحكومة العراقية أساءت استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، وذهب بعضهم إلى حد اتهامها باستخدام "غاز السارين" المحرم دوليا.
والمعروف أن قنابل الغاز تطلق في الهواء لفض أعمال الشغب، لكن تقارير تتحدث عن استخدامها في العراق لقتل المتظاهرين بدلا من تفريقهم.
 
ومنذ أكثر من شهر، يشهد العراق تظاهرات شعبية عارمة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، بينهم ضحايا قتلوا بإصابات مباشرة في الرأس بقنابل الغاز، كما ذكرت هيئات حقوقية.
 
وذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية الجمعة رصد إصابات بالحروق وحالات شلل مؤقت لمتظاهرين تعرضوا للقنابل الغاز التي تطلقها القوات الأمنية.
 
وأضافت المفوضية في بيانها، أن "وجود هكذا حالات يثير الريبة حول المادة المستخدمة في هذه الأسلحة....مما يطلب التحقيق في المواد المستخدمة في هذه العبوات".
ويقول "أبو علي" الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، إن العراق هو "أول دولة في العالم" تستخدم قنابل الغاز لقتل المتظاهرين.
 
وقالت منظمة العفو الدولية، إن السلطات العراقية استخدمت "نوعين غير مسبوقين" من القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين في بغداد.
 
وأكدت المنظمة إن التحقيقات التي أجرتها كشفت أن هذه القنابل تسببت في مقتل خمسة متظاهرين على الأقل خلال الأيام الماضية.
 
وقالت المنظمة إن هذه القنابل، وخلافا لعبوات الغاز المسيلة للدموع، صممت على غرار القنابل العكسرية المخصصة للقتال، داعية السلطات العراقية إلى إيقاف استعمالها فورا.
 
لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بعد ما اشتبه أطباء وناشطون على مواقع التواصل في أن الغاز المستخدم هو "السارين".
 
وتم عرض حالات مصابة بأعراض تشبه تلك التي يسببها السارين، على حد قول الناشطين.
 
يشار إلى أن سوريا كانت مسرحا لغاز السارين الذي تسب في سقوط ضحايا كثر خلال الحرب الأهلية التي تدور منذ 2011.
 
وقد هاجمت الولايات المتحدة أهدافا تابعة للنظام السوري إثر اتهامها للأخير بالوقوف وراء الهجمات التي استخدم فيها غاز السارين.
 
وسارع ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم نصائح للوقاية من "غاز السارين" .
ويتسبب غاز السارين في الوفاة جراء الاختناق الناتج عن عدم القدرة على التحكم في عضلات التنفس. ومن أبرز أعراضه سيلان من الأنف، وضيق في الصدر، وتقلص حدقة العين. وعادة ما تحدث الوفاة بين دقيقة إلى 10 دقائق من التعرض للغاز.