خمس سنوات من انقلاب مليشيا الحوثي تحولت فيها اليمن إلى سجن كبير

تحدثت صحيفة إماراتية، عن المغامرة الحوثية التي لم تعد تخفي انحيازها إلى مشروع إيران. وقالت الصحيفة "قبل أيام، مرت خمس سنوات على الانقلاب الذي نفذته ميليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة الشرعية في اليمن".

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة الثلاثاء 24 سبتمبر /أيلول 2019، إن مدة الخمس سنوات "كانت كافية لأن تحول الجماعة البلاد إلى سجن كبير، مارست خلالها أكثر الأساليب بطشاً، خاصة في ظل استقوائها بسلاح الدولة الذي سيطرت عليه قبل وبعد الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول من العام 2014".

وتابعت: "لم تكن ميليشيات الحوثي بحاجة إلى ارتكاب جريمة انقلاب ضد الشرعية الدستورية، لأنها في واقع الأمر كانت جزءاً من المشهد القائم في البلاد حينها، حيث شاركت كقوة سياسية في مؤتمر الحوار الوطني، والذي أكدت مخرجاته على تحريم اللجوء إلى استخدام العنف والسلاح لفرض الأجندات والمشاريع السياسية".

واستطردت "لكنها أثبتت أنها لا تملك قرارها، خاصة بعد أن ارتضت لنفسها أن تكون مجرد بيدق في مشروع من خارج الحدود".

وتابعت "خمس سنوات عجاف إذن مرت على اليمن الشقيق، نكبت خلالها البلاد بمشاريع الموت والتخريب والدمار، إذ إن كل شبر في اليمن يئن من حال الفوضى العارمة التي اجتاحت كل مدينة وقرية، حيث مرت بها جحافل الانقلاب لتزرع فيها الخوف وعدم الأمان، ولم تقدم للشعب إلا الأكفان، ولم تعرف البلاد إلا زيادة في أعداد المقابر، لدرجة أن القادة الحوثيين صاروا يفتتحون بين فترة وأخرى مقابر عوضاً عن مشاريع تزدهر بها الحياة".

وتقول الصحيفة "خمس سنوات عجاف مرت على اليمن واليمنيين، تحولت فيها ميليشيات الحوثي إلى معول هدم وبطش لكل معارضيها، فتخلصت من حلفائها وأصدقائها الذين كانوا سنداً لها في بداية انقلابها على السلطة بطريقة غير مشروعة، ثم بدأت تلتفت إلى صفوفها، فبدأت بالتخلص من أولئك الذين لا تتواءم مشاريعهم مع مشاريعها، حتى وإن كانوا ضمن صفوفها، وهو ما يتجسد اليوم من خلال تصفيات داخل الحركة".

وشددت على أنها خمس سنوات عجاف مرت على اليمن، تجسدت في الوضع المزري الذي يعيشه المواطن اليمني البسيط، الذي يدفع ثمن المغامرة التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي، التي لم تعد تخفي انحيازها إلى مشروع إيران، الهادف إلى إغراق البلاد العربية في فوضى عارمة، وهو ما تخطط له منذ مدة ليست بقصيرة.

وأكدت "لقد قوضت ميليشيات الحوثي بناء الدولة وزادت من المعاناة الإنسانية في كل أنحاء اليمن، وأسست أجهزة القمع الخاصة بها، وبدأت في تنفيذ أطماع وكلائها الخارجيين من خلال استهداف أمن دول المنطقة بشكل عام، حتى لو أدى ذلك إلى إلحاق المزيد من الضرر بعلاقة اليمنيين بجيرانهم وأشقائهم".

واختتمت الصحيفة بالقول: "تبدو حصيلة خمس سنوات من انقلاب ميليشيات الحوثي ثقيلة على اليمن، الذي كان يعاني أصلاً ضعفاً كبيراً في البنية التحتية، وزاده الانقلاب مأساة إضافية، وقد حان الوقت ليعيد الأحرار في اليمن إعادة توحيد صفوفهم ضد الحركة الحوثية، بعد أن تأكد خطرها على المشهد الداخلي وعلى الاستقرار الإقليمي والعالمي أيضاً".