بالصور.. أول فعالية مجتمع لدمج المهمشين بصعدة

في جو فرائحي غابت عنه ملامح الاحتفال الرسمي وطغت عليه الأجواء الفرائحية والابتسامات تملأ تقاسم وجوههم.. وكأنهم مع موعد جديد لميلاد عقد اجتماعي عنوانه "وداعاً لعهد العبودية ومرحى بأحفاد الصحابي الجليل بلال بن أبي رباح"، الابتسامات التي ارتسمت على محيا الصغار قبل الكبار تكشف عن عمق المأساة التي كانت حبيسة صدورهم تجاه مجتمع بأكمله يعتقدونه ينتقصهم، وعن بدء عقد آخر يمنون أنفسهم بالتخلي عن إرث مجتمعي كبل ماضيهم بأصفاد الانتقاص والعزلة والفقر والحاجة والإقصاء والتهميش والاستعباد المجتمعي.. يختتمون مشروعهم "الدمج المجتمعي للفئات الأولى بالرعاية" بحفل رسمي وحضور شعبي ومعه يودعون عقداً اجتماعياً بئيساً ويستقبلون عقداً آخر يأملون أن يكون حافلاً بأمنيات تجيش بها صدورهم.

انشغل الضيوف الحاضرون في التقاط الصور مع أحفاد بلال، وهي تسمية أطلقت مؤخراً في صعدة على الفئات المهمشة.. ويتبادلون الابتسامات.. تحرص اللجنة التنظيمية من أحفاد بلال والمكان لا يكاد يسع فرحتهم التي بدت ظاهرة وتملأ محياهم، على تقديم ضيوفهم المشاركين لهم في هذا الحفل الاختتامي على تقديم الضيوف في الصفوف الأولى وتأخير المحتفى بهم من أحفاد بلال إلى الصفوف الخلفية، يتسابقون بشغف في تقديم الماء والعصائر لكل القادمين إليهم.. وكأن لسان حالهم يقول "نحن نحبكم كما أحببتمونا.. ونشرفكم كما شرفتمونا..

لم يكتفِ الحاضرون من أبناء المجتمع الصعدي بالمشاعر الأخوية الجياشة وتبادل الابتسامات والعناق الأخوي فحسب، بل بدأ مقدم الحفل، الإعلامي أحمد المختفي، بفتح باب التبرعات النقدية لدعم هذه الفئة استجابة لطلب الحاضرين الضيوف.

وبدأ إعلان التبرعات يتردد من المنصة من مكاتب حكومية ومكونات سياسية وقبلية وجمعيات محلية وشخصيات اعتبارية نورد بعضها (مكتب مالية صعدة ممثلة بالأخ محمد الثلاثاء، ومكتب الخدمة المدنية بصعدة ممثلة بالأخ محمد عدلان - مؤسسة أسر الشهداء – جمعية الأمل الخيرية – المجلس التربوي لأنصار الله – جمعية رازح – مجلس التلاحم القبلي – وغيرهم).. هكذا كانت الأجواء غير الرسمية التي سادت قاعة الاحتفال.

كما شهد حفل اختتام مشروع الدمج المجتمعي الذي استمر لمدة ستة أشهر للفئات الأولى بالرعاية والذي نفذته جمعية الوحدة التنموية الخيرية للفئات الأشد فقراً، بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عمران، والذي بدأ بآي من الذكر الحكيم؛ كلمةٌ ألقاها القائم بأعمال الأمين العام للمجلس المحلي في المحافظة الأستاذ أحمد القطابري أشار فيها إلى أهمية الاهتمام بشريحة أحفاد بلال (ممن كان يطلق عليهم سابقاً بالمهمشين) باعتبارهم إحدى الشرائح المجتمعية وإيلائها مزيداً من الرعاية والاهتمام.

ودعا القطابري في كلمته الحكومة المركزية إلى سرعة الإيفاء بوعودها في بناء مدينة سكنية لأحفاد بلال حسب التوجيهات التي انتزعتها السلطة المحلية من الحكومة والشروع في تنفيذ المشروع السكني لهم.

مشيراً إلى أنه قد تم العام الماضي توظيف 130 شخصاً من هذه الفئة المجتمعية المهمة، داعياً أرباب أسرهم إلى الدفع بأبنائها إلى التعليم، مؤكداً دعم السلطة المحلية لهذه الفئة في شتى المجالات، معلناً عن تبرع السلطة المحلية بدورة تدريبية لـ30 شخصاً في مجال الحاسوب لهذه الفئة بمناسبة اختتام مشروع الدمج المجتمعي.

كما ألقى كل من وكيل المحافظة المساعد يحيى المهدي وحمود الحيمي مندوب الصندوق الاجتماعي للتنمية بعمران ومحمد المتميز عن قسم المجتمع المدني لأنصار الله (الحوثيين) كلمات أشارت في مجملها إلى الدور الكبير لهذه الفئة ودور المجتمع في دمجهم وإشراكهم في مختلف المجالات وان هذا المشروع كان بداية جيدة لكسر الحاجز بين هذه الفئة والفئات الأخرى في المجتمع، بالإضافة إلى الدور المستقبلي الذي يقع على عاتق هذه الفئات في المشاركة الفاعلة.

تخلل الحفل مقطوعات إنشادية واسكتشان مسرحيان جسدا واقع هذه الفئات والتمييز الذي أثر على حياتهم وما رافقه من تدنٍ في مستواهم المعيشي وحالة الفقر المدقع والذي ألقى بضلاله أيضاً في تكديس هذا الوضع الذي انعكس سلباً على واقعهم المجتمعي.

وفي نهاية الحفل تم تكريم عدد من الجهات والأشخاص الذين ساهموا في نجاح المشروع.