ما لا تعرفه عن "خليفة سات".. حماية الأمن ورصد الإرهاب

أطلقت الإمارات، الاثنين، القمر الاصطناعي "خليفة سات" إلى الفضاء الخارجي من المحطة الأرضية في مركز "تانيغاشيما الفضائي" في اليابان، ليكون أول قمر اصطناعي يتم تصنيعه بخبرات وأيدي محلية إماراتية بنسبة 100%.
 
ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، فإن "خليفة سات" سيتيح للدولة تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، كما ستستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني والتنظيم الحضري والعمراني، مما يتيح استخدام أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، إضافة إلى مساعدته على تطوير الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها ومتابعة المشروعات الهندسية والإنشائية الكبرى.
 
من جانبهم، أكد خبراء فضاء مصريون لـ"العربية.نت" أن القمر "خليفة سات" يعتبر نقلة كبيرة وعظيمة للعرب والإمارات، ويفتح باب الدخول وبشكل واسع لعصر الأقمار الاصطناعية والتصنيع الفضائي، مشيرين إلى أن امتلاك هذه الأقمار بات ضرورياً للحفاظ على الأمن القومي، ومتطلبات السيادة وحماية الحدود والكشف عن مناطق الموارد والثروات.
حدث مهم وعنوان كبير لإنجاز عربي
 
إلى ذلك قال نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، الدكتور علاء النهري، إن "خليفة سات" حدث مهم وعنوان كبير لإنجاز عربي يستحق التوقف أمامه، لافتاً إلى أن الإمارات تعمل منذ 4 سنوات على إطلاق هذا القمر، ونجحت في تصنيعه بأياد إماراتية وبالتعاون مع كوريا الجنوبية وهي من أفضل دول العالم في هذا المجال.
 
وذكر النهري أن الفوائد التي سيحققها القمر الاصطناعي للإمارات والعرب كبيرة، إذ ستتمكن الإمارات من الآن فصاعداً رصد ومراقبة حدودها بشكل أكثر دقة، والحصول على صور واضحة وقوية عن مناطق الجفاف بها، أو التعديات على الأراضي وتحديد الاستخدام الأمثل لها، واكتشاف القمم الجليدية، ومعرفة التأثيرات الناجمة عنها، وكذلك الاحتباس الحراري، ورصد التأثيرات والمتغيرات البيئية لاتخاذ السبل الكفيلة بمواجهتها.
 
ويمكن استخدام القمر "خليفة سات" في تحديد مناطق الثروات والمساهمة في الوصول لخرائط واضحة تتيح تخطيط المناطق التي لم تستغل بعد عمرانياً وبشكل حضاري، كما سيسمح بتقديم خدمات وافرة في قطاع الاتصالات، وتوفير الخدمات التكنولوجية بسرعة وقوة في مجال الحكومة الإلكترونية وهو ما تتميز به الإمارات، وفق النهري.
 
كذلك أشار إلى أن هذا القمر سيضيف الكثير من الخدمات في مجال حماية الأمن القومي الإماراتي والعربي على السواء، حيث سيتيح الكشف عن مناطق تجمع الإرهابيين ورصد تسللهم للبلاد، ومراقبة الصحراء ورصد أي عمليات فيها مخالفة للبيئة والتقاط صور لأماكن تجمعهم وأوكارهم وأسلحتهم وذخائرهم والمتعاونين معهم.
 
وكشف الخبير الأممي عن صدور قرار في اجتماعات المركز الإقليمي لعلوم الفضاء في الأمم المتحدة، والتي عقدت مؤخراً، بإنشاء وكالة فضاء عربية تتبع الجامعة العربية، وتسمح بإطلاق أقمار اصطناعية عدة تقوم بمهام الرصد والحماية لكافة حدود الدول العربية على مدار الـ 24 ساعة، والتعاون فيما بينها في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا وتبادل المعلومات والأمن والمياه والزراعة ومواجهة السيول.
 
نقل الصور عالية الجودة والبيانات متناهية الدقة
 
من جانبه، أكد رئيس الهيئة القومية السابق للاستشعار عن بعد في مصر، الدكتور مدحت مختار، أن الإمارات أصبحت من أوائل الدول العربية التي تطلق قمراً اصطناعياً، كما أنها من أوائل الدول التي تسعى لاستكشاف المريخ بحلول عام 2021، وجمع بيانات علمية أساسية حول غلاف المريخ الجوي، وهو نجاح عظيم يستحق الشعب الإماراتي والقيادة الإماراتية الشكر والثناء عليه.
 
وقال مختار إنه يمكن للقمر الاصطناعي الإماراتي نقل الصور عالية الجودة، والبيانات متناهية الدقة، حيث يقوم بحوالي 14 دورة حول الأرض يومياً وبما يقارب من 7 كيلومترات لكل ثانية.
 
وأضاف الخبير المصري أنه من الفوائد والمزايا التي سيحققها هذا القمر هي أنه سيتيح الوصول إلى نتائج دقيقة في الدراسات الخاصة بالتنمية المستدامة وتوفير صور ثلاثية الأبعاد بدقة عالية، يمكن من خلالها رصد التغيرات البيئية والمناطق التي تصلح للاستزراع، وحماية الحياة البرية والحصول على معلومات عن مناطق تجمعات السحب الكثيفة والأمطار.
 
وختم أن الأمن القومي له دور في استخدامات القمر الاصطناعي الإماراتي حيث سيوفر صوراً عالية الجودة للدروب والمناطق التي قد يستغلها الإرهابيون والمخربون للتسلل للبلاد، ورصد مناطق تحركاتهم أولاً بأول وعلى مدار اليوم، وبالتالي توجيه ضربات استباقية لهم وحماية البلاد من عملياتهم العدائية.