تقرير أمريكي يكشف خطط "داعش" لإعادة التمويل.. وتركيا الوجهة

بعد فقدان “داعش” معظم الأراضي التي استولى عليها بفعل الحملات العسكرية المحلية والغارات المكثفة التي قادها التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، توقف تدفق الإيرادات وانخفض التمويل بشكل كبير للتنظيم الإرهابي، مما دفعه للبحث عن آليات جديدة للحصول على المال دون السيطرة على الأرض، خصوصًا بعدما كان يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، التي كان يستغل مواردها كمصادر دخل رئيسة، مرتكزًا إلى بيع النفط والغاز، إضافةً إلى الاعتماد على الضرائب والابتزاز.
 
هذا الأمر كشفت عنه مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية في تقرير حذرت فيه من عودة الحياة لتنظيم داعش الإرهابي بسبب مهارته فى إيجاد مصادر دخل لتمويل عملياته، لا سيما من عمليات غسيل الأموال، إذ استطاع قياديو التنظيم تهريب 400 مليون دولار إلى خارج العراق وسوريا، مشيرة إلى أن “داعش” لم يعد يعتمد على الأرض لبقائه الاقتصادي.
 
وكشفت المجلة عن خطة لقيادة التنظيم ستعتمد على عمليات غسيل أموال من خلال شركات في تركيا، للحصول على تمويل جديد لعملياته، بالإضافة إلى تحويل جزء من النقود إلى ذهب وتخزينها للبيع في المستقبل، لافتة في الوقت ذاته إلى أن تضاؤل نفقات التنظيم مقارنة بما كانت عليه سابقًا، بتخفيض الميزانية –لا سيما بعدم وجود مصروفات إدارية للأراضي بعد فقدانها- يعني أن الأموال التي تم تكديسها ستوفر للمجموعة ما يكفى للبقاء كتنظيم إرهابي لديه القدرة على شن حرب عصابات طويلة فى سوريا والعراق.
 
أنشطة إجرامية لدعم خزائن التنظيم
 
كما أوضح التقرير أن “داعش” يدعم خزائنه بمصادر تمويل متنوعة، من خلال مجموعة من الأنشطة الإجرامية الجديدة، مستغلًا تردي الأوضاع الأمنية فى البلدين، بما في ذلك -على سبيل المثال- الابتزاز والاختطاف من أجل الحصول على فدية، والسرقة، وتهريب المخدرات، والإتجار في الآثار، وجميعها أنشطة لا تتطلب الاحتفاظ بالأراضي.
 
وأضاف التقرير أن داعش، ومن خلال طريقته في الابتزاز، يمكن أن يحاول إفساد عقود إعادة الإعمار، من أجل الاستفادة من المشاريع، والحصول على مبالغ ماليّة لتمكين المقاولين من الاستمرار بمشاريعهم. ورأت الصحيفة أنّه يمكن أن يعتمد هذه الطريقة في سوريا، بعدما قام بها خلال إعادة إعمار الموصل في العراق.
 
أغنى تنظيم إرهابي
 
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن داعش استطاع أن يجني أمواله من 3 مصادر رئيسة عندما كان يستولي على مساحات شاسعة من الأراضي تقترب من ثلثي مساحة سوريا والعراق، إذ استطاع جمع ما يقارب 6 مليارات دولار خلال أوج قوته في 2015، مما جعله يصنف كأغنى جماعة إرهابية في التاريخ. كما أشار التقرير إلى أن التنظيم اعتمد على بيع النفط والغاز من الآبار والخطوط التي كان يسيطر عليها، واستطاع الحصول منها على نحو 500 مليون دولار في عام 2015، كما جنى التنظيم حوالي 360 مليون دولار من الضرائب وعمليات الابتزاز في العام نفسه، بالإضافة إلى نهب داعش للموصل عام 2014، حيث سرق داعش حوالي 500 مليون دولار من خزائن أحد البنوك.
 
تقرير المجلة جاء بعد يوم من إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عن اعتقال 10 أشخاص يشتبه بانتمائهم لشبكة وفرت تمويلًا لتنظيم داعش في بغداد وأربيل؛ فقد ذكر التحالف في بيان أن قوة مشتركة تضم قواته وقوات عراقية خاصة ووحدات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان نفذت مداهمات في الفترة من السابع إلى التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت عن اعتقال أشخاص يشتبه بانتمائهم لشبكة الراوي المالية التي تعمل “كجماعة تسهيلات مالية” لتنظيم داعش.