أنصار "الطغمة والزمرة" في مهرجانات تصالح وتسامح حاشدة في جنوب البلاد

احتشد مئات الالاف من الجنوبيين في محافظتي عدن وحضرموت "جنوب وشرق البلاد" في مهرجانات احتفائية لاحيا ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي في الذكرى السابعة والعشرين للحرب الاهلية التي اندلعت في عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عدن بين اعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم انذاك، فيما كان يسمى بـ "الطغمة والزمرة". وفي حين تجمع عشرات الالاف في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، شهدت ساحة العروض بمدينة عدن توافد مئات الالاف من ابناء محافظات شبوة وابين ولحج والضالع الى جانب ابناء عدن للمشاركة في هذه الفعالية. وفي مثل هذا اليوم من العام 1986م، اندلعت حرب اهلية بين ما سمي بالزمرة والطغمة بعد قيام الحارس الشخصي للرئيس الجنوبي علي ناصر محمد باطلاق النار على اعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي قبل اجتماع كان سيتم فيه اجبار ناصر على التنحي عن سدة الحكم . واسفرت العملية عن مقتل القيادات العسكرية صالح مصلح وعلي عنتر وعلي شائع من ابناء محافظتي الضالع ولحج، في حين نجا منها عبدالفتاح اسماعيل الذي اختفى بظروف غامضة ونائب الرئيس اليمني الاسبق علي سالم البيض الذي تولى الحكم بعد ذلك. وعقب تنفيذ العملية بدات البحرية بقصف منزل اسماعيل والاليات العسكرية التي خرجت من اللجنة المركزية، وعمل ابناء محافظة ابين الذين يسمون بالزمرة على تصفية القيادات العسكرية والمدنية المنتمية لمناطق الضالع وردفان ويافع التي كانت تتبع محافظة لحج انذاك . وبعد ثلاث ايام من سيطرت الزمرة، تمكن فريق من الطغمة التسلل الى مدينة عدن وقلب موازين المواجهات، لتبدا بعد ذلك تصفية المنتمين الى الزمرة باستخدام اثبات الهوية. ومارس الطرفان خلال المواجهات ابشع الطرق في التعذيب والقتل وصلت الى حد دفن المواطنين احياء بعد وضعهم في داخل حاويات. وبعد عشرة ايام من المواجهات تدخلت قوة يطلق عليها سلاح المدرعات بقيادة "هيثم قاسم طاهر" الذي عين وزيرا للدفاع بعد الاحداث واثناء حرب صيف 94م، وتمكنت من ايقاف نزيف الدم الذي اودى بحياة ما بين 12 الف الى 16 الف مواطن جنوبي بينهم مئات الكوادر والخبرات العسكرية والمدنية . واليوم يحتشد مئات الآلاف من أبناء الجنوب منذ صباح اليوم في ساحة العروض بخور مكسر التي قد أتوها من كل فج وصوب من كل المحافظات الجنوبية من أجل إعطاء صورة واضحة للعالم بان شعب الجنوب لا يقبل أي حوار أو مفاوضات قبل أن ينال استقلاله. وعن هذا اليوم يقول فادي باعوم أحد القيادات التنظيمية في ساحة الحرية بالمكلا لوكالة "خبر" للأنباء "هي في الأساس ثورة الجنوب، واليوم يحتشد في ساحة الحرية مئات الآلاف من المواطنين الجنوبيين للاحتفال بهذا اليوم السعيد والذي جعلناه كأبناء جنوبيين من ذكرى مؤلمة إلى ذكرى سعيدة يحتفل ويتسامح ويتصافح الجنوبيين مع الجنوبيين انفسهم، فمن ليلة أمس والأغاني والأهازيج الشعبية تغنى في الساحة وهناك فرحة لا يمكن وصفها بكلمات بهذه المناسبة ". ويضيف باعوم قائلاً " اليوم يرفع قرابة 20.000 علم للجنوب وننادي بالاستقلال والتحرر من الاحتلال ، ونحن مع الشعب الشمالي لايوجد بيننا وبينهم أي صراع ومشكلتنا الأساسية هو مع القيادات التي تحكم البلد " .. ويصف المشهد باعوم في حضرموت قائلاً " من صباح اليوم خرج الطلاب من مدارسهم ومشوا بمسيرات احتفالية إلى الساحة وكما أن الأمن متوفر ولا يوجد أي فوضى وسيكون يوم جميل في حياة الجنوبيين أنفسهم ". اما بهية السقاف من حركة شباب عدن وهي لجنة تنظيمية في ساحة العروض بعدن في تصريح لوكالة "خبر"، فتقول "13 يناير يعني تجاوز ما حصل من أحداث مؤلمة وفتح صحة جديدة من الجنوبيين أنفسهم وتوحيد صفهم، كما أن ذلك تجسد بتوافد مئات الآلف من المواطنين حتى أن هذا المهرجان يشاركه العديد من الأحزاب السياسية وهناك شراكة تترجم على أرض الواقع بأن أهل الجنوب يستطيع تجاوز الماضي، حيث وساحة العروض بعدن تستوعب قرابة 800.000 شخص، لكن هذا العدد وصل تقريبا عند ساعات الصباح الباكر". وتضيف " مشاركة النساء ولأول مرة كبيرة وواضحة ولم تشهد عدن أستقبال عدد كبير من الوافدات بهذا الحجم والجميع ينادي بشعار واحد هو " أحنا جنوبيين في الساحة أحنا تسامحنا وتصالحنا ،أحنا جنوبيين في الساحة " وكما أن العلم الجنوبي مرفوع في كل مكان ولا وجود لأي أعلام أخرى، وهناك شعارات تردد بفك الارتباط ".. واشارت الى ان رفع العلم الجنوبي ليس الغرض منة عمل استفزازي بقدر ما هو رسالة يستطيع الجنوبيين أنفسهم إيصالها إلى من يعنيه أمر القضية الجنوبية، وحرصاً على عدم وجود أي اشتباكات .. موضحة انه تم استبدال الجنود هنا بجنود محليين!! من أبناء الجنوب أنفسهم وهم من يقومون بالأمن على الساحة ". ودعت جمعية ردفان لاحياء هذه الذكرى عام 2006 في لقاء مصغر بين قيادات من أبين والضالع ولم يتداولها الكثيرون حينها: 2007ـ كان تاريخ يهتم بانطلاق الحراك الجنوبي وقام بتنظيم مسيرات منادية لة من المبعدين من أبناء الجنوب من الجيش وكان بتاريخ 7-7-2007 . وفي عام 2008 أقيم مهرجان للتسامح والتصالح في ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان بمحافظة عدن وكانت فعالية مرخصة بين أبناء الجنوب وحدث اشتباك للجيش اليمني وأبناء من الحراك وبداء أطلاق نار نجم عنه ثلاثة قتلى وسبعة إصابات ... أما 2009 حاول العديد من أبناء الجنوب التجمع في ساحة الهاشمي لإحياء الذكرى 13 يناير ولكن تم اعتقال قرابة 300 من المتجمهرين وزجهم في ملعب الوحدة وتم أطلاقهم بنفس اليوم ولم تُقم الاحتفالية. وفي الـ 2010 كان هناك مهرجان تم تنظيمه من قبل طارق الفضلي أحد القيادات الجنوبية في محافظة ابين ومر بسلام دون حدوث أي اشتباك يذكر.. وفي 2011 نظم الجنوبيون مسيرات ومهرجانات كلا في منطقته ولم يتم تناولها لانشغال العالم فيما اطلق عليه "الربيع العربي". أما في 2012 فأقيمت فعالية في ساحة العروض بعدن انتهت باشتباكات مسلحة وقتل فيه 5 من المواطنين و2 من الجيش اليمني وأصيب 25 آخرين.