العقيلي: نزع أكثر من 310 آلاف لغم حوثي من محافظات عدة ومليون لغم وعبوة ناسفة لاتزال مزروعة

أعلن البرنامج الوطني لنزع الألغام، أن "عدد الألغام التي تم نزعها من قبل البرنامج الوطني ومشروع مسام ودائرة الهندسة العسكرية يزيد عن 310 آلاف لغم أو مقذوف لم ينفجر في عدة محافظات يمنية.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لنزع الألغام العميد أمين العقيلي، إن كميات الألغام التي لا تزال تحت الأرض تقدر بأكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة، وتشكل خطراً كبيراً على المدنيين وحتى على الحيوانات.

وأضاف، أن مليشيات الحوثي الانقلابية أقدمت على زراعة الألغام في جميع المحافظات والمناطق التي وصلت إليها ابتداءً من حجة وصعدة والجوف ومأرب وصنعاء والحديدة وعدن وتعز وانتهاءً بمحافظات الضالع وأبين ولحج والبيضاء، وغيرها من المناطق.. مؤكداً أن مليشيات الحوثي الانقلابية لم تترك شبرًا في المناطق التي وصلت إليها إلا وزرعته بالألغام المتنوعة ومنها المضادة للأفراد وبأنواع وأشكال مختلفة -وفقاً للمركز الإعلامي للقوات المسلحة.

ونوه إلى أن الجمهورية اليمنية وقعت على اتفاقية اوتاوا عام 1998م وتنص على تحريم زرع وصناعة وتصدير واستيراد الألغام المضادة للأفراد، وفي ضوء ذلك تم تدمير مخزون اليمن من الألغام في العام 2007م والكل يعلم بذلك.

وأوضح العقيلي، أن مليشيا الحوثي استخدمت أنواعاً مختلفة من الألغام تشمل ألغاما مضادة للدروع وأخرى للأفراد، كما ظهرت خلال الفترة الحالية أنواع مختلفة من الألغام مجهولة الصنع، وأخرى إيرانية الصنع أو محلية بخبرات إيرانية ومن حزب الله.

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تلجأ إلى طمس معالم الألغام أو أماكن صناعتها وغالبيتها مجهولة الصناعة، حيث قامت بزراعة العبوات الناسفة بأجسام وأشكال مغرية ووضعت لها أشياء غير ملفتة يروح ضحيتها الأطفال وكبار السن الذين لم يستوعبوها بعد، لافتاً إلى أن المليشيا لم تكتف بزراعة الألغام في المدن والمناطق المأهولة بالسكان وزراعة الألغام بكثافة في الساحل الغربي، بل أقدمت على زراعتها حتى في الجزر اليمنية والتي أغلبها غير مأهولة بالسكان.

وأكد العميد العقيلي، أن المركز الوطني، وبمساعدة الأشقاء في التحالف العربي، تمكن من انتزاع نحو 16 ألف لغم من الألغام التي زرعتها الميليشيا في جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب وتم تدميرها بشكل كامل.

وحول عمل المركز وخارطة انتشار الفرق الهندسية في المحافظات اليمنية، أوضح العقيلي أن المشروع يعمل بقوة 32 فريقا هندسيا، منها 16 فريقًا في محافظات مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء وشبوة، إضافة إلى 16 فريقًا يعملون في عدن ولحج وتعز وفي الساحل الغربي ابتداءً من باب المندب وانتهاءً بأقرب نقطة للحديدة.

وأضاف، أن الفرق الهندسية بدأت بالانتشار في مديريات محافظة الحديدة، شاكراً كل من يساعد الفرق الهندسية من أجل القيام بواجبها الإنساني في نزع الألغام الكثيفة والتي تشكل خطراً مستداماً على حياة المدنيين.

وعن طبيعة العمل والتنسيق بين الفرق الهندسية، قال "إن المركز الوطني بجميع طواقمه يعمل بشكل متواصل وفي سباق مع الزمن، فعملية نزع الألغام تتطلب السرعة والعمل الدؤوب للحد من زيادة عدد الضحايا المدنيين، ولهذا قررت إدارة المركز إلغاء إجازة يوم السبت وجعلها مساحات عمل إضافية.

ولفت "إن من أبرز الصعوبات التي كانت تواجه البرنامج الوطني هي كثافة الألغام المزروعة في مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، إلا أن المشروع السعودي "مسام" جاء كمشروع إنقاذ لحياة الإنسان اليمني التي تهدد حياته الألغام".

وأكد العميد العقيلي، أن هناك مئات الآلاف من النازحين يريدون العودة إلى منازلهم، ولكنهم لا يستطيعون بسبب الألغام، مؤكداً أن المركز يواصل جهوده لعودة هؤلاء إلى بيوتهم وممارسة حياتهم الطبيعية بأمان.

وتابع، إن النصف الأول من شهر أغسطس الجاري شهد عودة جزئية للأسر النازحة من مدينة الخوخة والدريهمي وموزع والوازعية وكهبوب وكرش وكذا مديرية الغيل بمحافظة الجوف".

وسجل المركز الوطني لنزع الألغام خلال عام واحد فقط 2017م نحو 750 حالة وفاة بسبب الألغام جميعهم من المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى إصابة أكثر من 1700 شخص أغلبهم بـ"إعاقة دائمة".

وقامت المليشيات الحوثية بزراعة الألغام في 18 مديرية بمحافظة تعز من أصل 23 مديرية، وتم استخراج أكثر 1200 لغم من ثلاث مديريات منها، خلال شهرين فقط، وهذا يوضح حجم كميات الألغام التي زرعتها المليشيات.

فيما يوجد بمحافظة مأرب تسع مديريات مليئة بالألغام من أصل 14 مديرية، حيث تم انتزاع منها نحو 37 ألف لغم، أما محافظة الجوف فجميع مديرياتها مليئة بالألغام حتى المديريات الصحراوية.

كما زرعت المليشيات الألغام بكثافة في محافظة عدن، وحتى المطار تم زرع الألغام فيه، وبحسب العقيلي "تم انتزاع أكثر من 50 ألف لغم ومقذوف لم ينفجر مباشرة بعد التحرير، ولا تزال هناك مناطق بعيدة عن مركز مدينة عدن لا تزال مليئة بالألغام.

وتوزعت الالغام في كل مديريات محافظة لحج، ما عدا ثلاث مديريات -فقط- غير مزروعة بالألغام الحوثية، وأما محافظة الضالع فجميع مديرياتها مزروعة بالألغام ولا توجد بها سوى مديريتين فقط خاليتين منها، وكذا محافظة حجة يوجد بها 11 مديرية مزروعة بالألغام، وأيضاً محافظة صعدة جميع مديرياتها مزروعة بالألغام.

وبالنسبة لمحافظتي البيضاء وشبوة، قال العميد العقيلي، إن الفرق الهندسية التابعة لمشروع "مسام" شرعت في انتزاع الألغام من المديريات الثلاث التي تم تحريرها مؤخراً شمالي محافظة البيضاء، وأما مديريتا بيحان وعسيلان بشبوة فتمكنت الفرق الهندسية من انتزاع أكثر من ثلاثة آلاف لغم، والضحايا فيهما كثر.

وأردف قائلاً، إن مليشيات الحوثي قامت بزراعة الألغام في جميع مديريات محافظة الحديدة، ولا تزال تزرع الألغام فيها حتى اليوم.

ودعا المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لنزع الألغام المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق الملغومة والإبلاغ عن وجود أجسام متفجرة في تلك المنطقة إلى أقرب قسم للشرطة.