الدولة تعزل الجنوب عن العالم وترجع الأسباب لتخريب شبكة الاتصالات

تسبب خروج شبكة الاتصالات الوطنية عن الخدمة، في وقت متأخر من مساء الخميس والساعات الأولى من فجر الجمعة، بشكل مفاجئ في عزل معظم المدن والمحافظات الجنوبية عن العالم، بالتزامن مع انطلاق الهبة الشعبية الجنوبية التي دعا لها حلف قبائل حضرموت، دون معرفة الأسباب الحقيقية لتوقف شبكة الاتصالات التي شملت (هاتف – إنترنت). وتأتي الهبة الجنوبية احتجاجاً على مقتل شيخ قبائل الحموم سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الأمن في نقطة أمنية بمدينة سيئون محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، مطلع شهر ديسمبر الجاري. وحمّل عدد من سكان الجنوب، في حديثهم لوكالة "خبر" للأنباء، الدولة مسئولية توقف الاتصالات في المحافظات الجنوبية، وأرجعوا ذلك إلى سعي الدولة للحد من تواصل رجال القبائل وأنصار الحراك الجنوبي مع بعضهم البعض لتنفيذ مخطط الهبة الشعبية الساعي إلى إسقاط الجنوب بيد الجنوبيين وإخراج قوات الأمن والمعسكرات من المدن الجنوبية، ومنع وإعاقة تداول ونقل وسائل الإعلام المختلفة معلومات وأخبار أحداث هبة الجنوب وما يدور على أرض الواقع للرأي العام. وعبّروا عن استنكارهم وتنديدهم بالتصرفات التي أقدمت عليها الحكومة، كونها تدخل في إطار تضييق الخناق على حرية الرأي والتعبير وكبت الحقوق والحريات وتكميم الأفواه، وتكشف عن نوايا خطيرة تسعى من خلالها قوات الأمن والجيش التابعة للدولة إلى تنفيذ مخططات سوداء هدفها قمع الاحتجاجات الشعبية الجنوبية، حد تعبيرهم. من جانبها أرجعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والمؤسسة العامة للاتصالات، توقف خدمات الاتصالات والانترنت إلى تعرّض شبكة الاتصالات الوطنية في ثلاثة مواقع رئيسة لما وصفها "أعمال تخريبية" في محافظات (شبوة – عمران – ومأرب)، الأمر الذي أدى إلى خروجها عن نطاق الخدمة. وأوضح مصدر مسئول في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، أن تلك الاعتداءات تسببت في خروج شبكة الاتصالات عن الخدمة (هاتف/انترنت) في محافظات (مأرب – الجوف – حضرموت – شبوة – أبين – وعدن) وعدد من المناطق والمديريات في المحافظات الأخرى.