الحوار.. يعاني أزمة مالية و يسير نحو المجهول والخروقات تزيد التعقيد

يبدو أن الحوار الوطني، الذي تجاوز فترته المحددة، بفترة وصلت ما يقارب الشهرين، لا يزال غارقاً في القضايا التي كان المنتظر القيام بحلها، كونه شُكّل من أجلها. وبرغم بدء الجلسات العامة الختامية، ومناقشة بعض التقارير النهائية المرفوعة من الفرق، الإ ان القضايا الحساسة لاتزال ترواح مكانها، وفي مقدمتها القضية الجنوبية، ومشروع النص البديل لما سمي بالعزل السياسي، الذي أثار جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الماضية، واستبداله بمشروع شروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، التي عارضها وبشدة ممثلو المؤتمر الشعبي العام. وفشلت كل مساعي المبعوث الى اليمن جمال بن عمر، التي بذلها خلال الأيام الماضية في إعادة ممثلي الحراك الجنوبي الى الحوار والمشاركة في جلساته الختامية، خاصة بعد اعلان رئيس مؤتمر شعب الجنوب ورئيس فريق القضية، محمد علي أحمد، عن قراره بعودة مشروطة في اجتماع له بمجموعة الـ85 السبت بصنعاء. وتداولت وسائل إعلامية مختلفة، عن استبدال ثلاثة من ممثلي الحراك في لجنة (8+8) بأخرين، وهو مارفضه رئيس مؤتمر شعب الجنوب "بن علي" وبشدة، كون ذلك جاء مبنى على مساعي من قبل الرئيس هادي، والصف الموالي له داخل الحراك، بابعاد الصف الموالي لـ"الأول". ورغم اعلان بن علي قرار العودة الى الحوار الا أن فريق القضية الجنوبية واللجنة المصغرة عنها، لم تتمكن من عقد أي اجتماع منذ مطلع أكتوبر الماضي. على السياق ذاته لا تزال قضية عدد الأقاليم تراوح مكانة خاصة، مع وجود رؤية محددة تكون مقبولة من قبل الأطراف المشاركة في الحوار، الأمر الذي يجعل من الصعب التكهن بحل معين، رغم وجود تسريبات عن وجود شبه إجماع على خمسة أقاليم موزعة (اقليمين في الشمال واقليمين في الجنوب واقليم وسط) وهو ما يرفضه الحراك الجنوبي، الذي يرى أنه يجب ان يكون هناك اقليمين بحدود ما قبل العام 1990م أي قبيل اعادة توحيد شطري البلاد. تأجيل مجلس الأمن إلى أجل غير مسمى.. وفي سياق متصل أقر مجلس الأمن الدولي، تأجيل جلسته الخاصة بشأن اليمن،إلى أجل غير مسمى، والتي كان من المقرر أن يعقدها المجلس الأربعاء، مرجعاً ذلك لعدم إحراز أي تقدم بخصوص قضية الجنوب في مؤتمر الحوار اليمني. وأوضحت مصصادر يمنية، أن قرار التأجيل اتخذه المجلس، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق نهائي لالتئام اللجنة المصغرة المنبثقة عن القضية الجنوبية الـ(16) وبقاء المبعوث الأممي جمال بن عمر في صنعاء. مرحلة ما بعد الحوار.. يبدوا أن ما يدور خلف الكواليس مغاير لما يراه المواطن العادي، فقد نقلت "البيان" الاماراتية مصادر في مؤتمر الحوار قولها: إنّ الخلافات حول ما بعد مؤتمر الحوار، باتت تسيطر على النقاشات المغلقة بين الأحزاب والمكونات السياسية، كما أن عدد أقاليم الدولة لا تزال يمثل أهم عقبة أمام الاتفاق، حيث يتمسك الجنوبيون بدولة اتحادية من إقليمين، وتطرح بقية القوى الشمالية دولة اتحادية من خمسة أقاليم. أزمة مالية .. في سياق متصل، ناقش ممثلو الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، إضافة إلى ممثلين عن كل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن مع الأمانة لمؤتمر الحوار، ما توصلت إليه أعمال المؤتمر، وما حققته فرق العمل من نجاحات في إنجاز القضايا والموضوعات المدرجة في جدول أعمالها. ووقف الاجتماع أمام حجم التمويل المطلوب من الدول المانحة، لتغطية الفترة الإضافية لمؤتمر الحوار، وهي الفترة التي تلت يوم 18 سبتمبر الموعد المحدد سابقاً، لانتهاء المؤتمر وكذا متطلبات تمويل المرحلة القادمة الخاصة بصياغة الدستور. وتحدثت مصادر عن طلب تقدمت به الأمانة العامة لمؤتمر الحوار لدى الدول المانحة توفير التمويل اللازم للفترة الإضافية للحوار، بعد انتهاء المخصصات المالية التي كانت رصدت للمؤتمر قبل انطلاق أعماله.