اهمال رسمي يضاعف معاناة المرحَّلين رغم صرخة "أبو راس"

لليوم السادس على التوالي تتوافد إلى منفذ الطوال بمديرية حرض "شاحنات" حرس الحدود السعودي المحشورة بآلاف المغتربين اليمنيين المرحلين من أراضي المملكة عقب انتهاء المهلة الأخيرة المحددة لتصحيح أوضاعهم في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. وبحسب مصادر في إدارة الجوازات بميناء الطوال البري فإن نحو أكثر من100ألف يمني وصلوا خلال اليومين الماضيين إلى الميناء فيما تغيب جهات الاختصاص الرسمية ممثلة بوزارتي المغتربين وحقوق الإنسان بشكل كلي. ويلاقي المرحلون في منفذ الطوال إهمال رسمي من قبل الرئيس هادي بدرجة رئيسة وحتى الحكومة للقيام بواجبهم الأخلاقي أولاً تجاه المرحلين حيث لم تتخذ الحكومة والوزارات المختصة بشئون المغتربين ولا السلطة المحلية أي تدابير لاستقبالهم أو حتى حصرهم وإثبات حالاتهم. ناهيك عن عدم توفر شربة ماء أو غذاء او حتى مأوى للذين تم ترحيلهم فيما لا يملكون ما يسد به رمقهم هناك في مدخل اليمن الحدودي فضلاً عن انعدام الخدمات الطبية الأولية للمرضى والمنهكين جراء عناء السفر باستثناء بعض الأدوية البسيطة التي تقدمها منظمة الهجرة الدولية وعدم توفر، وسائل نقل للمرحلين العالقين في حرض ممن ليس بوسعهم دفع أجور المواصلات إلى مناطقهم. فقد كان من المفترض التحرك على المستويات الرسمية لعمل معالجات والبحث عن حلول ومخارج للعمالة, وإعداد برامج وخطط لاستيعاب البشر العائدين والمرحلين في هذا الصدد. وكان الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، صادق أمين أبو راس، قد دعا حكومة الوفاق اليوم إلى سرعة القيام بتشكيل لجان خاصة لاستقبال المُرحَّلين العائدين من المملكة العربية السعودية، وعلى مستوى كافة المنافذ البريَّة والبحرية والجوية. وأكد أبو راس، في مشاركة له على صفحته في (فيس بوك)، على ضرورة مطالبة الحكومة القيام بهذه الخطوة المهمّة وبصورة عاجلة بهدف تقديم المساعدات الضرورية للعائدين، وعمل إحصاءات شاملة لمختلف المشكلات التي تواجههم، معتبراً قيام الحكومة بهذه المهمّة من أبسط الأمور التي تقوم بها أي حكومة تحترم نفسها أمام مواطنيها. ويرى متابعون أن عودة مئات آلاف المغتربين الذين لم يتمكنوا من تصحيح أوضاعهم وفقا لشروط السعودية سيضاعف نسبة البطالة، والتهريب، والتجارة غير المشروعة، ويرفع معدلات الجريمة في اليمن، والاستعداد لممارسة الإرهاب، ما يهدد النسيج الاجتماعي بظواهر اجتماعية سلبية ترتبط عادة بمثل هذه الأزمات، هروباً من الشعور الفردي بالفراغ واليأس والعجز عن تلبية الحاجات الحياتية الملحة والضاغطة.