"بنادق للإيجار".. هل تسقط محافظة البيضاء اليمنية بيد "القاعدة؟؟

هجمات مباغتة وقاتلة تشنها مجاميع مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة ضد معسكرات وألوية ووحدات الجيش اليمني في محافظات مترامية, بتتابع مكثف, أثخنت في جسد الجيش والأمن واستدعت تساؤلات كثيرة حول حجم الفراغات الأمنية والاستخباراتية المهولة التي يتسرب خلالها القاعديون بأعداد غفيرة وبقوة هجوم وتأثير متعاظمة من وقت لآخر؟ في هذه الأثناء, كما يقول لوكالة "خبر" للأنباء, عقيد في الجيش اليمني, "يكون الضحايا من العسكريين هم وقود الفلتان الذي يتحالف مع العدو ضد الجنود والضباط". ويضيف الضابط اليمني في حديثه لوكالة "خبر": صارت الجنائز الجماعية مجرد أرقام تضاف إلى سجل القتلى وقوائم الشهداء, بوتيرة متلاحقة عطلت الأسئلة وأعفت المسئولين والسلطات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية من المسائلة وتقديم تفسيرات شافية لمسلسل الهجمات المميتة وجرائم الذبح الجماعي التي تتعرض لها وحدات وألوية الجيش اليمني؟؟ من شبوة إلى حضرموت والبيضاء وأبين, بالتوالي, كثف "القاعدة" ضرباته الموجعة ضد وحدات الجيش والمعسكرات والضباط الذين تلاحقهم قناصات الدراجات النارية. والمصادر العسكرية الرسمية تصر على تسمية ما يحدث بالنجاحات العظيمة في دحر وإحباط مؤامرات القاعدة وآخرين مجهولين؟؟! قبل أيام قلائل من وقوع الهجوم الأخير المباغت ضد معسكر النجدة ونقاط أمنية في البيضاء, كانت معلومات حصلت عليها "خبر" للأنباء تتحدث عن مساعٍ مكثّفة في إطار خطة تهدف إلى إسقاط محافظة البيضاء بأيدي مقاتلي القاعدة. وأوضحت المصادر، أن قيادات عسكرية وحزبية متشددة بصنعاء تقود تحرُّكات وضغوطات مستمرة باتجاه السلطة المحلية بالمحافظة ولمصلحة تمكين قيادات محسوبة على القاعدة وبسط نفوذهم على المحافظة. وقالت: إنه تم تكليف قيادي كبير في السلطة المحلية بالبيضاء، بتسليم مبلغ نصف مليون دولار لقائد "القاعدة" عبد الرؤوف الذهب، مؤكدة أن المسئول المحلي سلم الذهب مبلغ 400 ألف دولار, وأخذ البقية مقابل "أتعابه" في العملية. وطبقاً للمعلومات, نشب خلاف بين محافظ البيضاء, الظاهر الشدادي, وقيادات حزبية دينية ؛ بسبب إلزامه بتعيين عناصر مشتبهة ومتشددين مطلوبين في قضايا جنائية, كمديرين لمديريات في المحافظة. مشيرة إلى تعيين المدعو "أبو صريمة" الذي لا يحمل حتى شهادة تعليم أساسي, بحسب المصادر نفسها. وأكدت أن أحد هؤلاء المعينين هو من قاد عملية اقتحام مبنى إدارة أمن رداع في وقت سابق ما تسبَّب في مقتل جنديين وإصابة آخرين. مشيرة إلى أن قرارات تعيينهم تأتي كما لو أنها "مكافأة" لهم، عدا عن كونهم لا يمتلكون مؤهلات شغل مناصب كمديري مديريات وإقصاء المديرين السابقين الذين يحملون مؤهلات علمية وكفاءات. وبحسب المصادر، فإن ذلك يأتي تمهيداً لإسقاط المحافظة بيد تنظيم القاعدة الأمر الذي أدى إلى اعتكاف المحافظ وعدم مزاولة عمله خلال الشهر الماضي وتم تهديده بالتصفية من قِبل عناصر محسوبة على مركز عسكري وحزبي تقليدي بصنعاء. في المقابل هناك من يرى بأن ما يحدث في البيضاء هو نتيجة للدفع بمقاتلي القاعدة والمسلحين للانتقال من أبين المجاورة إلى البيضاء. ولا يخلو الأمر هنا من اتهامات مباشرة وضمنية باتجاه قيادات في المركز تقف وراء هذه الإزاحة الموجهة. الأمر الذي يضاعف من الاعتقاد بأن الجماعات المسلحة الدائرة في مدار القاعدة باتت ورقة يستخدمها أكثر من طرف لأكثر من غاية, في وضع يعيد التذكير بمصطلح "بنادق للإيجار" أو "بنادق تحت الطلب"!