اليمن تعيش أجواء عيد دموي بامتياز

اصطبغ المشهد اليمني في أول أيام عيد الأضحى المبارك بلون الدم، عقب مقتل وإصابة نحو 20 شخصاً عسكريين ومدنيين برصاص مسلحين مجهولين يُعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة ومسلحين قبليين في عدد من محافظات الجمهورية. وسجلت قائمة ضحايا أعنف عيد دموي تشهده اليمن منذ سنوات، مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط برتبة مساعد ومسلح و 5 مدنيين وأكثر من 10 مصابين اثنان منهم جنود. وبدأت سيناريوهات يوم اللون الدموي مبكراً، عندما استفاق أبناء مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (جنوب اليمن)، على نبأ مصرع ثلاثة جنود وإصابة آخرون من حراسة "معسكر عباس" أحد معسكرات قوات الأمن الخاصة، إثر هجوم مباغت شنه مسلحين مجهولين يُشتبه بارتباطهم بـ"القاعدة" يستقلون دراجة نارية، ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة بين الجنود والمسلحين. وفي محافظة ذمار (شمال اليمن)، لم يُراعِ مسلح قبلي حُرمة قتل النفس بغير حق داخل بيوت الله ولا أجواء التسامح والألفة والإخاء ونبذ ثقافة العنف والكراهية التي تكتسي بها نفوس المسلمين صبيحة أول أيام العيد، حين أقدّم على اقتحام مصلى قرية "خره" مديرية الحداء وإطلاق النار عشوائياً على المصلين، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين من أقاربه، بسبب خلافات أسرية متعلقة بحياته الزوجية. وبالعودة مجدداً إلى جنوب اليمن، لقي مدير الانتشار الأمني المساعد في جهاز الأمن العام محمد النخعي، مصرعه برصاص مسلحين مجهولين تقلهم دراجة نارية، وسط مدينة الشحر محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن). وتشهد المحافظة المعروفة بسلميتها منذ أسابيع، هجمات إرهابية استهدفت عدد من المواقع العسكرية ونقاط التفتيش الأمنية، راح ضحيتها عشرات من القادة والجنود العسكريين المنتسبين للجيش اليمني، وتعد أبرز تلك الهجمات سيطرة نحو 15 – 20 مسلحاً ينتمون للجماعات المتشددة التي يُرجح صلتها بتنظيم القاعدة الإرهابي على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في أقل من نصف ساعة. وعلى صعيد متصل بالأحداث الساخنة التي تُهيمن منذ أيام على الجو العام لمحافظة تعز (وسط اليمن)، قُتل مسلح وأصيب جنديان، في اشتباكات مسلحة دارت رحاها في المدخل الشرقي للمدينة، بين أفراد نقطة عسكرية تقع في منطقة "مفرق الذكرة" ومسلحين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، هاجموا النقطة الأمنية في محاولة فاشلة منهم لاقتحامها وتجاوزها صوب مدينة تعز، إلا أن الجنود نجحوا في احتواء الموقف وضبط الأسلحة التي كانت بحوزة المسلحين والتي تضم "طقمين مسلحين ومدفع (بي 10 ) ورشاش نوع (12/7 ) وأسلحة أخرى". وتفرض اللجنة الأمنية في محافظة تعز على مداخلها رقابة أمنية مشددة، لضبط المظاهر المسلحة والحد من تسلل المسلحين القبليين، بعد ما شهدته المدينة صباح يوم الأحد الماضي من أعمال عنف، أعقبت مقتل الدكتور فيصل المخلافي، شقيق الزعيم القبلي حمود المخلافي، برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية من أبناء محافظة مأرب (شرق اليمن). وتأتي حوادث، الثلاثاء الدامي، بعد يوم واحد من فرار 4 سجناء بعضهم على علاقة بـ"القاعدة" عقب هدمهم السور الخلفي للسجن الاحتياطي بإدارة أمن البيضاء، ودخول 3 سيارات مفخخة إلى محافظة مأرب، قادمة من محافظة شبوة (شرق اليمن)، لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف منشآت ومواقع أمنية ونفطية ومدنية هامة. وتعيش عدد من محافظات الجمهورية حالة انفلات أمني غير مسبوقة، نتج عنها ارتفاع معدلات ارتكاب جرائم القتل والسرقة والاختطاف وانتشار الثأر، في ظل عجز أمني عن وضع حد لمثل هذه الاختلالات التي افقدت الدولة هيبتها.