في حوارها مع "قناة اليمن الفضائية"..

أكدت السفيرة البريطانية بصنعاء جين ماريوت، أن الرئيس السابق للجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح يظل شخصية مهمة ومؤثرة جداً، وأن الشعب اليمني أظهر أن ما يريده منه هو دعم العملية السياسية، وأن الحكومة الحالية ليست الأنسب للإنجاز اقتصادياً وأمنياً كونها مُشكلة لأسباب سياسية. وشددت السفيرة البريطانية ماريوت في حواراً لها بثته مساء السبت، قناة اليمن الفضائية، على ضرورة إعطاء اليمن الوقت لاتخاذ القرارات الصحيحة ومناقشة القضايا بشكل كامل، لكن دون السماح لهذا أن يستغرق الكثير جدا من الوقت لدرجة ان تستمر الحوارات الى ما لا نهاية ومن الرائع انتهاء الفترة الانتقالية في فبراير 2014م. ولأهمية الحوار، تنشر وكالة "خبر" للأنباء، نص الحوار الذي تحدث خلاله سفيرة بريطانيا بصنعاء حول تطورات الأوضاع السياسية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل وموقف المملكة المتحدة من شكل الدولة اليمنية القادمة وعلاقتها بجنوب اليمن وقضية التمديد لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وأداءه وحكومة الوفاق الوطني خلال المرحلة الانتقالية. إليكم نص الحوار... المذيع: مرحباً بك. في البداية يكون لزاماً أن أسألك في المستهل عن تقييمك كسفيرة بريطانيا في اليمن عن ما وصل إليه المسار في البلد اليوم. السفيرة: أعتقد أن اليمن يجب أن يفخر بالانجازات الرائعة التي حققها خلال السنتين الماضيتين منذ الثورة. هناك العديد من الطرق التي كانت أمام اليمن ليمضي فيها ولكنه اختار طريق الحوار والاجتماع معاً لحل المشاكل وذلك تماشياً مع تاريخ اليمن العظيم. هناك العديد والعديد من التحديات على الطريق ولكن اليمن اجتازت، بالفعل، مسافة طويلة على طريق النجاح وبالخصوص عندما ننظر لما يحدث في دول الجوار من خيارات أخرى. المذيع: الآن، هل يمكن القول بأن اليمن ممكن أن تتجاوز هذه التحديات التي أشرت إليها.. أم أنها، من خلال متابعتك، ستظل قائمة أو أنها في طريقها إلى الزوال..؟ السفيرة: أعتقد أن التحديات التي تواجه اليمن هي جوهرية لمستقبله وتتضمن: شكل الدولة، دور الشباب والنساء، هذه جميعاً أسئلة في غاية الصعوبة، واليمن منشغل بها. ولكني أعتقد أن اليمنيين لديهم الحكمة، ولقد تأثرت كثيراً بمن قابلت من الأشخاص وبشكل خاص الشباب الذين قابلتهم في الحوار الوطني وخارجه. أعتقد أن هذا البلد لديه مستقبل مشرق بسبب تفاني شبابه وتفاني الآخرين في جعل اليمن مكاناً أفضل. المذيع: ماذا عن الدور البريطاني المشارك بفعالية في رعاية العملية السياسية في اليمن..؟ كيف يبدو حتى الان؟ السفيرة: لدى اليمن والمملكة المتحدة تاريخ طويل جداً. نعرف بعضنا البعض بشكل ممتاز، هناك 80000 شخص من أصل يمني في بريطانيا، والعديد من الشعب البريطاني يتفانون لمساعدة ودعم اليمن، حقيقة أن المملكة المتحدة هي إحدى الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، يمكننا الاستمرار في علاقتنا القريبة من اليمن، ودورنا كدول داعمة يجب أن لايكون بإملاء الحلول على اليمن. اليمن دولة لها سيادتها ويجب أن تصل إلى حلولها الخاصة بالنسبة للمشاكل التي تواجهها. لكني أعتقد أن هناك شيئين نستطيع بشكل خاص أن نساعد في عملها، هما: دعم العملية، بحيث تظل بشكل كبير في المسار الصحيح وفي بعض الأحيان المساعدة بتقريب وجهات النظر المختلفة معاً، ولكن ليس من خلال إعطاء آرائنا نحن بل بجمع وجهات النظر المختلفة معاً. المذيع: بالنسبة للإملاء أو ما يشبه الإملاء فقد حسمته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقراران الدوليان في الموضوع اليمني، ولكن المبعوث الأممي جمال بنعر في تقريره لمجلس الأمن، يوم الجمعة، أشار إلى أن هناك محاولات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وأشار إلى وجود صعوبات لا تزال تعترض العملية السياسية حتى الآن.. ومن وجهة نظركم هل هناك مساع لعرقلة مسار الحوار الوطني؟ السفيرة: أعتقد أن أكبر تحدٍ هو وجود عدد واسع من الآراء بالنسبة لشكل الدولة ومن هنا تأتي أهمية الحوار، إذ أن على الجميع أن يتفهم جميع الآراء والعمل باتجاه إيجاد تسوية سياسية في المنتصف سيكون هناك من هم في طرفي هذا الطيف من الآراء والتي تشكل آراءهم إما أقلية أو أنها لا تشكل جزءاً من التوافق العام. وأعتقد أننا رأينا في التاريخ كيف أن أكثر الدول نجاحاً هي تلك التي تشمل جميع مواطنيها ليصلوا إلى أرضية مشتركة للمضي قدماً كدولة واحدة، ولكن هذا يعني أنه قد يكون من الصعب جداً في بعض الأوقات أن يترك الشخص مصالحه الفردية جانباً ويركز على مصلحة اليمن. ولكن أكثر العمليات نجاحاً تعمل بشكل أفضل عندما تكون مصلحة الوطن ومصالح جميع الشعب هي من تقود هذه العملية. المذيع: الآن هل يمكن القول بأن هنالك فعلاً قوى – سؤالي هو بالتحديد بصراحة يحتاجها اليمنيون: هل هناك قوى لاتزال تقف حجر عثرة.. لاتزال تحاول عرقلة المسار السياسي، أم أن هذه القوى لاتبدو قادرة على فعل شيء أمام الإرادة الدولية واليمنية؟ السفيرة: هناك قوى ذات مصالح في اليمن تفضل الوضع السابق، والوضع السابق هنا هو ما كان قبل 2011، ولكن اليمن أظهر وبشكل خاص الشباب والآخرين، أيضاً، في 2011 أظهروا أنه حان الوقت للتغيير. أرادوا للدول أن تدار بشكل مختلف من أجل كل اليمنيين، ولهذا أعتقد أنه من الضروري وجود توترات بين تلك العناصر المختلفة ولكني على ثقة بأن اليمنيين سيقومون بالعمل الصحيح ويبحثون عن الدولة التي تكون في مصلحة الكل والتي تساعد على معالجة الاحتياجات الأساسية لكل الشعب اليمني. لأنه في نهاية المطاف أغلب اليمنيين يريدون مايريده أي انسان، مثل الوظيفة الجيدة، العائلة الطيبة، الشعور بالأمان، والحصول على الاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم والخدمات. هناك أشياء يريدها جميع اليمنيين تماما مثلهم مثل باقي البشر. المذيع: هذه نقطة مهمة وجوهرية يتضمنها سؤالي التالي: الكثير من اليمنيين والشباب يقولون إن السفراء والرعاة إجمالاً يهتمون بتفاصيل الشأن السياسي وكأنهم لا يلحظون معاناة الشعب اليمني من انقطاع مستمر للكهرباء، الناس تموت بالمستشفيات جراء هذه الأعمال التخريبية التي تستهدف المنشآت وأيضاً الوضع الاقتصادي المتدني وكل الجدل يدور حول الشأن السياسي ولا عين تراقب معاناة اليمنيين. هل فعلاً الشأن السياسي يبدو أولاً؟ السفيرة: أعتقد بأن السفراء ينظرون بالفعل لاحتياجات الشعب وبخاصة في حث الحكومة في النظر لحاجات الشعب وهنا لا تستطيع أن تأخذ السياسة أو الأمن او لاقتصاد او القضايا الاجتماعية في معزل عن بعضها البعض فكلها مرتبطة معاً. كمثال هناك العديد من الأشخاص رجالاً ونساءً يكافحون من أجل نسبة تمثيل المرأة أو من أجل حقوق حماية النساء والأطفال وهم يعملون ذلك في إطار سياسي في الحوار الوطني ولكن تأثيرات هذه الأعمال هي اقتصادية واجتماعية. كلما تأخرت المرأة في الزواج، حصلت على تعليم أفضل وهذا يزيد بدوره في اسهاماتها تجاه اقتصاد البلد ويجعل اليمن أقوى. المذيع: قبل أم ننتقل الى محور آخر، نبقى مع تقرير جمال بنعمر الذي اشار اليه أنه ما زال امامنا عدة أشهر للمرحلة السياسية الجارية والحوار الوطني – كما تعلمين مدد إليه وقت اضافي – هل تخشين ان يمتد الحوار الوطني وبالتالي تمتد الفترة الانتقالية، أم أنتم مع نهايتها الحددة في المبادرة الخليجية في فبراير2014؟ السفيرة: أعتقد أن هناك الجدول الزمني للمبادرة الخليجية ومن ثم هناك الواقع العملي على الارض. الأمر هو أن يكون هناك توازن بين إعطاء اليمن الوقت لاتخاذ القرارات الصحيحة ومناقشة القضايا بشكل كامل لكن دون السماح لهذا أن يستغرق الكثير جدا من الوقت لدرجة ان تستمر الحوارات الى ما لا نهاية. لهذا فأنا أظن من وجهة نظر المجتمع الدولي وأتكلم هنا باسم المملكة المتحدة، سيكون من الجيد أن نرى ختاما للحوار الوطني قبل العيد حتى تؤكد اليمن ما أحرزته من تقدم للشعب، وهذا طبعا اهم من ان تؤكد هذا التقدم للمجتمع الدولي. واذا كان لايزال هناك قضايا مثل شكل الدولة وهي قضايا معقدة جدا بحيث يصعب حلها في الوقت الحالي فيمكن ان يتم السماح لها ببعض الوقت ولكن دعنا نختتم ما وصلنا اليه الان، كل التقدم الذي تم تحقيقه خلال مؤتمر الحوار. المذيع: يعني أنتم ايضا في المملكة المتحدة مع نهاية الفترة الانقالية في فبراير 2014؟ السفيرة: أعتقد أن سيكون من الرائع لو انتهت في فبراير 2014، ولكن في حقيقة الامر اننا نحتاج ثلاثة اشهر لصياغة الدستور ونحتاج لتسجيل الناخبين والذي سيستغرق بضعة أشهر لتنفيذه بشكل سليم وبعدها لدينا الانتخابات. من الجيد رؤية كل هذا يحصل في غضون شهور قليلة من فبراير، ولكن فبراير على الارجح توقيت طموح بعض الشيء لإنهاء العملية بشكل سليم. وفي الواقع انا لا اعتقد ان الشعب اليمني يهتم بشكل خاص ما اذا كانت الانتخابات ستتم في فبراير او يونيو او سبتمبر. ما يريده الشعب هو حكومة قادرة على ان تقدم له الخدمات التي يحتاجها. المذيع: واقع الأم يقول ان هذه المسائل العالقة ستأخذ حيزا كثيرا مما هو محدد في الاتفاق الموقع عليه –المبادرة الخليجية- ولكن هناك أيضا احاديث عن مسألة مرحلة تأسيسية جديدة قد يتولاها الرئيس عبدربه منصور هادي تمتد لخمس سنوات وذلك تأسيسا لمرحلة جديدة ومغايرة في الواقع اليمني. ما رأيكم في هذا الطرح؟ السفيرة: هناك العديد من الدساتير في العالم توجد بها فترة انتقالية. مهما يكن شكل الدولة لا نستطيع ان نسقط غدا صباحا ونقول: أنها دولة اتحادية الان او مهما يكن شكل الدولة. لذا اذا تطلب هذا الامر خمس سنوات فيجب ان يتم تضمين ذلك في الدستور. هذا امر متروك للشعب اليمني. الرئيس هادي يقوم بعمل جيد في ظروف صعبة للغاية ولكني اعتقد ان هذا جزء من العملية ان نرى ما اذا كان هناك حاجة لانتخابات عند بداية الخمس سنوات تلك، يجب أن يتم تحديد كيفية تحقيق العملية الانتقالية. المذيع: هذا يقرره مؤتمر الحوار الوطني؟ السفيرة: أعتقد أن هنا تصبح الأمور دستوريا مثيرة للأهتمام تماما. لأنه لاتوجد معادلة واضحة لكيفية القيام بهذا. ولذلك أظن ان على الحوار الوطني ان يقدم توصيات ومن يتم الاخذ بهذه التوصيات في عملية صياغة الدستور وأخيرا على جميع اليمنيين أن يصوتوا على الدستور ولكن هذا يعني أن على جميع اليمنيين المشاركة في مستقبل بلدهم حتى إن لم تعجبهم جميع التفاصيل. المذيع: أيضا في هذا المحور لاشك ان هناك صعوبات ستبقى حتى مابعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني تتعلق بمسألة تطبيق هذه المخرجات، وهو أيضا ما اشار تقرير بنعمر الاخير|، هل سيكون هناك اسهام دولي للمساعدة في تطبيق هذه المخرجات او السؤال بمعنى اخر ماهي الضمانات من وجهة نظركم في المملكة المتحدة لتنفيذ هذه المخرجات؟ السفيرة: اعتقد أن دور المجتمع الدولي له جانبين: الاول من خلال مجلس الامن مبيانات الدعم ضمن هذا المجلس لجميع انجازات اليمن وتعزيز تلك الانجازات ،و الثاني لديه علاقة أكثر بعملي اليومي والعمل اليومي للسفراء الاخرين وهو أن نعمل مع وندعم العمليات في اليمن وان نحاول مساعدتها بالبقاء على المسار الصحيح. المذيع: يعني باختصار سيستمر الاسهام الدولي في الاسراف على هذه المخرجات؟ السفيرة: نعم، سنكون دائما هنا للدعم، خلال مراحل المبادرة الخليجية مهما استغرق هذا من وقت, ونحن أصدقائكم سنكون هنا لدعم اليمن وذلك بأدوار مختلفة اما من خلال عملية اصدقاء اليمن الرسمية او المبادرة الخليجية او من خلال العلاقات الثنائية الطبيعية. المذيع: الان ننتقل لموضوع أكثر من مرة تريدين الحديث عنه وأنا اقاطعك وهو موضوع شكل الدولة القادم من وجهة نظرك، هناك جدل كبير وهو ابراز القضايا العالقة مسألة شكل الدولة والقضية الجنوبية. أي شكل للدولة القادمة هو الانسب وفقا للحالة اليمنية؟ السفيرة: كما ذكرنا سابقا، ليس للمجتمع الدولي ان يقول بأن هذا النظام أفضل من ذاك، أو أن يوصي بنظام معين . ما أقوله هو ان اليمن وجميع اليمنيين يواجهون نفس المشاكل، اجتماعية واقتصادية وامنية وان اليمن أقوى عندما يعمل من اجل جميع ابنائه. أعرف أن هناك الكثير من الجدل الدائر حول عدد الاقاليم كمثال هنام من يقول 21 اقليم بحسب المحافظات او 4 او 5 او اقليمين. لقد جذب هذا الكثير من الجدل داخل الحوار الوطني وخارجه. هذه طريقة واحدة للنظر على المشكلة . الطريقة الاخرى في حقيقة الامر هي ان ننظر الى مسألة الحكم والسلطات. ماهي؟ الى اي مدى تنتقل السلطات؟ الى اي مستويات؟ بحيث يكون هناك مستوى معين من الاستقلالية في تلك المنطقة المحلية، في تلك الدويلة، في ذلك الاقليم، في ذلك البلد، من لديه اي سلطة؟ ومثل اشياء كثيرة ، الموضوع يتعلق ايضا بالمال والثروة الوطنية، التي تملكها اليمن، وذلك لضمان ان المنطقة التي تملك الموارد الطبيعية تستفيد منها ولكن أيضا تساعد على إفادة كامل اليمن. هناك الكثير من الكلام يجب ان يكون لدينا هذا العدد من الاقاليم. في الحقيقة تستطيع ان تحقق نفس الشيء بتنوع مختلف من الاقاليم. لهذا فان التركيز على السلطات والحكم وتدفقات الميزانية أهم في حقيقة الأمر وبطرق عديدة أكثر بكثير ويأتي في صلب الموضوع من عدد الاقاليم. المذيع: هناك في لقاء سابق مع سعادة السفير الامريكي جيرادرد فايرستاين الذي غادر اليمن. طبعا اشار الى انه في مسألة وجود دولة اتحادية من اقليمين – هناك نوع من التخويف يبديه اليمنيين من أن يمهد هذا للانفصال في ما سيأتي وقد لا يبدو هذا الشكل هو الانسب- هل يبدو الامر لك مخيفا في هذا الشكل؟ السفيرة: اعتقد ان السفير جيرارد صحيح في هذا الشأن ، أعتقد انه يوجد خطر بأن يؤثر عدد الاقاليم على امن واستقرار هذا البلد . ولهذا من المهم على الشعب اليمني ان يفكر بالبلد ككتلة واحدة. كانت هناك مواجهات في السابق وكانت هناك حروب أهلية. أغلب اليمنيين يريدون كما قلت السلام والامن والتوظيف والاستقرار والعائلات. ماهي أفضل الطرق لتحقيق هذه الامور؟ هل من خلال دولتين، خمس دول، مائة إقليم، أو من خلال العمل معا حتى يحصل جميع اليمنيين على هذه الاشياء.؟ المذيع: هناك موضوع تعليق غريب يقول ان بريطانيا ينتابها من جديد الحنين الى الجنوب- ذلك الجنوبكان مستعمرة بريطانية ولهذا فهي تدعم التوجهنحو ربما اقليمين او ان يكون هناك اقليم جنوبي مستقل. هل يبدو هذا دقيقا؟ السفيرة: بريطانيا لديها بالفعل علاقة تاريخية طويلة بشكل خاص مع الجنوب وبشكل خاص مع عدن. ولكن أعتقد أننا قمنا بتمديد تلك العلاقة الى كل اليمن بعد أن توحدت في 1990. لهذا فإن نظرتنا هي ان اليمن أقوى عندما يعمل معا وان هناك خطر عند الانتقال الى المستقبل لو أن هناك تكوينات محددة لعدة دول حيث أن ذلك قد يقود الى نزعات وحرب اهلية واضطرابات. لكني اقول بان بريطانيا تعمل مع اليمن ككتلة واحدة حتى مع وجود الروابط العاطفية تجاه عدن، وبعض الجنوب. مع اني لم ازر عدن بعد إلا انني اتطلع بشوق الى زيارتها والسفر حول كامل اليمن. المذيع: بالتالي من وجهة نظركم في المملكة المتحدة لا حديث عن مستقبل اليمن إلا موحدا أيا كان شكل هذه الوحدة؟ السفيرة: باعتقادي نعم، فالمملكة المتحدة ترى اليمن ككتلة واحدة قوية. لكن يظل للشعب اليمني أن يقرر ولكن من وجهة نظرنا أنه عندما يعمل اليمن معا فأنه يكون أقوى ويظل مجتمعا . ويمكن لهذا أن يتم من خلال معالجة هموم الشعب . فكما قلت عندما أتحدث مع الجنوبين الكثير من القضايا لاتي يتحدثون عنها تكون اقتصادية، أمنية، واجتماعية، وهذا ما يريده جميع اليمنيين. المذيع: الحقيقة تصريحات صحفية نسبت لك في الايام الماضية أثارت بعض الجدل في الاوساط الاعلامية والسياسة والصحفية تعلقت بقولك ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيلعب دورا مهما في مستقبل اليمن. حينها القنوات التابعة للمؤتمر الشعبي العام أشادت بهذا التصريح ولكن بالمقابل كان هناك بيان من المؤتمر الشعبي العام في اليوم التالي انتقد فيه هذه التصريحات ذلك أن قال بأن السفيرة كان يجدر بها ان تقول الميزات التي قدمها والتنازلات التي قدمها المؤتمر الشعبي العام وتحديد كما جاء في البيان من لعبوا دورا سلبيا وقطعوا الطرقات حسب البيان وجندوا الكثير من الشباب ومارسوا الكثير من الاعمال التي اساءت للبلد وفقا لما جاء في البيان الذي قرأناه. ما هو فحوى هذه التصريحات؟ السفيرة: ما قلته في مقابلة أن علي عبدالله صالح لعب دورا بارزا في هذا البلد لسنوات عديدة. وهذا أتى ببعض الفوائد على اليمن. وفي 2011 أبدى الشباب وآخرين من خلال الثورة استعدادهم للمضي باتجاه مختلف لليمن. يظل علي عبدالله صالح شخصية مهمة جدا ومؤثرة جدا ولقد أظهر الشعب اليمني أن مايريده من علي عبدالله صالح هو ان يقوم بدعم العملية السياسية بينما يتقدم الشعب الى الامام في الاتجاه المختلف. وتطلب مني أن أذكر أسماء معرقلي العملية السياسية، أعتقد أن جميع المشاهدين يعرفون أن المعرقلين هم الاشخاص الذين يضعون مصالحهم الخاصة قبل مصلحة اليمن في هذا الوقت الحرج. فلا اعتقد ان هذا يحتاج الى ذكر أسماء . الشيء العظيم الذي نراه هو أن هناك العديد من اليمنيين يحاولون أن يعملوا لصالح البلد وجميع اليمنيين. ونريد لليمن أن يستفيد من الحوار السياسي والاتفاق السياسي وذلك بتحويله الى شيء حقيقي وملموس للمواطن العادي في الشارع. المذيع: انا لا أطلب منك بشكل خاص ذكر هذه الاسماء ولكن انقل لك هذا الجدل الذي دار .المؤتمر الشعبي العام كان له رأي والشباب أبدوا وجهات نظر مختلفة. قالوا بأن تصريحات السفيرة بهذا الشكل كأنها تلغي مسألة قيام الثورة والاحتجاجات (ضد الرئيس السابق)؟ السفيرة: لايوجد جدل بأنه لو لم تسمع أصوات الشباب في 2011 لما حصل التغيير. أعتقد أن هناك الكثير من اليمنيين الذين لعبوا ولازالوا يلعبون دورا مهما في مستقبل وطنهم. التغيير يتطلب الوقت، يتطلب الصبر يتطلب القوة والعزيمة وقد يكون محبطا جدا لأن الناس تود أن ترى التغيير بين ليلة وضحاها ولكن هذا التغيير لايكون تغييرا مستداما. لهذا نرى أنه من السهل التركيز على الانتخابات لأنها شيء ملموس ويمكن رؤيته. ولكن حيثما تأتي الديموقراطية اليمنية الحقيقية مهما كان شكلها فإنها تأي من الشعب، من المجتمع المدني ليس فقط بإنتخاب حكومتهم ولكن بوضعها تحت المسائلة. المذيع: في موضوع آخر متعلق بالوضع الاقتصادي الذي يعيشه اليمنيون وتعيشه اليمن، يشكو المواطن اليمني من نوع عدم التوازي في المسارين الاقتصادي والسياسي-فالوضع السياسي يبدوا متقدما و وأن كثرت العراقيل وما تزال قائمة ولكن الوضع الاقتصادي يبدو لم يلمس فيه تحسن. مؤتمرات المانحين ومؤتمر أصدقاء اليمن انعقد في نيويورك مؤخرا، ولكن حتى الان تعهدات بلا وفاء كامل. ما هو الدور البريطاني إسهاما في الدفع بالاقتصاد اليمني الى الافضل؟ السفيرة: "بشكل اكثر اتساعا"، هناك بعض القرارات الجوهرية التي يجب اتخاذها بالنسبة للاقتصاد اليمني وبشكل خاص فيما يتعلق بإلغاء العمال الوهميين. هناك الكثير من الناس الذي كانوا يستلمون رواتب وهم غير موجودين حاليا. هذه المبالغ تستنفد من ميزانية اليمن ويمكن استغلالها في عملية الاصلاح الاقتصادي وان تشكل شبكة أمان للعديد من الناس الذين لا يزالون ينامون كل ليلة وبطونهم فارغة، لهذا يحاول المجتمع الدولي ومنه المملكة المتحدة ان يشجع اتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة لما فيها من فوائد اقتصادية في المدى البعيد ولكن تكلفتها السياسية باهضة في المدى القصير فهي ليست قرارات سهلة. وما يريد المانحون رؤيته هو ما يريد رؤيته الرئيس هادي وهو مايريد الشعب اليمني ان يراه وذلك ان النقد عندما يصل الى قمة النظام يجب أن تكون له آثار حقيقية على الارض لا ان يختفي في الوسط . لهذا نرحب بتعيين الاستاذ "هادي لابي" المسؤول عن المكتب التنفيذي الجديد والذي سيحاول ان يوفق بين اصلاحات الحكومة وبرامجها وأموال المانحيحن. وذلك حتى يكون هناك أكبر أثر ملموس على الارض. في الحقيقة صرفت المملكة المتحدة نصف ما تعهدت به خلال الفترة الانتقالية. نحن في منتصف الطريق وعلى مسار تحقيق هدف صرف أموال التعهدات البريطانية. ولقد خصصنا أكثر من 330 مليون دولار لفترة الثلاث سنوات من 2012 حتى 2015 لدعم اليمن في عدة مجالات: من عملية الانتقال السياسي الى التمويل الانساني لمعالجة القضايا الانسانية الجادة في اليمن. المذيع: بالتالي وفي المسألة الاقتصادية تحديدا وكل المسائل إجمالا يعني هل يبدو أداء حكومة الوفاق الوطني مبشرا باتجاه الافضل واستيعاب هذه التعهدات؟ السفيرة: أعتقد أنه في حالة وجود حكومة وفاق أو حكومة إجماع فالامر يتعلق بالتسويات السياسية. فحيث أنه من الضرورة السياسية أن تكون هناك حكومة مثل هذه، مثل التي لدينا حاليا في اليمن، فإن مثل هذا الشكل من الحكومة قد لا يكون الافضل في خدمة الشعب. ومما يقوله لي الشعب اليمني أن مايريدنه من الحكومة القادمة خلال الفترة الانتقالية تحت الدستور الجديد أن تكون حكومة تتفهم احتياجاتهم وتقدم الخدمات الاساسية لهم. والوضع الامني هنا يواجه الكثير من التحديات ويمكنك أن ترى أنه عندما تصعب السياسة فإن الوضع الامني يسوء قليلا لليمنيين العاديين. المذيع: قد يفهم من هذا الكلام ان الحكومة الحالية غير قادرة على اتخاذ القرارات وانها في الغالب تخدم (سياسات أحزابها) .. هل هذا هو المقصود؟ السفيرة: ان الحكومة الحالية مشكلة بهذا الشكل لاسباب سياسية وهي ضرورية لأسباب سياسية. ولكنها ليست الانسب للإنجاز اقتصاديا وأمنيا. ما أعتقد أن اليمنيين يتمنوه من الحكومة القادمة عندما تأتي هو أن توازن بين الجاحة السياسية والتنفيذ على الارض . عندما أرى الرئيس هادي أراه واعي جدا لهذا الشيء ومدرك أن اليمنيين العاديين يريدون التغيير وهو يعمل من أجل تحقيق ذلك. هذا يتطلب وقتا طويلا وأنا أعلم أن التغيير لا يأتي