سلمان يبحث عن مخرج بموسكو.. البنتاغون "يقلق" والكرملين "يطمئن"

جاءت زيارة ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز الى العاصمة الروسية موسكو، كأول ملك سعودي يقوم بزيارة رسمية الى روسيا، لسعي الرياض الخروج من المستنقع الذي اقحمت نفسها فيه سواء بسوريا او اليمن، بالاضافة الى ازمتها مع قطر، في ظل تخاذل واشنطن باتخاذ أي موقف مساند لها في أزمتها مع قطر.

 

فور وصول الملك سلمان بن عبد العزيز مساء الاربعاء الى موسكو عبر عن سعادته بزيارة روسيا الاتحادية، وفقا لبيان أصدرته الخارجية السعودية.

 

وأكد الملك، حسب بيان الخارجية، تطلعه إلى أن تحقق هذه الزيارة ما يطمح له البلدان من تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الصديقين وخدمة الأمن والسلم الدوليين.

 

وتم عقد عدة اتفاقيات ابرزها مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا، وصندوق بمثل هذه القيمة للاستثمار في مشاريع الطاقة، كما وقع الجانبان على خارطة طريق لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.

 

كذلك وقعت روسيا والسعودية أيضا عقودا لتوريد أنظمة عسكرية ومذكرة تفاهم لنقل وتوطين تقنية تلك الأنظمة بالمملكة، إلى جانب اتفاقية لاستثمار نحو 100 مليون دولار في مشاريع البنى التحتية للمواصلات في موسكو وسان بطرسبورغ.

 

وابرز ما تم من اتفاقيات في الجانب العسكري هو حصول السعودية على سلاح اس 400 وهو نظام دفاع جوي تم تطويره في التسعينيات من قبل مكتب ألماز للتصميم المركزي في روسيا ويعتبر ترقية لعائلة أس - 300. ويعمل في الخدمة مع القوات المسلحة الروسية منذ عام 2007. و إس-400 يستخدم أربعة صواريخ مختلفة المدى لتغطية نطاق عملياته.

 

وقال محللون عسكريون ان السعودية اكتشفت ان منظومة الباتريوت امريكية الصنع لم تتمكن من حمايتها، جراء قصفها بالصواريخ البالستية بسبب حربها مع اليمن، مشيرين الى ان حصول السعودية على اس 400 وطلبها من موسكو الحصول عليها اشارة الى وجود خلاف وفتور في العلاقة بين الرياض وواشنطن، خاصة بعد تنامي ازمتها مع قطر، ثم ادراجها في القائمة السوداء بسبب جرائمها بقتل اطفال اليمن.

 

البنتاغون يبدي قلقه والكرملين يطمئن

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من الاهتمام الذي يبديه عدد من حلفاء الولايات المتحدة بمنظومات "إس-400" الصاروخية الروسية للدفاع الجوي.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانزا، في مؤتمر صحفي عقدته مساء الخميس: "إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة إس-400، لأننا شددنا مرارا على أهمية الحفاظ على التطابق العملياتي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة".

 

وتعقيبا على تصريحات البنتاغون قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين ردا على سؤال من الصحفيين حول أنباء عن عزم الرياض شراء منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، بأن التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري ليس موجها ضد دول أخرى بل يتطور في مصلحة البلدين والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وشدد بيسكوف على أن أي قلق من قبل دول أخرى بشأن هذا التعاون لا أساس له، في إشارة واضحة إلى تصريحات البنتاغون بهذا الخصوص.

 

الأزمة اليمنية والسورية

وفي الجانب السياسي وما تشهده المنطقة من ازمات سواء في سوريا او اليمن أعلن العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، الجمعة، أن معالجة أزمتي اليمن وسوريا وغيرهما من الدول العربية تتطلب "توقف إيران عن سياساتها التوسعية".

 

وقال الملك سلمان، خلال مباحثات عقدها الجمعة في مقر إقامته بموسكو مع رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، إنه أكد، خلال اللقاء، الذي أجراه أمس الخميس مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وما تشهده من أزمات في اليمن وسوريا وغيرهما، يتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، الا ان الجانب الروسي لم يعلق على تصريحات سلمان بخصوص ايران التي تعد حليفة استراتيجية مع موسكو.

 

وكان علق الرئيس الروسي بوتين قبل زيارة سلمان الى روسيا بأن موسكو تدعم جهود أي تسوية سياسية في اليمن.

 

وفي سياق متصل لم يعلن حتى الان عما تم مناقشته بخصوص ازمة السعودية مع قطر، خاصة بعد تخلي واشنطن عن القيام بأي دور سعت اليه الرياض فيما يخص ازمتها مع قطر.

 

من جهته كشف مسؤول غربي بأن الامارات والسعودية تسعيان الى ايجاد حلول عاجلة وتسوية الازمة اليمنية، لذا لجأتا الى روسيا، واستدرك المسؤول في سياق حديثه مع وكالة "خبر"، بالتأكيد ان تصريحات المسؤول الاماراتي انور قرقاش عن زيارة الملك سلمان الى موسكو والتي وصفها بأنها نجاح مبهر لكل العرب، تشير الى ان الخلافات السعودية الامريكية، ناجمة عن اتهامات للاخيرة بانها تخلت عنها في ازمتها مع قطر، بالاضافة الى عدم وقوفها الى جانبها وسمحت بادراج التحالف في اليمن بالقائمة السوداء.