"إندبندنت": روسيا تعرضت لحملة إعلامية واسعة النطاق استندت لتقارير زائفة

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير بقلم الكاتبة ماري ديجيفسكي نشرته  الجمعة إلى أن تقارير عسكرية وإعلامية غربية وردت قبل المناورات التي جرت في 14-20 سبتمبر/أيلول الجاري وصفتها بتهديد غير مسبوق، غير أنه تبين لاحقا أن هذه المعلومات كانت مخالفة للواقع.

 

وذكرت أن موسكو تعرضت لحملة إعلامية واسعة النطاق تستند إلى معلومات زائفة بشأن مناورات "غرب-2017" الروسية البيلاروسية.

 

وجاء في التقرير: "ماذا حدث مع بادرة الحرب العالمية الثانية؟ يذكر أن تحذيرات من المناورات الروسية "الهائلة" سمعت قبل قليل في جميع أرجاء العالم الغربي، وقيل لنا غير مرة إنها قد تكون أكبر تدريبات عسكرية روسية منذ انتهاء الحرب الباردة، وكان مصطلحا "الضخمة" و"واسعة النطاق" استخدما كثيرا ".

 

وأكدت الصحيفة أن هذه التقارير شددت خاصة على أن إعلان روسيا عن مشاركة نحو 12 ألف عسكري في المناورات هو مجرد خدع وسيتجاوز تعدادهم في الواقع مائة ألف شخص، ومن ثم توصلت إلى الاستنتاج بأن المناورات هي حجة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا أو حتى دول البلطيق، مما قد يطرح العالم على وشك الحرب العالمية الثالثة.

 

وذكر التقرير أن وسائل الإعلام الغربية التي تداولت هذه الفرضيات المقلقة وجدت نفسها في وضع محرج للغاية، إذ اتضح أن تعداد القوات المشاركة في المناورات يبلغ، حسب تقديرات مختلفة، بين 10 و17 ألف شخص، وجرت التدريبات مع كامل احترام سيادة الدول المجاورة.

 

وجاء في التقرير أن روسيا تضحك أخيرا في هذه المسألة، وخاصة أن هذا جاء في الوقت تتكرر فيه ادعاءات إعلامية غربية كثيرة بأن موسكو تدير "حربا إعلامية" باستخدام أخبار مزيفة، وحتى رجحت بعض وسائل الإعلام الغربية أن مناورات "الغرب" كانت كمينا إعلاميا ضخما نصبته روسيا.

 

في الوقت نفسه، أشارت "إندبندنت" إلى أن معظم التقارير الغربية حول "الغرب-2017" وقرب التدخل الروسي كانت تستند إلى مصادر رسمية، بما في ذلك الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ووزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، علاوة على السياسيين والخبراء في دول البلطيق وبولندا وأوكرانيا.

 

واتهم التقرير ستولتنبرغ وفالون باستغلال هذه المناورات لإخافة الناس، مضيفا أن تصريحاتهم غير منطقية.

 

وجاء في التقرير: "هم يصرون على ضرورة أن تكون اليقظة شعارا لنا، غير أن اليقظة والاستعداد لأي خيارات يختلف كثيرا عن تأجيج ادعاءات حول المناورات الروسية الروتينية لا تثبتها أي أدلة وتخدم الأجندة المعادية لروسيا".

 

وذكر التقرير بأن السويد (حليف لا ينتمي للناتو، حسب تصنيف الحلف) أجرت في البحر الشمالي تدريبات بمشاركة العديد من أعضاء الناتو، وبعد وقت قصير أجرى الحلف مناورات في البحر الأسود، وقبل ذلك عند الحدود الغربية لأوكرانيا.

 

وتابع تقرير "إندبندنت": "بهذا الصدد يجب التساؤل: من يهدد من؟".