امريكان كونسرفيتف: اليمن أمام أسوأ كارثة.. وعلى واشنطن أن تضغط لرفع الحصار فوراً
إن الجهود المبذولة لمكافحة وباء الكوليرا المتصاعد في اليمن وصلت الى طريق مسدود. وقال مسئولون بالامم المتحدة (الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2017) ان خططا لشحن ما يصل الى مليون جرعة من لقاح الكوليرا الى اليمن توقفت بسبب التحديات الامنية واللوجيستية والوصول، حتى مع استمرار حالات الوفاة من الوباء في بعض المناطق التي مزقتها الحرب.
وبفضل الحصار الذي فرضه التحالف على اليمن منذ اكثر من عامين، وأضرار حملة القصف على البنية التحتية، والقتال الدائر، غالبا ما يتعذر على السكان المدنيين الحصول على المساعدات المتاحة. وحتى عند وصول الأغذية والأدوية اللازمة إلى البلد، لا يمكن توزيعها في الوقت المناسب، كما أن العديد من الأماكن التي هي في أمس الحاجة إليها هي أصعب ما يمكن الوصول إليها.
ولأن الأزمة كانت مهملة من جانب بقية العالم، وكانت جهود المعونة ضعيفة جدا، لا توجد مساعدات كافية في المقام الأول. كما ان المساعدات هناك لا تصل إلى العديد من الناس الجوعى والمرضى في الوقت المناسب. ويزيد هذا الكارثة بالنسبة لمئات الالاف الذين يعانون بالفعل من الكوليرا وملايين اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية والذين هم في خطر كبير من الاصابة بالمرض والوفاة من الامراض التي يمكن الوقاية منها.
ومن أجل البدء في معالجة ذلك، يلزم أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ورفع فوري للحصار البحري والجوي على حد سواء، وتضخيم كبير للمساعدة الطارئة. وعلى الولايات المتحدة وغيرها من الرعاة الغربيين أن يضغطوا على السعوديين وحلفائهم على كل هذه النقاط، ولكن للأسف نعلم بالفعل من العامين الماضيين أنهم لن يستطيعوا ذلك. ومن غير المرجح أن تتغير السياسة الأمريكية والبريطانية بعد سبعة وعشرين شهرا من مساعدة وتحريض التحالف في جرائمه الرهيبة وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واوضحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الوضع ما زال "يخرج عن نطاق السيطرة" مع اكتشاف حوالي 7 آلاف حالة جديدة كل يوم. وذكرت الامم المتحدة انه تم الابلاغ عن اكثر من 1700 حالة وفاة مرتبطة بها.
وقبل عشرة أيام، كانت هناك 200،000 حالة مبلغ عنها، وخلال هذا الشهر فقط انتشر المرض ليصيب مائة ألف شخص آخر. وقد تم الإبلاغ عن أكثر من خمسين ألف حالة من هذه الحالات الجديدة في الأسبوع الماضي فقط. وبالمعدل الحالي، يمكن بسهولة أن يكون هناك نصف مليون حالة للكوليرا في شهر آخر. وتتطلب الظروف في اليمن مساعدات عاجلة وضرورة ملحة لوقف القتال حتى تتمكن وكالات الإغاثة ونظام الرعاية الصحية من احتواء انتشار المرض بشكل أفضل.
لطالما تكيف اليمنيون مع أسوأ كارثة إنسانية في العالم قبل هذا الوباء، والآن عليهم أن يتعاملوا مع أسوأ تفش للكوليرا في العالم. وينتشر الوباء بسرعة كبيرة لأن الكثير من البنى التحتية في البلاد قد دمرت، ونظام الرعاية الصحية في حالة تآكل، والملايين من اليمنيين تم تجويعهم لأكثر من عامين بسبب التدخل والحصار السعودي المدعوم من الولايات المتحدة.
إن العديد من القوى الكبرى في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، متواطئة في تدمير اليمن وقتله وتجويعه، أو أن معظم الباقين صامتون بشكل مخجل في مواجهة الأزمات الإنسانية المتعددة التي تهدد حياة الملايين من المدنيين الأبرياء. وفي حين ليس هناك اهتمام دولي أكبر للكارثة التي تتكشف في اليمن، فقد تجاهل الكثير من العالم الخارجي حجم وشدة الكارثة اليمنية، وما زالت الاستجابة الدولية مفقودة.
مجلة "امريكان كونسرفيتف"
دانيال لاريسون