الرئيس صالح يعزي بوفاة السفير عثمان

بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام برقية عزاء ومواساة في وفاة السفير والشاعر المناضل الأستاذ عبده عثمان محمد.. جاء فيها:
 
الأخ الدكتور/ هشام عبده عثمان محمد
 
                وإخوانه.. وكافـــة أفراد الأسرة             الكــــرام
 
بأسى بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ وفاة والدكم السفير والشاعر والأديب والوزير المناضل عبده عثمان محمد عضو مجلس الشورى الذي أختاره الله إلى جواره في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، شهر الخير والبركة والتسامح والرحمة والمغفرة والعتق من النار، أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفيات القاهرة من المرض الذي ألمَّ به في الفترة الأخيرة وعانى منه كثيراً، بعد حياة حافلة بالعمل الوطني المخلص.. والنضال الدؤوب في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية، مسخّراً كل جهده لخدمة الوطن، سواءً من خلال مواقع العمل والمسئوليات التي تحمّلها وبالذات في الجانب السياسي والوحدوي، حيث كان أول وزير للوحدة بعد تحقيق إستقلال شطرنا الجنوبي من الوطن وقبلها وزيراً لشئون جنوب اليمن المحتل، أو من خلال الكلمة والقصيدة الحُرّة التي كرّسها لخدمة العمل الوطني منذ وقت مبكّر، حيث كان من طلائع المفكّرين والأدباء المناضلين من أجل الحرية والإستقلال والتخلُّص من الإستبداد الإمامي والإستعمار البريطاني، إلى جانب أن فقيدنا وشاعر الوطن وأديبه المرحوم كان من السياسيين والشعراء الذين قارعوا الظلم والإستبداد وعنصرية النظام الإمامي الكهنوتي، كما كان الفقيد رحمة الله تغشاه، من أشد الرافضين للنزعات المناطقية والمذهبية والطائفية وكان يمني الإنتماء قولاً وعملاً، وممن ساهموا في ترسيخ قِيم الثورة ونظامها الجمهوري وأهدافهما السامية في تفكير وعقول ووجدان وضمائر الشباب والشيوخ من الرجال والنساء، وإذكاء روح الحماس الوطني لدى الجماهير التي هبّت من كل حد وصوب للدفاع عن الثورة والجمهورية وخوض الكفاح والمشاركة في معارك الدفاع عن الثورة في كل جبهات القتال التي شهدت ملاحم من البطولات والتضحية واستشهد فيها خيرة أبناء الوطن ورجاله الأوفياء.
 
لقد شكّل أدب الثورة وثقافتها والتي كان والدكم أحد أعلامها ورائداً من روّاد الشعر الحديث ومن مؤسسي مدرسة الحداثة في اليمن، الزاد المعنوي للمقاتلين والمناضلين في اندفاعهم واستبسالهم للدفاع عن إرادة الجماهير التي توّجت نضالها بالملحمة الأسطورية والتاريخية خلال السبعين يوماً التي حوصرت خلالها العاصمة صنعاء وأبلى فيها كل يمني شريف وغيور بلاءاً حسناً في معاركها حتى تحقّق الإنتصار الشامخ للثورة والجمهورية، وتم دحر قوى الظلام والتخلُّف والمرتزقة من أبواب صنعاء الثورة والجمهورية وإلى غير رجعه.
 
إن رحيل الشاعر والمبدع والأديب الأستاذ عبده عثمان محمد يمثّل خسارة فادحة للوطن وللدبلوماسية اليمنية الذي كان انموذجاً متألقاً للسفير والدبلوماسي الناجح الذي خدم الوطن وساهم في تطوير علاقات بلادنا بكثير من الدول، ورفع إسم اليمن عالياً في كثير من المحافل الدولية وفي البلدان الذي مثّل اليمن فيها خير تمثيل، وعلى وجه الخصوص أثناء عمله كسفير لليمن لدى جمهورية الصين الشعبية ولدى جمهورية ألمانيا الإتحادية ولدى الإتحاد السوفيتي ثم روسيا الإتحادية، كما أن رحيله يشكّل خسارة كبيرة وفادحة للحركة الأدبية والثقافية والشعرية في بلادنا، ولا يمكن أن تعوّض هذه الخسارة إلّا بالتوجّه إلى الله -سبحانه وتعالى- بالحمد والشكر على قضائه وقدره، راجين منه سبحانه وتعالى، أن يعصم قلوبكم وقلوب كل محبيه وأصدقائه بالصبر والسلوان..
 
وإننا بهذا المصاب الجلل والأليم نبعث إليكم بصادق التعازي وعميق المواساة، سائلين الله -جلّت قدرته- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم مغفرته ورضوانه.. وأن يسكنه فسيح جنانه.. إنه سميع مُجيب.
 
إنا لله وإنا إليه راجعون،،،