خبير مصري: التسوية اليمنية حبر على ورق.. اتفاقية سعودية إسرائيلية للملاحة البحرية

حذر الخبير السياسى والاستراتيجى المصري أحمد عز الدين من المحاولات الامريكية الإسرائيلية للسيطرة على البحر الأحمر والتحكم بمضيق باب المندب أحد اهم الممرات الاستراتيجية فى العالم.

 

وقال عز الدين في حوار نشرته مجلة الأهرام العربي مطلع الاسبوع الجاري، إن الولايات المتحدة لديها استراتيجية للسيطرة على كل الممرات البحرية الاستراتيجية فى العالم ، وانها تحاول السيطرة على البحر الأحمر من خلال الحرب فى اليمن وقواعدها فى القرن الإفريقى وجيبوتى فيها 4000 جندى أمريكى، وفى الصومال قواعد عسكرية لأمريكا وإسرائيل والسعودية، والإمارات لها قاعدة فى جيبوتى وقطر أيضاً حصلت على قاعدة بين جيبوتى والصومال بعد أن أسهمت فى حل مشاكل الحدود بينهما.

 

وأضاف، إذاً، أمريكا لا تخفي طموحاتها فى السيطرة على باب المندب، وهنا يبرز السؤال المشروع: هل المطلوب الآن عمل مفتاح بديل لقناة السويس، بالتأكيد فالسيطرة على باب المندب تنهي المسألة، الترتيبات الآن هى صراعات على امتلاك المواقع الحاكمة والممرات الاستراتيجية فى العالم لتغيير الجغرافيا السياسية.

 

اقرأ المزيد: الخبير الاستراتيجي المصري أحمد عز الدين: السلام عليك أيها اليمن

 

ونوه، أن هناك اتفاقية ملاحة بحرية بين السعودية وإسرائيل تم توقيعها فى يناير 2014 وعدد من ضباط السعودية وقطعهم البحرية شاركت فى تدريبات مع القوات البحرية الإسرائيلية فى 2015، وهناك اتفاقيات سعودية إسرائيلية حول باب المندب وحصول اسرائيل على قاعدة فى تعز اليمنية.

 

ولفت، ان الهدف الاستراتيجي الأمريكي فى المنطقة بوصول ترامب إلى البيت الأبيض لم يتغير وأصبح الحديث صريحاً عن إنهاء النظام الإقليمى العربى وإقامة نظام إقليمى بديل، يتضمن إسرائيل الكبرى، وترامب يمثل المرحلة الرابعة من الاستراتيجية الأمريكية تجاه الإقليم.

 

وقال ان المرحلة الأولى بدأت بغزو العراق، لكن التوسع بهذه الطريقة كلف الأمريكان الكثير، فحسب تقديرات خبرائهم تكلفت الحرب فى أفغانستان والعراق 3 تريليونات دولار فى حين كانت الميزانية التقديرية لغزو العراق لا تزيد عن 50 مليون دولار، ولذا انتقلت الاستراتيجية الأمريكية إلى المرحلة الثانية التى تقضى باستبدال الحرب بين الدول بالحرب داخل الدول، وكان ذلك من خلال إنشاء التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش وغيرهما التى كانت أدوات المشروع بصيغة أقل تكلفة وأكثر مدعاة لتفكك الدول.

 

وبين الخبير الاستراتيجي احمد عز الدين، ان مصر تجاوزت تلك المرحلة فى 30 يونيو ومنعت أمريكا من إتمام مخططها بالتوسع المطلوب فى المنطقة، كما فعل الجيش السورى الذى كان من المفترض القضاء عليه وفق الخطط الأمريكية خلال 3 أشهر ، فاستمرت الحرب لمدة 6 سنوات ومازالت .

 

اقرأ المزيد: المحلل المصري أحمد عزالدين: السعودية تدمر البنية التحتية لليمن وتحاول الهيمنة عليه لصالح الإخوان المسلمين

 

وأكد ان المرحلة الثالثة هى الحرب بين الدول وداخل الدول معاً وتم تطبيقها عملياً فى اليمن وكانت الحسابات العسكرية تؤكد ان الحرب ستحقق نصراً حاسماً خلال 10 أيام ، بينما نحن الآن أمام حرب تجاوزت العام الثانى بأشهر وما زال اليمن الذى هدمت جسوره ودمرت بنيته التحتية وقذفوه بــ 90 ألف غارة جوية، بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار يومياً لم تنكسر إرادته.

 

وأردف قائلا، ان المرحلة الرابعة التى يمثلها ترامب هدفها تصفية النظام الإقليمى العربى ودعم إسرائيل عسكرياً بالأساس، وتحطيم ما تبقى من القدرات العربية العسكرية ومحاولة تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، لافتاً ان هذا أمر مستحيل الحدوث وكذلك محاولات الدفع بالجيش المصري خارج حدوده في الوقت الذي تواجه مصر تهديدات متزامنة على محاورها الاستراتيجية الثلاثة لأول مرة في تاريخها ، الآن مصر يتم الضغط عليها فيما يشبه بكسارة البندق، فمصر لا تنكسر من الخارج حتى حرب 1967 لم تكسرنا، فقط خرجنا من الخنادق بعد بضعة أشهر وواصلنا القتال، لذلك تتم محاولات النيل منها عبر وضعها تحت ضغوط داخلية.

 

وأكد عز الدين، "ان دور مصر في اليمن أوضحه السيسي أكثر من مرة، فمصر مع الحل السياسى فى اليمن وضد الحرب ومع وحدة أراضى اليمن وضد تقسيمها واقتطاع اجزاء منها ومصر مع توافق سياسي يعطي اليمن لأصحابه، وأستطيع أن أجزم أن مصر لم تلق طوبة ولا حجراً في اليمن وليست جزءاً من قتل الشعب اليمنى".

 

وتابع، كل ما فعلته مصر هو إرسال وحدتين بحريتين لباب المندب لتكون حاضرة فيه لأن باب المندب فوق إحداثيات الأمن القومى المصري، وهو مرتبط بأمن قناة السويس وعلاقة مصر باليمن تاريخية ويكفى القول إن صنعاء هي العاصمة الوحيدة في العالم التي يوجد بها نصب تذكارى للجندى المصري المجهول فى اليمن.

 

وكشف المحلل السياسي أحمد عز الدين، ان مصر قدمت مبادرة منذ أكثر من سنة ونصف لحل الأزمة وافقت الأطراف الداخلية اليمنية ، لكن الأطراف التى تلعب فى اليمن في إشارة الى – التحالف السعودي - لا تريد لمصر أن تلعب دوراً سياسياً فى حل مشكلة اليمن، برغم أن مصر لديها مصداقية لدى كل الفرقاء فى اليمن .

 

واعتبر ان الحديث عن تهدئة غير ممكن وليس هناك فى الأفق حلول سياسية ، وأن طرق التسوية فى المنطقة بأكملها ليست سوى حبر على ورق لأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه يعنى تحقيق الخطط الصهيو- امريكية.

 

وأضاف، فى الأفق عمليات عسكرية محدودة بهدف استكمال الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة من تقسيم إيران وسوريا، وإيجاد دائم في العراق واستكمال الضغط على مصر من الداخل والخارج ، حتى لا تمثل خنجراً فى ظهر الاستراتيجية الأمريكية.

 

وحذر الخبير المصري، ان هناك قوات من الإرهابيين تنقل من سوريا إلى اليمن بواسطة طائرة تركية وهناك 3 أو 4 طائرات تركية تحمل الإرهابيين يومياً، مشيراً اننا أمام حرب ممتدة فى المنطقة وكل ما يقال من شعارات السلام مجرد خدعة.

 

اقرأ المزيد: أول رد رسمي من الجيش اليمني حول استهداف ناقلة نفط في باب المندب

 

واكد عز الدين، ان بيان قمة ترامب والقادة العرب في الرياض تحدث بوضوح عن إقامة نظام إقليمي للدفاع عن عدة دول لم يحددها، وهذه الدول ستدخل في منظومة سياسية وعسكرية ودفاعية ، تعتبر الاعتداء على دولة منها اعتداء على الآخرين، فهي تتحدث بذلك عن حلف عسكري في ظل نظام إقليمي بديل يتضمن إسرائيل وتركيا إذا ما استخدمنا مصطلح الشرق الأوسط الكبير.

 

ونوه، ان الأوراق الخاصة بهذا التنظيم معدة سلفاً قبل انتخاب الرئيس الأمريكى ترامب بعنوان "تنظيم الخليح والبحر الأحمر"، وحسب الدراسة سابقة التجهيز، فإن التنظيم هدفه التعامل الفوري مع القوى الإسلامية المسلحة على المستوى التكتيكي بما في ذلك دول المغرب العربي من خلال عمليات خاصة ومواجهة الانتشار النووي وإيران كقوى اقليمية، وحسب الدراسة ستنضم إسرائيل إلى المنظمة أو الحلف في موعد أقصاه عشر سنوات.

 

مشيراً ان هذا التنظيم جزء من المواجهة العالمية الشاملة للولايات المتحدة والغرب التي تؤكد بوضوح على ضرورة احتواء الطموحات الروسية والصينية في المنطقة.