كشف النقاب عن خريطة جديدة للدماغ بدقة لا مثيل لها
قام معهد ألين لعلوم الدماغ بنشر وتحرير خريطة شاملة عالية الدقة للدماغ، ويمكن لأي شخص الوصول إليها عبر الانترنت. حيث قاموا بتحديد 862 بنية دماغية من أحد المتبرعين بالدماغ.
بالرغم من معرفتنا المتزايدة بالكون، إلا أننا نجهل نسبياً آلية عمل الدماغ، وهذا هو السبب الذي يجعل من الخرائط العصبية أمراً مهماً، فهي تسمح برؤية الأساس الهيكلي لكيفية عمل الدماغ.
وقد قام معهد ألين لعلوم الدماغ بإعداد إحدى أفضل الخرائط على الإطلاق. حيث قامت المنظمة التي تتخذ من سياتل مقراً لها بنشر خريطة شاملة عالية الدقة للدماغ البشري بأكمله.
ويقول إد لين، الباحث في معهد ألين في بيان صحفي: "هذه هي الخريطة الأكثر اكتمالاً من الناحية الهيكلية حتى الآن، ونأمل أن تكون بمثابة معيار مرجعي جديد للدماغ البشري في مختلف التخصصات."
وقام الباحثون بإخضاع دماغ أحد المتبرعين للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير الانتشاري الموتّر (DTI) وتسمح هذه التقنيات بدراسة الشكل الداخلي للدماغ وتحديد موقع المادة البيضاء (White matter) بدقة عالية، ثم قاموا بأخذ مقاطع عبر مناطق محددة، وكانت النتيجة النهائية هي خريطة لـ 862 بنية مفصّلة والتي تشكّل الدماغ البشري.
ويذكر أن دراسة الدماغ هي أمر معقد للغاية لدرجة أن الباحثين اضطروا أيضاً إلى ابتكار جهاز تصوير جديد تماماً، ويمكن للجهاز أن يقوم بتصوير مقاطع الأنسجة بحجم نصف الكرة الدماغية البشرية الكاملة وبدقة تبلغ 1% تقريباً من ثخانة شعرة الإنسان.
وفي محاولة لجعل هذه الخريطة هي المعيار الذهبي لأبحاث الدماغ، فقد تم نشرها كورقة بحثية تمت مراجعتها من قبل الزملاء في مجلة علم الأعصاب المقارن وكذلك عبر الانترنت كمجموعة يمكن لأي شخص الوصول إليها.
استيفاء الاحتياجات
تملأ الخرائط الجديدة للدماغ إحدى فجوات معرفتنا الناقصة لهذا العضو الرائع، ويقول إد لين: "تأخرت خرائط الدماغ البشري لفترة طويلة خلف خرائط أدمغة الديدان أو الذباب أو الفئران سواءً فيما يتعلق بالثبات المكاني أو الاكتمال."
ولكن التقنيات الجديدة دفعت باتجاه المزيد من التطوير في هذا المجال. ويذكر أن خريطة مماثلة نشرت في وقت سابق من هذا العام بواسطة مشروع كونيكتوم البشري. ويتمثل الاختلاف الرئيسي في اعتماد دراسة معهد ألين على دماغ واحد فقط، بينما قام مشروع كونيكتوم البشري بمسح 210 أدمغة.
المصدر: Scientific American