صحيفة: مؤتمر غروزني خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة من السعودية
قالت صحيفة "راي اليوم" اللندنية (الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2016)، إن "مؤتمر غروزني خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة من السعودية وزيادة عزلتها في العالم الإسلامي وتثبيت تهمة الإرهاب بالفكر الوهابي".. مشيرة أن "مشاركة الأزهر تؤكد الأزمة المتفاقمة بين الرياض والقاهرة"..
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: "لا تعرف المملكة العربية السعودية من اين تتلقى الضربات السياسية والعسكرية التي تستهدفها هذه الايام، سواء في سورية، أو اليمن، أو العراق، أو ليبيا، أو ايران، ولكن أن تأتي آخرها، من غروزني روسيا ومصر بالذات، وتشكك في قيادتها للاسلام السني، وتخرج مذهبها الوهابي الذي تعتنقه من معسكر أهل السنة والجماعة، فهذا امر خطير جدا في ابعاده ومعانيه وتوقيته.
وأشارت "راي اليوم" إلى "الهجوم الشرس الذي شنته هيئة علماء المسلمين في السعودية على مؤتمر انعقد طوال ايام الاسبوع الماضي في مدينة غروزني عاصمة الشيشان، وفي حضور الرئيس الشيشاني رمضان احمد قديروف ورعايته، ومباركة غير مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحمل عنوان “من هم اهل السنة والجماعة”.
وتذهب الصحيفة إلى أن "ما أغضب علماء الدين السعوديين الرسميين، وغير الرسميين، وحلفاءهم ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، هو عدم توجيه الدعوة لهم للمشاركة، باستثناء باحث شرعي سعودي غير معروف عربيا، يدعى حاتم العوني، ومشاركة وفد كبير من علماء الازهر في مصر، مثل شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب، ومفتى مصر الشيخ شوقي علام، ومستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي اسامة الازهري، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة، وهم يمثلون النخبة الشرعية الرسمية المصرية".
مشاركة هذا الوفد المصري الرفيع المستوى ـ كما تقول راي اليوم ـ لا يمكن ان يتم دون مباركة الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا، مما يعني ان هناك تنسيقا سياسيا روسيا مصريا لعزل السعودية وعلمائها، وتكوين “مرجعية سنية” جديدة وقوية مدعومة من الازهر، تسحب البساط من تحت المرجعية السعودية الوهابية وتعزلها كليا، والصاق تهمة دعم الارهاب والتطرف بها".
تقول الصحيفة إن "تعريف المشاركين في المؤتمر لاهل السنة والجماعة (لم يكن بينهم اي من العلماء السلفيين والاخوان المسلمين البارزين) كان صادما فعلا للمملكة العربية السعودية، التي كانت الراعي الدائم لمثل هذه المؤتمرات، حيث تم حصر هؤلاء، اي اهل السنة والجماعة، في كل من “الاثرية وامامهم احمد بن حنبل، والاشعرية وامامهم ابو الحسن الاشعري، والماتريدية وامامهم ابو منصور الماتريدي”، حسب ما جاء في بيان رسمي للازهر الشريف في رد على الهجمات التي استهدفته".
ولعل الهجوم الاكثر حدة، ويعكس ما يمكن ان يترتب على مشاركة مصر في هذا المؤتمر من قطيعة مع السعودية، فجاء على حساب السيد محمد آل الشيخ (اسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي) على “التويتر”، حيث قال “مشاركة الازهر في مؤتمر غروزني الذي اقصى المملكة من مسمى اهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر.. وطننا اهم ولتذهب مصر السيسي الى الخراب.. كنا معه لان الاخونج والسفليين المتأخونين اعداء له ولنا.. اما وقد ادار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا”.. اما الشيخ القرضاوي فأكد تضامنه مع الغضبة السعودية وركز كل هجومه على شيخ الازهر احمد الطيب، وانتقد “عدم تعرض المؤتمرين الذي نصبوا انفسهم ممثلين لاهل السنة، اي كلمة اعتراض على ما تقوم به ايران واذبانها، او تفعله روسيا في سورية، ووصف من شاركوا في المؤتمر بأنهم علماء السلطان وشيوخ العار”.
وتؤكد "رأي اليوم"، أن "مشكلة المملكة العربية السعودية وعلمائها ليس مؤتمر غروزني والمشاركين فيه، وانما طريقة صنع السياسات فيها، والدخول في حروب اقليمية وطائفية دون اجراء حسابات مدروسة بعناية، وتقديرات صحيحة للموقفين العربي والاقليمي، ونحن نتحدث هنا دون مواربة عن حروبها في اليمن وسورية، وبدرجة اقل في العراق وليبيا وايران".
مشيرة أن "مؤتمر غروزني يشكل ضربة قوية للمملكة العربية السعودية وعلمائها، وجرس انذار لتنبيهها الى خطورة الاخطاء الكبرى التي ارتكبتها، وتفرخ حروبا ونزيفا ماليا وبشريا، وضرورة التسريع بإجراء اصلاحات ومراجعات، فعندما تصل الامور الى اتهامها برعاية وتفريخ الارهاب، والعمل على عزلها اسلاميا، بعد عزلها عربيا، فإن الامر يحتاج الى وقفه جادة للتأمل، وليس توجيه الشتائم والسباب يمينا ويسارا".