بان كي مون وحملة القتل الجوية الجديدة في اليمن؟
يوم دامٍ في اليمن، ملأته مجازر العدوان السعودي والغارات الجوية على أمانة العاصمة صنعاء ومحافظات صنعاء وصعدة وحجة والحديدة وتعز وإب، في أحدث موجة تصعيد للضربات الجوية عقب "تبييض صفحات جرائم العدوان الوحشي" من قبل الأمم المتحدة وأمينها العام في مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي.
عشرات الشهداء غالبيتهم من المدنيين، وعدد كبير هم من النساء والأطفال سقطوا، الثلاثاء، في مناطق ومحافظات يمنية متفرقة تحت قصف الطائرات، يضافون إلى قائمة ضحايا العدوان السعودي خلال أربعة أيام شهدت نحو 400 غارة جوية دمرت أسواقاً ومنازل سكنية ومرافق عامة ومنشآت خدمية وصناعية ومقار أمنية وغيرها.
يضاف إلى ذلك منع الرحلات الجوية القليلة العاملة، والجزء الأكبر منها رحلات إنسانية بحتة.
وتجاوبت الأمم المتحدة مع أولويات وإملاءات تحالف العدوان على اليمن متخلية عن مسئولياتها الإنسانية والدولية، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية وقانونية خضوعاً يأخذ بصورة نافرة صيغة "المشاركة" في جرائم القتل والتدمير والحصار والعقاب الجماعي وبما يتجاوز كثيراً صيغة المهادنة والتواطؤ المعتاد من المنظمة الدولية أمام جرائم الحرب والتوحش من قبل المملكة السعودية.
نشطاء حقوقيون أجانب ومنظمات إنسانية محلية ودولية حملوا الأمانة العامة للأمم المتحدة بصفة خاصة والأمين العام بان كي مون، مسئولية حملة القصف الجوي الهستيرية منذ مطلع الأسبوع الجاري والتي انطلقت غداة يوم وليلة من قيام الأمين العام بإزالة اسم التحالف بقيادة السعودية من القائمة السوداء لقتل الأطفال في اليمن وتكفله بـ"تبييض" سجلاته من الجرائم والمجازر الجماعية بحق المدنيين اليمنيين والتي وثقتها المنظمات الدولية وخبراء الأمم المتحدة وتقرير الأمين العام نفسه الذي قدمه إلى مجلس الأمن وخالفه بإزالة المدانين من قائمة العار، معطياً الأفضلية لآلات القتل والاستهداف المنظم التي استأنفت عملها بوتيرة عالية على خلفية إسناد وتبرير أممي تولاه الأمين العام في سابقة دولية تُرضخ الأمم المتحدة بالتبعية للأثرياء، وتحيل المجتمع الإنساني العالمي إلى سلسلة صفقات مالية في سوق المانحين.
الأمين العام، الذي لطالما كان (ولا يزال) يعبر عن "شعور بالقلق" تجاه معاناة واستهداف المدنيين في اليمن، لا يساوره القلق مؤخراً خلال حملة القصف والقتل الجوي الوحشية بعد ساعات من قراره إعفاء التحالف السعودي والسعودية من قائمة العار. وكانت منظمات العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وغيرهما من المنظمات والمسئولين الإنسانيين أعلنوا أنه "عار على الأمم المتحدة والأمين العام" الخضوع للابتزاز السعودي. وتساءل ناشطون ما إذا كان بان كي مون سيشعر بالقلق الآن أمام حملة القتل الجديدة في اليمن وضد اليمنيين والتي أتت على ضوء ومن خلفية تبييض جرائم القتل الموثقة لديه منذ مارس/ آذار 2015؟