متطرفون يفجرون جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز

أقدمت مجاميع مسلحة من العناصر المتشددة، على تفجير قبة أثرية في المدينة القديمة بحي الأشرفية بمحافظة تعز اليمنية.

أفاد مسئول أمني لوكالة "خبر"، أن متشددين وعناصر متطرفة من تنظيم "حماة العقيدة" السلفية، الذي يقوده "أبو العباس"، قاموا مساء الجمعة 29 يوليو/ تموز 2016، بزرع عدد من العبوات الناسفة في أركان قبة مقام العارف بالله الشيخ عبد الهادي السودي، أحد أشهر أولياء اليمن، الواقع في المدينة القديمة بحي الأشرفية.

وأوضح، أن العناصر قامت بتفجير القبة التاريخية ما أدى إلى تدميرها بشكل شبه كلي وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وأسفر عن مصرع اثنين من العناصر المتشددة.

وكان تعرض مقام وقبة الإمام "السودي" للعبث والنهب ونبش قبور الأولياء بداخله من قبل متطرفين في منتصف سبتمبر 2015، ترافق ذلك مع حملة - حينها - قامت بها عناصر القاعدة المنضوية تحتى مسمى "المقاومة" بهدم عدد من الأضرحة والمدارس الدينية التاريخية في محافظات عدن ولحج والمكلا.

متطرفون يفجرون جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز
متطرفون يفجرون جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز

وتعتبر قبة مسجد الشيخ عبدالهادي السودي، من أكبر القباب في اليمن، وتاريخها يعود إلى حقبة الدولة الطاهرية، ولونها الأبيض يأسر البصائر، وهي أحد أجمل المعالم الدينية في تعز القديمة من عصر الخلافة العثمانية.

ودانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية استهداف الجماعات التكفيرية لمسجد ومقام وقبة الشيخ الجليل عبد الهادي السودي وتفجيره وتدميره، مما ألحق أضراراً بالغة بواحد من أهم معالم التراث الإسلامي بمدينة تعز.

جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز
جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز

واستنكرت الهيئة، وفق بيان صادر عنها تلقت "خبر" للأنباء نسخة منه، تواصل الأعمال الإرهابية والعدوانية بحق معالم التراث اليمني، معتبرة "هذا العمل الإجرامي الجبان، إنما ينم عن الحقد الدفين من قبل هذه الجماعات الإرهابية على المقدسات الدينية وكل شيء جميل يعكس المكانة الدينية لمناطق اليمن في نشر العلوم الفقهية والشرعية منذ بداية العصر الإسلامي".

وأشار البيان إلى مكانة واسهامات الشيخ القطب عبد الهادي السودي، باعتباره من أبرز أعلام الصوفية في تعز واليمن، وله شهرته الواسعة كعالم وأديب، وسيرته العطرة كمنهل عذب للمشتغلين والمهتمين بتراث الصوفية.

ونوهت الهيئة "بالخصوصية التاريخية لقبة مسجد الشيخ السودي، كونها تعد من أكبر القباب في اليمن، وأحد أجمل المعالم الدينية في تعز القديمة، ويرجع بناؤها إلى عهد الدولة الطاهرية، كما تمثل منارة ودلالة على سيرة الشيخ محمد بن علي السودي، المعروف في تعز باسم الشيخ عبد الهادي السودي (935هـ)، لما يقارب 500عام، بعد أن كانت قد تعرضت لتخريب وعبث في فترة سابقة".

وطالبت الهيئة العامة للآثار والمتاحف "المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والمثقفين والحقوقيين إلى استشعار هذا الخطر المحدق بالآثار اليمنية الإسلامية في ظل ما تتعرض له من تدمير وتخريب من قبل الجماعات المسلحة المتطرفة، كما دعت المنظمات الدولية ممثله بمنظمة اليونسكو إلى ادراج مواقع التراث في اليمن في دائرة الخطر والعمل بجد مع اليمن على ايقاف هذا العبث بمقدرات الوطن الثقافية من أي تدمير ممنهج باعتباره تراث أمة وجزءاً عن التراث الإنساني ما يتوجب على المجتمع الدولي حمايته".

جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز
جامع ومرقد العارف عبدالهادي السودي بتعز

إلى ذلك دانت وزارة الأوقاف والإرشاد الأعمال التخريبية التي تستهدف إرث وتأريخ وحضارة اليمن من قبل الإرهابيين الموالين للعدوان.

وأشارت الوزارة ـ في بيان تلقت وكالة خبر نسخة منه ـ إلى تزايد عمليات هدم الأضرحة والمعالم الدينية والتأريخية في الفترة الأخيرة بهدف طمس هوية اليمن الحضارية.

وقالت، إن عناصر العدوان أقدمت على تفخيخ مسجد وضريح الشيخ عبدالهادي السودي بالمدينة القديمة في حي الأشرفية تعز والذي يعد من أبرز وأجمل المعالم الدينية ويمثل ابرز الرموز الصوفية ويعود تاريخه الى حقبة الدولة الطاهرية.

ونوه البيان أن هذا العمل تزامن مع إقدام عناصر الارتزاق والإرهاب على هدم أضرحة ومعالم دينية أثرية في محافظات عدن ولحج والضالع وحضرموت.

وناشد، "منظمات المجتمع الدولي ومنظمات التراث إلى تجريم مثل هكذا ممارسات واتخاذ موقف تجاه الدول الممولة للإرهاب.. كما ناشد البيان، الأحرار في الوطن إلى مؤازرة الجيش واللجان بالتصدي للعصابات الإرهابية واقتلاعها من أوساط مجتمعنا والحفاظ على التراث الديني".

ونشرت "خبر" للأنباء تقريراً مؤرخاً، في وقت سابق، يرصد عمليات هدم الأضرحة والمعالم الدينية والتاريخية والاستهداف المنظم لها من قبل العناصر المتشددة وتنظيمي القاعدة وداعش ومجاميع التحالف السعودي في عدة محافظات يمنية منذ بدء عدوان دول التحالف الذي تقودة السعودية على اليمن في 26 مارس العام الماضي.

يأتي هذا التفجير بعد أيام من قيام عناصر متشددة موالية للتحالف السعودي بالاعتداء على مسجد جمال الدين في قرية الصراري بمديرية صبر الموادم حرقاً، كما تم حرق رفاته بعد استخراجها.