قيادي اخواني اردني عريق يوجه نقدا لاذعا للجماعة: طمعتم بدولة اخوانية ولم تحسبوا كلفة "الربيع"

التغيير بدأ من الاخوان المسلمين من الاساس، برأي قيادي سابق في الجماعة ووزير من وزن الدكتور بسام العموش، والذي يعتبر ان التصعيد من جانب الدولة جاء ردا على ما اقترفته ايدي الجماعة نفسها منذ شعورها بأنها على اعتاب “الدولة الاخوانية ” اثناء الربيع العربي.
 
الرأي السابق جاء قاسيا من وزير معروفة خلفيته الاخوانية، إذ قال في مقال له نشرته صحيفة عمون الالكترونية، إن الاخوان صعّدوا في مرحلة الربيع العربي فعلا وانهم لم يحسبوا كلفة تصعيدهم ومطالبتهم بتغيير المواد الدستورية المعنية بصلاحيات الملك “دون ان يحسبوا من قد يحكم البلاد لاحقا”.
 
وبعد سرد تاريخي قدمه الدكتور العموش في مقاله عن العلاقة بين السلطات الاردنية وجماعة الاخوان المسلمين، معتبرا ان العلاقة اليوم ستدخل “مرحلة جديدة” قال العموش “منذ عام أعني ۱۹۹۷ بدأ الخطاب الإخواني في التغير حيث دخل الحدية والتحدي وصار أقرب لخطاب اليساريين الثوريين!”.
 
وأضاف “حينما حل الربيع العربي على الأمة ظهر خطاب مختلف جداً لإخوان الأردن حيث شعروا بأنهم على أعتاب الدولة الإخوانية وبخاصة بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي في مصر ووجود حماس في غزة وكانت قراءتهم أن تؤول لهم الأمور في تونس وسوريا وليبيا كما شعروا بأن تركيا تقف معهم٬ كل هذا دفع إخوان الأردن لرفع وتيرة الخطاب والتحدي وفرض الشروط٬ وراح واحد منهم يقول: نحن نجلب الغاز المصري للأردن ٬ وراح قائدهم يرفض أي قانون للانتخاب معلناً أن مطلب الإخوان تعديل المواد ۳٤ و۳٥ و ۳٦ من الدستور وهي المواد التي تتعلق بصلاحيات الملك!”
 
وتحدث العموش عن جلسة حضرها شخصيا مع الملك عبد الله الثاني حيث قال الاخير لقائد إخواني: إذا غيرتم فخبروننا كي نغير؟!!، وأضاف العموش “فهمت من ذلك أن الملك يريد الاستمرار في العلاقة على سنن آبائه ملوك الأردن في العلاقة مع الإخوان٬ لكنه سيقرر تغيير ذلك اذا غير الإخوان سياستهم.”
 
وأكد العموش ان الجماعة غيرت طريقتها في التعامل مع المملكة ولهذا كان لا بد من التغيير٬ “لكنه التغيير على الطريقة الأردنية وليس الطريقة المصرية أو السورية أو العراقية أو الليبية. إنها طريقة تتحدث عن حرفية القانون٬ فالإخوان جمعية وحين يصدر قانون للجمعيات ويطلب من الجماعة تصويب أوضاعها وفقه فعليها أن تفعل! تلكأ الإخوان وراح المراقب العام يقول إن الجماعة أكبر من القانون! مما دفع المنشقين عن الإخوان للاستفادة من الفرصة والحصول على رخصة باسم جمعية الإخوان! وهنا وقع الإشكال في وجه الجماعة! فمن هو ممثل الإخوان؟ الجماعة التي تستند الى التاريخ أم الجمعية التي تأقلمت مع الواقع وقنصت الرخصة؟”.
 
واعتبر العموش انه مهما تحدث الإخوان عن مؤامرة أو تسييس فإنهم بلا شك هم الذين لم يفهموا الظروف ولم يحسنوا التعامل معها. مشيرا الى ان الأخطر قد يقع إذا قرر الإخوان المواجهة فإنهم بلا شك سيسارعون الى خط النهاية التي قد تكون سلبية عليهم وهو أمر مبارك دولياً ولن تبكي عليهم دول تعتبرهم جماعة ارهابية وهو ما لا نريده للأردن صاحب السياسة المتميزة.
 
وتوقع في نهاية مقاله الذي بدا صادما في التحليل خصوصا وقد التزم الصمت مدة في الشأن الاخواني “أن يستسلم الإخوان لهذا الأمر ويكتفوا بالإعلان أنهم فكرة والأفكار لا ترخص٬ وأنهم ليسوا مجرد مقار٬ كما إن وجودهم الحزبي قائم عبر الذراع السياسية أعني حزب جبهة العمل الإسلامي وهذا لا يعني توقفهم عن نقد الخطوة الحكومية بل ربما سعوا للقاء جلالة الملك وفي ظني أن الأبواب قد أغلقها الإخوان يوم رفضوا دعوة الملك لهم عام ۲۰۱۳ للمشاركة في الانتخابات”.