حصري- اتفاق "العقبة": قوات أردنية بديلاً للإماراتية في اليمن.. وعتاد قطري

جولة لافتة لولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، إلى المملكة الأردنية أعقبها انتقاله إلى "ابو ظبي" في ظل غياب العاهل السعودي عن البلاد في زيارته لمصر ومن ثم تركيا، وذلك بعد أيام على سحب الإمارات آخر قواتها من اليمن.
 
قال لوكالة "خبر"، مسؤولون يمنيون يوم الخميس 14 أبريل/ نيسان 2016، إن معلومات متواترة تفيد باعتزام الأردن إرسال قوات إلى اليمن، مشيرين إلى أن ذلك هو الركيزة الأساسية لزيارة بن سلمان، إلى عمّان والتي جاءت بعد أيام على انسحاب آخر القوات الإماراتية من مأرب.
 
ووفق المعلومات التي تحصلت عليها "خبر" فإن السلطات الأردنية أبرمت اتفاقاً مع بن سلمان، بشأن ترتيبات لإرسال وحدات من القوات الخاصة إلى اليمن وذلك لسد الفراغ الذي تركه سحب الإمارات لقواتها مؤخراً.
 
وفي التفاصيل فإن زيارة بن سلمان إلى الإمارات "على عجل" جاءت في إطار مساع يبذلها لترميم العلاقات بين البلدين، بعد تصاعد للخلافات في اليمن، وصلت حد سحب الحليف الأبرز للسعودية في حربها على اليمن آخر قواته من مأرب بعد أن نجح ضباط يمنيون في قاعدة "تداوين" العسكرية من فض خلافات وصلت حد أخذ وضعية الاستعداد للاشتباك المسلح بين ضباط الدولتين.
 
وأعلن بيان صادر عن السلطات الأردنية عقب زيارة بن سلمان، أن الجانبان اتفقا على تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى اتفاقات تجارية واستثمارية وأخرى في مجال الطاقة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين لتأسيس صندوق استثماري مشترك.
 
يشار إلى أن تقارير إعلامية أكدت مشاركة قوات أردنية في دعم وحماية عملية الإنزال البحري لقوات عسكرية تابعة للتحالف السعودي، التي جرت على شواطئ "البريقة" بعدن، في يوليو/ تموز من العام الماضي، بعد انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية.
 
وقال مسؤول عسكري يمني على إطلاع لوكالة "خبر"، إن تبني السعودية للإخوان في اليمن، وإعادة دعمهم المالي والعسكري في تعز ومأرب والجوف، وذلك بعد قرار تعيين الجنرال السابق وقائد الجناح العسكري للحركة، علي محسن الاحمر، نائباً لعبدربه منصور هادي وإزاحة خالد بحاح، ضاعف حدة صراعاتها مع الإمارات التي لها موقف معلن تجاه الجماعة.
 
ويرى مراقبون للوضع في اليمن، أنه "لا يمكن قراءة قرار هادي الأخير، إلا كرهان لمرحلة متقدمة من الصراع، ومحاولة لإنعاش وتمكين الإخوان من التواجد على الأرض، خاصة في الشمال، لضمان تكافؤ القوى، بالتوازي مع رسالة سعودية لحليفتها الأبرز في الحرب "الإمارات".
 
وفي انفراد سابق نشرته "خبر"، من مصادر خاصة أنه عند قيام "ضباط عسكريين إماراتيين بتجميع آخر ما تبقى من ذخائر وأسلحة خاصة وعتاد وثلاجات خاصة بالأغذية، حاول السعوديون منعهم من ذلك، بحجة أنها تابعة للتحالف، وليس لدولة الإمارات أي حق في أخذها".
 
وقالت المصادر، إن الأمور تطورت بين الجانبين، وصلت حد الاستعداد للاشتباك المسلح، داخل معسكر "تداوين" الذي يعتبر من أهم القواعد العسكرية لدول تحالف الحرب في مأرب"، وأن عسكريين يمنيين من أبناء المنطقة تدخلوا ونجحوا في إقناع السعوديين بالسماح للقوات الإماراتية سحب آخر معداتها (تشمل ذخائر، وأسلحة خاصة وثلاجات).
وأضافت، أن القوات الإماراتية، غادرت المكان، وغيرت طريق سيرها، حيث توجهت عبر طريق يدعى "خشم الجبل" باتجاه (شرورة، شمال غرب منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية)، وعبرت باتجاه سلطنة عمان، بعد أن امتنعت عن الاقتراب من الحدود السعودية.
 
ووفق المعلومات فلم يتبق للإمارات سوى ذخائر خاصة بمدفعية متوسطة، وثلاجتين خاصتين بالغذاء تركوها في تداوين.
 
في السياق ذاته، قال مصدر عسكري خاص لـ"خبر" للأنباء، إن تعزيزات عسكرية قطرية وصلت منفذ الوديعة في طريقها إلى معسكر "تداوين" بمأرب، وتتشكل من عربات عسكرية وراجمات صواريخ، كبديل للقوات الإماراتية.