بالصور- القاضي وأحفاده "صواريخ سكود".. عندما يتندر "عسيري" بدماء اليمنيين؟
الخبر الأول من اليمن في الوكالات العالمية، يوم الاثنين، كان يعنون قتل غارة جوية للتحالف السعودي قاضياً يمنياً وأفراد أسرته باستهداف السكن الشخصي بالعاصمة صنعاء. لكن هذا لا يمنع متحدث التحالف السعودي "عسيري" من أداء عمله بالطريقة المعتادة "نفى" لشبكة أمريكية مسئولية التحالف وراء الغارة الجوية على منزل القاضي ربيد.
يقول عسيري، هذه المرة أيضاً: نحن لا نقصف منازل، وإنما نبحث عن صواريخ سكود فقط (..)
آلاف اليمنيين قتلوا ودمرت مئات الآلاف من المنازل (أكثر من 350 ألف منزل، بحسب تقرير حديث)، علاوة على المنشآت المدنية وقطاع الخدمات والمشافي والمصانع والمدارس والطرقات... وغيرها، جراء ضربات جوية لطائرات التحالف السعودي منذ مارس / آذار 2015.
ويحتفظ عسيري برواية وحيدة تحيل كل ما يحدث في اليمن إلى مادة للتندر لا أكثر. دماء وأشلاء آلاف اليمنيين شاهد جديد على نوعية خاصة من "إنسانية" حكومات وسلطات (عالم أول) وهي تتعاطى بناءً على الإصغاء المتسلسل إلى تندر عسكري سعودي من بلاد النفط أمام أكوام من الأشلاء الآدمية المترامية عبر مدن وقرى اليمن.
وليس أقل فداحة - مثلاً- أن يعرب بيان مقتضب من البيت الأبيض باسم رئيس الولايات المتحدة "عن القلق إزاء أنباء تحدثت عن مقتل سائق سيارة إسعاف في غارة جوية باليمن" (..) وكأنه غير معني برؤية العشرات من الضحايا في الغارة نفسها من المدنيين والآلاف غيرهم ممن قتلتهم الغارات. السلطات الأمريكية هي، أيضاً، تستثمر في دماء اليمنيين وتبيض جرائم القتل والإبادة اليومية المتواصلة للشهر العاشر توالياً طالما وفر هذا سوقاً حيوياً لمصانع الأسلحة الأمريكية، كما أنها "تطمئن - بهذا التواطؤ والتشارك - "حلفاءها الخليجيين إزاء مخاوفهم من إيران"، مثلاً، أو ما كان.
منظمة العفو الدولية أصدرت تقريرين متتاليين الأسبوع الماضي - صدر الثاني الجمعة- بامتلاك أدلة جديدة والمزيد منها على إلقاء الطائرات قنابل عنقودية محرمة على أحياء سكنية في العاصمة اليمنية صنعاء، في الرد على إنكار ونفي عسيري. قالت أمنستي، إن التحالف السعودي وحده من يملك المقدرة على إلقاء القنابل من الجو. سيبدو نفي عسيري مسموعاً لدى الحكومات الغربية أكثر من تقارير وبيانات وتحقيقات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الإنسانية، ومن المشاهد اليومية على الأرض.
وعلى صلة، أفاد مسؤولان يمنيان في وزارة الدفاع اليمنية لشبكة CNN الانجليزية، أن غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية استهدفت منزل القاضي المسؤول عن محاكمة عبدربه منصور هادي، بتهمة الخيانة، صباح (الاثنين 25 يناير/كانون الثاني 2016).
وقال المسؤولان، إن القاضي يحيى ربيد وزوجته وابنه وابنته وثلاثة من أحفاده قتلوا، فيما أصيب خمسة أفراد من العائلة واثنان من الحراس الذين كانوا في المنزل.
وفي اتصال مع المتحدث باسم قوات التحالف السعودي أحمد عسيري، نفى لـCNN مزاعم بأن الغارة الجوية استهدفت المنزل والمدنيين.
وقال عسيري: "نحن لا نستهدف المنازل. نحن نبحث عن صواريخ سكود، ونحن دائماً نؤكد لا نهاجم المواقع السكنية، بل نهاجم مواقع تخزين صواريخ سكود".
وقالت شبكة CNN الانجليزية، إن القاضي وأفراد عائلته من بين الآلاف من الضحايا المدنيين اليمنيين في هذه الحرب.