السعودية "دعمت" هادي بتدمير أكثر من 350 ألف منزل في اليمن

ينتهج التحالف الذي تقوده السعودية، سياسة تدميرية انتقامية، وضعت المنازل والمساكن في رأس قائمة أهدافها في اليمن، حيث تصاعدت وتيرة الغارات التي تنفذها الطائرات وعمدت تدمير مئات المنازل على رؤوس ساكنيها في عدد من المحافظات، خاصة مناطق الاشتباك الموالية للجيش واللجان الشعبية، في محاولة يائسة لإرعاب السكان بسبب مواقفهم المناوئة للحرب، بهدف دفعهم للوقوف إلى جانب قوات التحالف ومرتزقتها، ما دفع مئات الأسر إلى النزوح من المناطق المستهدفة.

وتبدو آثار الاستهداف ظاهرة للعيان، والتي طالت آلاف المنازل في صنعاء وصعدة وتعز وإب ومأرب وعدن وحجة والحديدة وذمار وعمران وغيرها.. بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية، والأسواق الشعبية، والطرقات العامة، والجسور، والمدارس، والجامعات، والمشافي.

ودخلت السعودية الحرب في اليمن، دعماً لما أطلقت عليه "الشرعية وإعادة عبدربه منصور هادي إلى السلطة". أنتجت خلال 300 يوم تدمير نحو 325.137 منزلاً، وفق إحصاءات نشرتها مراكز بحثية محلية. ولم تتوافر إحصاءات مثبتة بشأن المنازل والمباني المستهدفة، رغم أن العدوان شارف على الاقتراب من إكمال عامه الأول بعد أن تعدى 300 يوم منذ أن بدأ في 26 مارس من العام الماضي.

وخلفت الضربات الجوية أضراراً كبيرة في الأماكن والشواهد الأثرية من مساجد وحصون ومعابد، بما فيها معبد صرواح التاريخي، وسد مأرب، ومدينة براقش، وعرش بلقيس، وقلعة القاهرة في تعز، وصنعاء القديمة، ومدينة كوكبان... وغيرها من الحصون والقلاع.

كذلك قصف طيران العدوان مباني المعاهد المهنية في معظم المحافظات والمجمعات الحكومية.

الشيخ القبلي، الشريف يحيى النمس ـ أحد الذين تعرضت منزلهم للتدمير ـ أكد لوكالة "خبر"، أنه "مهما حاول العدوان ومرتزقته على الأرض أن يجبروهم على تأييده على بلادهم بالغارات الهستيرية، فإنهم لن يتراجعوا عن قرارهم حول سياسة الوطن". وأضاف، أنهم "لن يتنازلوا بشأن تقديم قتلة أبناء اليمن، من النساء والأطفال والأبرياء، إلى العدالة". موضحاً، أنهم "سيقدمون الغالي والنفيس من أجل الوطن".

وقال: "مهما دمّرت قوى العدوان وعاثت في الأرض الفساد، فإن الوطن هو المنتصر"، مشيراً إلى أن "منزله ومنزل إخوانه مثل أي منزل تم تدميره في أرض الوطن". وتوعد في ختام حديثه، بأخذ الثأر من المرتزقة "كونهم أخطر من العدوان"، حد تعبيره.

وأوردت صحيفة الأخبار اللبنانية، في تقرير لها من مأرب، أن إحصاءات محلية تتحدث أن الطيران المعادي استهدف أكثر من 261 منزلاً، تدميراً كلياً، وأكثر من 400 منزل بأضرار جزئية.

ونتيجة الاستهداف المباشر للمنازل، أجبرت مئات الآلاف من الأسر على مغادرة منازلها والنزوح، معظمها في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى للنجاة بأرواحهم من جحيم الغارات السعودية التي تستهدف الحجر والشجر والبشر. وتعاني الأسر النازحة غياب البيئة الآمنة والمستقرة في ظل غياب منظمات الإغاثة الإنسانية من القيام بدورها الأخلاقي والإنساني تجاه معاناة النازحين.

وعلى الرغم من الأرقام المهولة للمنازل التي استهدفها العدوان، فإن استمرار الغارات اليومية على مناطق متفرقة خاصة في مأرب وتعز، يشير إلى ارتفاع أعداد الدمار والخراب، حيث يمعن العدوان السعودي في استهداف المواطنين ومنازلهم.