عراقيل تهدد مفاوضات اليمن في سويسرا
على وقع انتهاكات «التحالف السعودي» وقواته لإعلان الأمم المتحدة وقف إطلاق النار، تواجه الجلسات بين الأطراف اليمنية في سويسرا، عراقيل عدة، أهمها محاولة القفز على البند الخاص بتثبيت وقف إطلاق النار، وسط تأكيدات على تمسك وفد الرياض وهادي، بتطبيق القرار الدولي رقم 2216 كمدخل لوقف الحرب، وهو ما اعتبر محاولة لإعادة الأمور إلى المربع الأول.
وتواصل السعودية، مسنودة بمجاميع من المرتزقة بينهم يمنيون ومغاربة وجنسيات أخرى، محاولات التصعيد، للزحف والتقدم باتجاه منفذ حرض الحدودي، بالتزامن مع استئناف المجاميع الموالية للرياض هجماتها في غير محافظة، خاصة في مأرب وتعز.
مصادر سياسية على اطلاع بمجريات لقاءات سويسرا، أفادت "خبر"، أنه بعد عقد جلستين بين الوفدين، لوحظ وجود تجاوز للبند الخاص بتثبيت وقف إطلاق النار، ومحاولات وفد الرياض وهادي الضغط على الشروع في مناقشة البند الخاص بالمعتقلين، دون النظر في إعلان وقف النار وتثبيته.
وقالت المصادر، إن اتفاقاً مسبقاً برعاية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، يقضي بإحضار كل طرف خبيراً عسكرياً، بغية تشكيل لجنة عسكرية تكون مهمتها تثبيت وقف إطلاق النار ومراقبته. مضيفةً أنه فيما أحضر وفدا المؤتمر الشعبي وأنصار الله خبيراً عسكرياً رفقتهما، فوجئوا بعدم تواجد خبير عسكري في الوفد القادم من الرياض.
وتؤكد المصادر، أن ذلك يؤكد عدم سيطرة وفد الرياض على الأمور في الميدان، وعدم مقدرتها على تنفيذ وقف إطلاق و"أنها لا تملك أي سلطة على مجاميع القاعدة والمتشددين والمرتزقة في الميدان". في الوقت الذي أثبت الوفد اليمني القادم من صنعاء، مقدرته على التواصل في الداخل ومتابعة جميع الجبهات.
وعلمت وكالة "خبر"، أن وفد الرياض وهادي ركز خلال الجلسات على موضوع الإفراج عن المعتقلين، وفي مقدمتهم اللواء ناصر منصور هادي، شقيق عبدربه منصور هادي، واللواء محمود الصبيحي، والعميد فيصل رجب، بالإضافة إلى بعض المعتقلين الذين ينتمون لحزب الإصلاح.
وبحسب المصادر، فإن الحيثيات والمعطيات تؤكد أن التركيز على بند إطلاق المعتقلين وتجاوز ما يسبقه من وقف إطلاق النار وتثبيته تعبر عن نوايا غير صادقة في هذه الجزئية تحديداً، ما يعني أن «التحالف» لا ينوي حقيقةً وقف الحرب على الأرض، وهذا ما ثبت على الواقع من خلال استمرار الغارات ومحاولات الزحف في الطوال وحرض، بالإضافة إلى الهجمات للمجاميع الموالية للرياض في مأرب وتعز.
وتحدثت تقارير، إعلامية أن وفد الرياض وهادي قد أكد خلال المحادثات أن وقف الحرب يتوقف على تنفيذ قرار مجلس الأمن، معتبرةً ذلك يعني أن الطرف الآخر يتعامل باعتباره غير معنيّ بوقف العدوان، وهو يراه وسيلة ضغط لتنفيذ بنود القرار الدولي.
في المحصلة، يمكن القول، إن فريق هادي ومن خلفه السعودية، يحاولان ابتزاز «المؤتمر» و«أنصار الله» لانتزاع عبر المفاوضات ما فشلوا فيه على الأرض.