تقرير- يمنيون يواصلون البحث عن الأمان في جيبوتي
مع تزايد حدة الصراع في اليمن، يواصل اللاجئون عبور خليج عدن إلى جيبوتي المجاورة بحثا عن السلامة والأمان، حيث استقر بعضهم في مخيم "مارزاي" الذي يقع شمال شرق جيبوتي.
وعلى الرغم من التضاريس القاسية والشمس والرياح والغبار والعواصف الرملية الحارقة، إلا أن المخيم يعتبر بمثابة فرج لهم مقارنة مع القنابل والقصف في موطنهم اليمن.
لعدة شهور، شهد حسن وعائلته الغارات الجوية على مدينتهم تعز، جنوب غرب اليمن، وكانوا يخشون نقاط التفتيش على الطرق المؤدية من وإلى المدينة، كما وأثرت التفجيرات المستمرة على أطفاله الستة الذين كانوا يبكون طوال الليل.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي اقتربت القنابل من عائلته، وأدت إلى مقتل بعض أقاربه:
"لقد أصيب منزلنا في تعز بصاروخ وقتلت زوجة أخي وأحد أبنائها، وأصيب ابن شقيقي الآخر بجروح وأصبح أعمى. وهو لا يزال في المستشفى وأخي بجانبه."
وقرر حسن وعائلته عبور خليج عدن متوجهين إلى جيبوتي، وهي بلد صغير في القرن الأفريقي.
ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد وصل هناك أكثر من 28 ألف لاجئ ومهاجر منذ بدء الصراع في اليمن في آذار مارس الماضي.
وقد استقر ما يقرب من 3000 لاجئ في مخيم "مارزاي"، حيث تقوم المفوضية وشركاؤها بمساعدة اللاجئين من خلال تقديم المساعدات المنقذة للحياة، مثل المأوى والمياه والغذاء والحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
ومع ذلك، فإن الظروف البيئية القاسية في وطنهم الجديد فضلا عن درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية، تساهم في صعوبة تكيفهم:
"في هذه الخيمة، الجو حار جدا، تشعر بهذا على الفور. وعلاوة على ذلك، إنها صغيرة، ونحن عائلة كبيرة، إننا جميعنا نعيش هنا."
ولا تزال ذكريات الحرب في وطنهم تطارد هؤلاء اللاجئين، ويصف عبد الرحمن منوار، وهو موظف في مفوضية شؤون اللاجئين أحوال اللاجئين القادمين، ويقول:
"لدينا العديد من اللاجئين الذين وصلوا مؤخرا إلى المخيم، وكلما نتحدث إليهم نرى على وجوههم الصدمات التي شهدوها."
وفيما يحتدم الصراع في اليمن، تمتلئ القوارب باللاجئين التي تصل إلى شواطئ جيبوتي، حيث من المتوقع أن يفر الآلاف جراء ذلك.
وتخطط المفوضية حاليا لتوسيع مخيم مارزاي، ولكن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم، للعائلات المتواجدة هنا وتلك التي ستأتي.