وكالة الفاتيكان: طيران التحالف السعودي قصف كنيسة الحبل بلا دنس الكاثوليكية في عدن (تقرير)
أفادت وكالة فيديس الفاتيكانية، بتعرض كنيسة الحبل بلا دنس الكاثوليكية في مدينة عدن، جنوب اليمن، لقصف من قبل طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ما ألحق بها أضراراً جسيمة، لكنها لم تُدمّر بالكامل.
وبحسب الوكالة ذاتها، فإن الكنيسة قد احتلت، في وقت سابق، من قبل الحوثيين وخرّب داخلها.
يذكر أن كنيسة الحبل بلا دنس قد شيدت عام 1960، وتعد إحدى دور العبادة الثلاث المتوافرة للكاثوليك المقيمين في اليمن والذين يتألفون بمعظمهم من عمّال مهاجرين من الهند. هذا ولم يبق حالياً سوى واحد من أربعة كهنة هنود مكلفين بالخدمة الرعوية للجماعة الكاثوليكية المحلية، فيما قررت راهبات الأم تريزا العشرون الموزعات ضمن أربع جماعات البقاء للاعتناء بالمسنين والمعوقين والمرضى.
وبنى المسيحيون في القرنين التاسع عشر والعشرين - إبان الاحتلال الإنجليزي - عدداً من الكنائس بمدينة عدن، منها كنيسة سانت أنتوني بمنطقة التواهي، كنيسة سانت ماري جاريسن الواقعة على تلة جبل في منطقة كريتر، وكنيسة سانت جوسيف في منطقة كريتر، كنيسة سانت أندروز القريبة من مطار عدن، كنيسة البادري في كريتر، كنيسة "راس مربط" وعيادتها الطبية بمنطقة التواهي. بعض هذه الكنائس مازال قائماً، والبعض تحول إلى مرافق حكومية.
وتحدثت مصادر إعلامية، أن عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة اقتحمت، الجمعة 31 يوليو/تموز، كنيسة البنجسار الكاثوليكية في التواهي بمدينة عدن، والتي يعود بناؤها إلى منتصف القرن الماضي.
وأضافت المصادر، أن محتويات الكنيسة تعرضت للنهب من قبل المقتحمين، دون أن تشير المصادر إلى حقيقة ما إذا كان المسلحون قد انسحبوا من الكنيسة أم لا يزالون فيها.
وتعرضت العديد من المعالم الأثرية والمباني القديمة ذات الطراز المعماري المُميز والفريد بمدينة عدن التي يعود تاريخها لحقبة الاحتلال الإنجليزي لليمن "1839 – 1967"، للدمار والخراب جراء غارات تحالف العدوان السعودي على اليمن وجراء المواجهات والقصف المتبادل بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة ومقاتلي القاعدة المسنودين بلجان هادي من جهة أخرى، من بينها المتحف الحربي، والمكتبة الوطنية بعدن "مكتبة الفقيد باذيب" التي تضم بداخلها الآلاف من الكتب القديمة والأرشيف الثقافي الريادي للمدينة، وكذلك مبني الضرائب الذي كان يضم مدرسة لليهود في عدن، ومبنى الشاعر الفرنسي "رامبو" ، ومسجد الشنقيطي التاريخي.
كما تعرضت صهاريج عدن لأضرار فادحة "حيث كانت هذه الصهاريج تحمي عدن من سيول الأمطار ويعود تاريخ اكتشافها إلى الاحتلال البرتغالي"، وتضرر مبنى المجلس التشريعي في كريتر جراء قصف مبنى التأمينات المجاور له.
وكانت مقاتلات العدوان السعودي استهدفت، السبت 11 يوليو/ تموز ، بغارة جوية، بوابة رصيف السياح التاريخية بمدينة عدن ما تسبب في تدمير البوابة التاريخية بشكل شبه كلي، ويعود تاريخ بناء البوابة ورصيف السياح السياحي الى عهد الاحتلال البريطاني في أبريل 1919م، وكانت البوابة الرئيسيه لميناء عدن.
كما استهدفت طائرات العدوان، الأحد 21 يونيو/ حزيران، بعدة غارات قلعة صيرة الأثرية ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من القلعة التي تعد أحد أبرز المعالم التاريخية في عدن والتي يعود تاريخ بنائها للقرن الحادي عشر الهجري.
ولطالما اعتبر مراقبون، عدن مدينة التعايش الحاضنة للحوار بين الأديان والثقافات بها حوالى 112 ديانة وطائفة، تعايشت كل الديانات في هذه المدينة بسلام ومحبة على بعد أمتار فقط من المسجد الإسلامي كان هناك المعبد اليهودي والكنيسة الكاثوليكية.
وتواصل مقاتلات العدوان السعودي استهداف المعالم التاريخية اليمنية، ضاربة عرض الحائط ومتحدية النداء العالمي الذي أطلقته منظمة اليونسكو مؤخراً لحماية المعالم الأثرية والمواقع التاريخية من الاستهداف والتدمير، حيث استهدف العدوان منازل مدينة صنعاء القديمة وسد السبئيين بمأرب ودار الحجر الشهير في همدان بصنعاء، و"جرف أسعد الكامل" الأثري الشهير بإب، ومتحف ذمار الإقليمي، وقلعة القاهرة بتعز، وقلعة باجل التاريخية، ومدينة براقش بالجوف وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف الأثرية، بالإضافة إلى استهداف الشعب اليمني أرضاً وإنساناً وتدمير البنى التحتية، مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.