اليمن.. صور وإثباتات وشهادة خبراء: هذه هي "الأسلحة الغامضة" التي استخدمتها طائرات التحالف السعودي في "مذبحة المخا"
جريمة إبادة جماعية - جديدة ومضافة إلى عشرات سابقة- بحق المئات من المدنيين اليمنيين في مجمع سكني عمالي بمدينة المخا الساحلية، مساء 25 يوليو / تموز 2015، إن لم تكن هي الأسوأ والأكثر دموية وتوحشاً منذ انطلاق العمليات الحربية والحملة الجوية على اليمن من قبل تحالف عسكري عربي بقيادة المملكة السعودية في 26 مارس / آذار.
فاجعة مقيمة
لم تتخفف بعد مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر -غرب- وأخواتها اليمنيات المكلومات في سائر المدن والمحافظات، من فاجعة مذبحة المدينة السكنية الخاصة بعمال محطة توليد الكهرباء البخارية التي قصفتها طائرات التحالف العربي السعودي عبر غارات جوية متتابعة (من9 - 11 غارة) دمرت المجمعات السكنية على رؤوس السكان من العمال والمهندسين وعائلاتهم وأقارب لهم قدموا إليهم من تعز هرباً من الصراع المسلح، وقضى معظم الضحايا حرقاً، وتمزقت الأجساد، وتناثرت أشلاء في الأرجاء وتحت الأنقاض بفعل نوعية الأسلحة الفتاكة والقنابل الحارقة المتطايرة، علاوة على العشرات من الإصابات الخطيرة بحروق عميقة، وتشوهات، وفقد المعظم من الضحايا شهداء وجرحى أعينهم (..)
نحو 120 من الشهداء أقيمت، الأحد، لعدد كبير منهم - أكثرمن 50 جثة- مقبرة جماعية في المدينة، وفضل أقارب البقية من الشهداء العودة بهم إلى قراهم ومسقط الرأس في محافظات يمنية مختلفة ليدفنوا قريباً من الأهل. وضعف العدد، تقريباً، من الجرحى والمصابين، هي حصيلة كارثية لواحدة من جولات وجرائم متوالية حرب الإبادة الجماعية لليمنيين على مرأى من العالم الغارق في متابعة صامتة لمحرقة حية ومباشرة تفتك بالبشر والمقدرات والحياة طوال 4 أشهر في اليمن (الفقير) أمام تحالف أغنياء وأثرياء العرب والعالم.
الأسلحة الغامضة.. شهادة خبير عسكري
الأسلحة الغامضة التي كانت تصفها وتشير إليها شهادات وإفادات جمعتها وكالة "خبر"، ونشرتها تباعاً عقب وقوع القصف والمذبحة، وتخلف أجساداً متفحمة ومشوية، وتفقد الضحايا أعينهم خصوصاً كما هو واضح في الصور المنشورة والمتداولة، وقال لـ"خبر" للأنباء، مسعفون ومصادر طبية في وقت سابق، إن أطفالاً ونساءً وغيرهم من الضحايا فقدوا أعينهم جراء قنابل غامضة تطايرت من أسلحة اسطوانية ألقتها الطائرات على المجمع السكني، تلك الأسلحة الغامضة ليست سوى قنابل فتاكة وقاتلة أمريكية الصنع كما كشف لنا، الاثنين، خبير أسلحة وعسكري يمني.
من واقع صور لمخلفات وبقايا أجزاء من الأسلحة أسطوانية الشكل قصفت بها المدينة السكنية، وأجسام قنابل حارقة صغيرة الحجم - من التي لم تتفجر- تطايرت عن تلك الأكبر حجماً، وبالاعتماد على المعلومات المدونة على السطح الخارجي للقطع المعدنية الصلبة أسطوانية الشكل وكبيرة الحجم، ومن خلال الأثر التدميري الحارق والقاتل الذي حدث عنها، يوضح خبير عسكري يمني في إفادات حصرية لوكالة "خبر"، أن المدينة قصفت بقنابل عنقودية أمريكية الصنع وذات أثر تدميري مميت وحارق في اتجاهات واسعة من المكان المستهدف.
يقول الخبير العسكري: إن "مقاتلات العدوان السعودي ألقت قنابل عنقودية - محرمة على مدينة العمال في المخا مساء الجمعة 25 يوليو".
ويتابع: "في ضوء ما يعطيه الشكل الأسطواني - مرفق صور- لجسم السلاح الذي ألقته الطائرات وما تطايرت عنه بعد انقسامه من قنابل نارية مميتة وواسعة الأثر والانتشار، فإننا نتحدث هنا عن قنابل عنقودية محرمة أمريكية الصنع، معروفة ضمن صنف القنابل العنقودية (CBU – 58)، وتنقسم إلى شطرين لتتطاير عنها مئات القنابل، وتصل حمولة الواحدة منها إلى 650 قنبلة، كل قنبلة تحتوي على كمية من حبيبات التيتانيوم الحارقة".
ويلفت إلى أن "الغرض المحدد لهذه النوعية من القنابل هو إحداث أضرار واسعة وسريعة وآثار مطلوبة في وقت وجيز جداً وتتفاعل أكثر في المواقع والأماكن المستهدفة سريعة الاشتعال".
جرائم حرب وإبادة.. توثيق دولي
مختصون أضافوا في حديث مع "خبر" للأنباء، أن مدينة صعدة ومدينة صنعاء ومدينة تعز - على وجه التحديد وفي ضوء التوثيق الناجز- قصفت خلال الأسابيع الماضية بقنابل عنقودية مشابهة، جاءت على ذكرها وتوثيقها تقارير دولية مفصلة - بالشهادات والصور ونتائج التحاليل والاختبارات- أصدرتها منظمة العفو الدولية بالخصوص في تقريرها الأوسع قبل بضعة أسابيع ونشرته على موقعها في شبكة الانترنت (اقرأ نص التقرير) وطالبت بالتحقيق مع مسئولين سعوديين على خلفية التحقيقات المثبتة إزاء جرائم حرب وقتل مدنيين يمنيين وسكان وقصف منازل وأحياء وأهداف غير عسكرية. علاوة على تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش في الاتجاه نفسه (اقرأ إفادات هيومن رايتس ووتش).
مشاركة أمريكية
يصل الحديث إلى التأكيد على أن "الولايات المتحدة مشاركة في قتل وإحراق مئات اليمنيين أحياءً، عبر تزويد العدوان السعودي بالقنابل المحرمة والأسلحة المميتة لاستخدامها ضد المدنيين والعزل وفي قصف الأسواق والمنازل والتجمعات الأهلية والسكنية".
نظرة في مراجع متخصصة
يرد في مراجع أمريكية متخصصة، عبر مواقعها في الانترنت، بشأن النوعية المذكورة من القنابل (مرفق صور):
"وحدة القنابل العنقودية من نوع CBU – 58:
استخدم في حرب الخليج عدد 17831 وحدة عنقودية منها.
وتستخدم هذه الوحدات موزع القنابل من نوع (SUU – 30) وهو عبارة عن اسطوانة معدنية، تنقسم طولياً إلى جزئين، ويتصل النصفان معاً بعد تعبئتهما بالذخيرة المطلوبة. وبواسطة أربعة زعانف من الألمنيوم مثبتة بزاوية 90 درجة على مؤخرة الموزع، ومائلة مع المحور الطولي بزاوية 1.22 درجة. أو يأخذ المستودع حركته الدورانية البريمية المتزنة عند سقوطه.
وبعد الإسقاط من الطائرة يبدأ مسمار التعمير في تشغيل المفجر ذي دائرة التأخير. والتي تبدأ في الوقت المناسب بفتح مقدمة الموزع، وبواسطة الهواء المندفع من مقدمة الموزع المفتوحة، يتم فصل نصفي الموزع الطوليين. وفي الحال يتم خروج وتوزيع حمولة الموزع من القنابل الفرعية التي تنتشر في مساحة كبيرة.
الوزن: 800 رطل، الطول: 93 بوصة"