وساطة قبلية لاستعادة أسلحة للجيش اليمني سيطر عليها متشددون بمأرب

ذكرت مصادر قبلية في محافظة مأرب، أن وساطة قبلية تدخلت لمحاولة اقناع متشددين سيطروا على أسلحة تابعة لكتيبة تتبع اللواء 62 مطلع يناير الجاري، اعترضوا طريقها في مديرية مدغل، أثناء قدومها من شبوة إلى العاصمة صنعاء.

وقالت المصادر إن عدداً من المشايخ القبليين يبذلون مساعيهم من لإقناع المسلحين المتمركزين في منطقتي نخلا والسحيل، وهم من الموالين لحزب الإصلاح (الجناح السياسي للإخوان) في إعادة الأسلحة التي تتضمن عدداً من الدبابات وراجمات الصواريخ والعربات والأطقم العسكرية.

وكانت مصادر عسكرية تحدثت لوكالة "خبر" عن تجهيز قوة من ألوية الاحتياط لاستعادة تلك الأسلحة، إلا أن تدخلات قبلية التزمت القيام بالوساطة وإقناع مسلحي الإصلاح بإعادتها.

وتشهد المحافظة احتشاداً للآلاف من المسلحين القبليين التابعين لأنصار الله أو ما يعرف باللجان الشعبية، وكذا الموالين لحزب الإصلاح فيما كانت الشرطة العسكرية قامت بسحب الأفراد الذين كانوا يتمركزون في مناطق التماس بين الطرفين والطريق الواصل بين مفرق الجوف ومأرب، وهو ما زاد من احتمالات تفجر الوضع بأية لحظة.

وكان عدد من مشايخ قبائل "جهم" في مقدمتهم الشيخ محمد الزايدي، تمكنوا الجمعة من إقناع مسلحين من القبيلة ذاتها محسوبين على جماعة أنصار الله بالنزول بعد أن كانوا قد سيطروا على جبل هيلان، في المنطقة، وعقد لقاء لقاء قبلي بمنطقة صرواح، أكد فيه المجتمعون على حماية المنطقة والتأكيد على عدم السماح باندلاع مواجهات.

ويبدي اليمنيون قلقهم من احتمال اندلاع المواجهات في مأرب، ما ينذر بدخول البلد أزمة خطيرة بسبب الأهمية الاقتصادية التي تتمتع بها المحافظة، كونها مصدر النفط والغاز، والكهرباء..

وقال مدير مديرية مدغل الجدعان غالب كعلان: "إن النقاط الأمنية التي كانت تتبع الشرطة العسكرية بالمديرية انسحبت منها بالكامل وبشكل مفاجئ".

وأوضح كعلان في تصريح لوكالة "خبر"، أنه "عقب انسحاب قوات الشرطة العسكرية حاول مسلحون من حزب الإصلاح التقدم من جهة الغرب باتجاه المديرية فيما حاول مسلحون من جماعة أنصار الله التقدم من جهة الغرب؛ إلا أنه قام بالتدخل مع عدد من مشايخ القبائل ومنعوا أي تقدم لمسلحي الطرفين".

وأشار إلى أن "المديرية قامت بتوزيع عدد من أبنائها على النقاط التي انسحبت منها الشرطة العسكرية"، مضيفاً أن "السبب الفعلي لانسحاب الشرطة العسكرية لم يعرف حتى الوقت الحالي (صباح السبت).

وأضاف، أن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أحمد سيف اليافعي تم إبلاغه بإرسال تغذية وكافة المستلزمات الأخرى لأبناء المديرية الذين قاموا بتغطية فراغ انسحاب الشرطة العسكرية؛ إلا أنه لم يتجاوب معهم حتى الوقت الراهن (صباح السبت).

في السياق أكد رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة الشيخ عبدالواحد القبلي، أنهم سيكونون الدرع الحصين لمنع دخول أي مليشيات مسلحة من أي طرف لمأرب.. موضحاً، أن هناك مساعي لتهدئة الوضع، وحماية الثروات الاقتصادية التي تعتبر ملكاً للشعب بأكمله.

وقال القبلي، إن كافة قبائل ومشايخ مأرب، من مختلف القوى السياسية سيكونون درعاً لحماية مصالح الشعب، ويمنعون دخول أي مليشيات مسلحة، لافتاً الى أنه تواصل مع بعض القيادات العسكرية في قوات الاحتياط، ونصحهم بانتظار نتائج الوساطة القبلية بين الدولة والمسلحين الذين استولوا على اسلحة الكتيبة العسكرية التابعة للواء62 احتياط (حرس جمهوري سابقاً).

واشار الى ان اندلاع اي مواجهات في محافظة مأرب ستكون نتائجها مأسوية ومدمرة للموارد الاقتصادية في المحافظة.

وناشد القبلي رئيس الجمهورية بان يتحمل المسؤولية وان مأرب جزء لا يتجزأ من بقية محافظات الجمهورية، وأن يوجه القوات المسلحة لتتولى حماية المحافظة وثرواتها الاقتصادية.

إلى ذلك قال الناطق باسم أنصار الله محمد عبدالسلام ان مسلحي الجماعة ليس لديهم خوف من خوض معركة في محافظ مارب. مؤكدا أنه هناك تجمعات للقاعدة والتكفيريين في مأرب بدعم من قيادة حزب "الإصلاح" ولديهم معسكرات للتدريب.

وأفاد عبدالسلام، في تصريح لصحيفة السياسة الكويتية "نحن حالياً نناقش مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة في القيام بواجبها في إزالة هذه البؤر الإرهابية، وإلا فإن المواجهة مع تلك العناصر ستكون ممكنة وليس لدينا خوف من خوض معركة ضدها لكن بلادنا بحاجة إلى تحرك وطني واسع للقضاء على الإرهاب في أي مكان من اليمن".

"البيان الأخير".. جماعة الحوثي تستنفر الشركاء والغرماء باتجاه معركة مأرب

لجنة رئاسية يمنية برئاسة وزير الدفاع للنظر في معالجة قضايا مأرب والجوف