حرب "أرحب" تنسف التفاهمات بين الإصلاح وأنصار الله في اليمن

أعادت تطورات الوضع الذي تشهده منطقة أرحب، الصراع بين جماعة أنصار الله وحزب الإصلاح، بعد تفاهمات بين الطرفين تم الإعلان عنها مؤخراً، والتي جاءت بعد زيارة وفد رفيع من حزب الإصلاح إلى صعدة ولقائه بالسيد عبدالملك الحوثي.

وأعلن الطرفان، أواخر نوفمبر، عن التوصل إلى تفاهمات الاتفاق على استمرار التواصل لإنهاء كافة أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية".

مساء الأحد، شن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، زيد الشامي، هجوماً لاذعاً على أنصار الله، معبراً عن اعتذاره لكل من اعترض على فكرة التصالح بين الطرفين، متهماً إياهم بعدم البدء بأي خطوات جادة لمعالجة تجاوزات الماضي، بل استمرت اعتداءاتهم في أكثر من منطقة.

وقال الشامي، في منشور على صفحته في "فيسبوك": إنه تم تكليفه بالنزول إلى صعدة، من قبل قيادات الحزب، "بعد أن عرض السيد عبدالملك الحوثي، رغبته في التعاون والتعايش مع الإصلاح، وهناك أبدى الجميع رغبتهم في التعايش وطي صفحة الماضي، والتعاون في بناء اليمن بالشراكة مع كل المكونات السياسية، مع العمل لمعالجة كل تداعيات الصراع والحروب في الفترة الماضية."

وشهدت أرحب، المتاخمة للعاصمة صنعاء - التي تعد من أهم معاقل "الإخوان" ويتواجد فيها بعض القيادات القبلية والدينية - معارك عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها أنصار الله من السيطرة على معظم المناطق، وأسر عدد من المسلحين الموالين للجماعة.

وذكرت مصادر محلية، أن أنصار الله، فجروا مقراً تابعاً للقيادي الإصلاحي منصور الحنق في المنطقة.

وكشفت مصادر قبلية لوكالة "خبر"، في وقت سابق من يوم السبت (أمس)، عن مساعٍ قبلية لإبرام اتفاق بين الطرفين، مشيرةً إلى أن أنصار الله فرضوا سيطرتهم بعد انسحاب مقاتلي الإصلاح من معظم المناطق.

وقال القيادي الإصلاحي زيد الشامي: "وأخيراً وافق أبناء أرحب على تجنيب بلادهم المواجهة المسلحة والصراع مع جماعة الحوثي بناءً على جهود لجنة الوساطة، إلا أننا تفاجأنا بعد دخولهم المنطقة قيامهم بتفجير المساجد ودور القرآن ومقرات ومنازل الإصلاحيين، وهذا يدل على أن دعوات السلم والشراكة والتعايش التي ينادون بها ليست جادة، أو أن قرارهم ليس بيدهم!!".

وأضاف: "إنني أبرأ إلى الله من كل الاقتحامات والانتهاكات والتفجيرات التي وقعت وتمارس، وأسأل الله القوي الجبار أن ينتقم من كل طاغية وظالم".

وقال: "إن ما يتم على أرض الواقع خيّب الآمال".. معرباً عن اعتذاره لكل من أيد اللقاء بالجماعة، أو أولئك الذين هاجموه بسبب مشاركته في لجنة الوساطة بين الطرفين.. وأردف: "اعترف أنهم كانوا على صواب في عدم ثقتهم بحسن النوايا، ولكن يكفينا أننا ارتفعنا فوق الجراح واستجبنا لدعوات التعايش وتعاملنا بمصداقية".

وأعلن الناطق الرسمي باسم أنصار الله، رسمياً، تطهير أجزاء واسعة من المناطق التي كان يسيطر عليها عناصر وصفها بـ"الإجرامية" قال إنها مارست العدوان المتكرر في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.

وأوضح محمد عبدالسلام، في بيان له نشر مساء السبت، أن هذا التحرك يأتي في إطار مواجهة التحدي الأمني الذي سبق وكشفت عنه اللجنة الأمنية العليا في تقارير كثيرة، عن وجود خلايا منظمة تتبع عناصر ما يسمى بالقاعدة تنطلق وتتحرك من منطقة أرحب باتجاه أمانة العاصمة لممارسة عملية الاختطافات وتنفيذ عدد من الاغتيالات والتفجيرات.

وأكد، أن افتعال المشكلة في أرحب، جاء بعد تحركات واسعة لمن أسماهم "التكفيريين" ونصب نقاط وممارسة الاعتداءات، في محاولة منها لإضفاء طابع أمني غير مستقر في اليمن والعاصمة صنعاء بالذات، ولهذا كان التحرك الحاسم أمراً مطلوباً من الجميع – حد تعبيره.

وأضاف، أن "اللجان الشعبية والقوات المسلحة، وبعد فرار تلك العناصر الإجرامية، وجدوا خلال المواجهات الأخيرة عدداً من معامل التفجير وتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة سيتم الكشف عنها في وقت لاحق"ـ حسب قوله.