ثمانية أيام تفصلنا عن هبَّة قد تتحوَّل إلى كفاح مسلح في الجنوب

تفاعلت القبائل والتنظيمات السياسية في المحافظات الجنوبية والشرقية مع دعوة قبائل حضرموت لتنفيذ هبَّة شعبية في الـ20 من ديسمبر الجاري رداً على مصرع شيخ قبائل آل حموم المقدم سعد بن حبريش مطلع الشهر الجاري، وحثت أبناءها على الاستعداد للمشاركة في هذه الدعوة . وقد تمثل هذه الدعوة بداية للكفاح المسلح الذي حاولت فصائل الحراك الجنوبي، التي تقود مطالب الانفصال عن الشمال، الابتعاد عنه والحفاظ على سلميتها ودأبت خلال سنوات على إقامة فعاليات سلمية لم يخلُ كثير منها من العنف وسقوط القتلى والجرحى. وظهر ذلك في تصريحات قوى في الحراك الجنوبي التي اعتبرتها بداية من اجل استعادة دولتهم التي كانت قائمة على قبل عام 1990م. ويفصلنا عن هذه التحركات التي دعت لها قبائل حضرموت 8 أيام، في حين لم تصدر فيه اي ردود فعل رسمية او عسكرية. ولم تحاول قبائل جنوب اليمن خلال السنوات الماضية الظهور على الساحة السياسية أو المشاركة في فعاليات الحراك بصفتها القبلية، سعياً منها للحفاظ على الطبيعة المدنية للمحافظات الجنوبية والشرقية وتمييزها عن محافظات الشمال بابتعادها عن القبلية. وترى قبائل المحافظات الجنوبية والشرقية ان لقاء حضرموت قد اعاد لهم هيبتهم وقوتهم، بعد سنين من التهميش والإقصاء منذ حرب صيف 1994م.. مؤكدين في بيانات منفصلة لهم انه حان للقبيلة في الجنوب ان تحفظ كرامة اهلها وتدافع عن سياج الوطن واهله ووقف الانتهاكات والاغتيالات المستمرة. وكان شيخ قبائل ال حموم سعد بن حمد بن حبريش واثنان من مرافقيه لقوا مصرعهم في اشتباكات مع افراد احدى النقاط الامنية عل مدخل مدينة سيئون في الثاني من الشهر الجاري. وازاء ذلك تداعت قبائل حضرموت، الثلاثاء، الى وادي نحب في غيل بن يمين للمشاركة في لقاء يناقش موقفهم من اغتيال شيخ قبائل الحموم سعد بن حبريش قبل اسبوع برصاص جنود من قوات الامن الخاصة. واقر اللقاء الزام الحكومة اليمنية والجيش برفع كافة النقاط الأمنية والعسكرية المتواجدة في حضرموت وتسليم كافة مهام الأمن العام والشرطة إلى أبناء حضرموت وتمكينهم من القيام بمهام حماية الشركات النفطية في حضرموت. ووجه اللقاء الدعوة إلى هبة شعبية في عموم مدن محافظة حضرموت في الـ 20 من ديسمبر الحالي ولا تنتهي ولا تتوقف إلا بسيطرة أبناء حضرموت على كافة شئون المحافظة بحيث يتم التنسيق لهذه الهبة الشعبية مع قيادة يتم اختيارها في هذا اللقاء الذي عقد، الثلاثاء، في حال ما لم تستجب الحكومة اليمنية لما تم طرحه من مطالب . ولوَّح نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض بإمكانية استخدام "الكفاح المسلح" من اجل استقلال الجنوب، مبرراً ذلك بزيادة حدة الاغتيالات والقتل التي طالت الجنوبيين . واشار مصدر في الحراك الجنوبي لوكالة "خبر" للأنباء إلى ان وحدة الصف الجنوبي التي افتقر لها الحراك قد تتحقق بهذه الدعوة.. لافتاً الى ان هناك استعدادا كبيرا بين الجنوبيين من اجل تلبية الدعوة والمشاركة في اخراج ما اسماه "قوات الاحتلال الشمالي".