دماء وأشلاء في "بيت الدفاع" بصنعاء.. ما الذي حدث؟

تضاربت الأنباء حول عدد ضحايا تفجير مجمع وزارة الدفاع "العرضي" في العاصمة صنعاء، الخميس، فبينما تحدثت مصادر إعلامية، مختلفة عن 20 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً، قالت مصادر رسمية، إن جميع منفذي العملية، قد سقطوا خلال الاشتباكات التي أعقبت التفجير، مشيرةً إلى أنه تم نقل المصابين، والوضع تحت السيطرة. وأشارت مصادر خاصة، لوكالة "خبر"، إلى أن عدد القتلى تجاوز 25 شخصاً وأكثر من 80 جريحاً، حسب إحصاءات غير مؤكدة رسمياً. وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها "خبر"، فإن شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي قد نجا من الحادثة، وكان يرقد في المستشفى التابع لوزارة الدفاع، بينما لقي عضو لجنة الانضباط والمعايير بمؤتمر الحوار الوطني القاضي عبدالجليل نعمان مصرعه، هو وزوجته، في الحادثة. وقالت المصادر إن القاضي عبدالجليل نعمان وزوجته كانا يجريان فحوصات طبية في المستشفى، وقُتلا جراء الأحداث التي وقعت الخميس داخل مجمع وزارة الدفاع. وقالت مصادر طبية، إن من بين الضحايا مدير منظمة «GIZ» الألمانية في اليمن، وأفراد الطاقم الطبي الصيني، بالإضافة إلى فلبينية. حجم الكارثة لم يظهر.. ومنذ صباح الخميس، وحتى بعد الظهيرة، لا تزال الأنباء المتواردة، تظهر حجم الكارثة التي تجاهلها الإعلام الرسمي، إلى ما بعد نحو ساعتين على الحادثة، لتنشر الوكالة الرسمية، خبراً قصيراً نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع قولها، إن انفجاراً استهدف مبنى مجمع الدفاع، مؤكدةً أن الوضع تحت السيطرة. لكن مصادر مختلفة أشارت إلى أن ثلاثة أشخاص من المهاجمين لا يزالون على قيد الحياة تم احتجازهم لدى الأمن، فيما تحدثت أنباء عن فرار شخصين، إلى احد المباني المجاور، مشيرةً إلى أنهما ما زالا محاصرين من قبل قوات الأمن. وبثت القنوات التلفزيونية، مقاطع مرئية، أظهرت حجم الدمار المادي، الذي لحجم بالمباني التابعة لمجمع وزارة الدفاع، وصور للقتلى بعضهم تطايرت أشلاؤهم جراء التفجير. تفاصيل الحادثة.. وكانت مصادر كشفت بعضاً من تفاصيل الانفجار الذي هز مجمع وزارة الدفاع اليمنية "العرضي" صباح الخميس، وسمع دويه في أرجاء متعددة من العاصمة صنعاء. وقالت المصادر: إن انفجارين وقعا، الأول في البوابة فيما وقع الثاني أمام المستشفى ومبنى الدائرة المالية. وبحسب المصادر فإن سيارة إسعاف على متنها أشخاص يرتدون "البزات العسكرية" تمكنت من الدخول من بوابة المجمع، بحجة وجود مريض سيتم إدخاله إلى مستشفى مجمع وزارة الدفاع "العرضي". وأضافت المصادر لوكالة "خبر" أن السيارة انفجرت فور وصولها أمام مقر المستشفى التابع لوزارة الدفاع والدائرة المالية، مشيرة إلى أن عدداً من المسلحين يرتدون "البزات" العسكرية، كانوا قد نزلوا من على متن السيارة، ودارت اشتباكات عنيفة أعقبت الانفجار بينهم وبين حراسة المبنى، فيما وقع الانفجار الثاني بعده بلحظات أمام البوابة. وتحدثت مصادر، عن سيارة مفخخة، كانت وحدات أمنية تطاردها، انفجرت أمام بوابة وزارة الدفاع، اعقبتها اشتباكات عنيفة. وأدى الانفجار إلى تحطم زجاجات عدد من المنازل، وسط حالة من الخوف، والهلع أصابت المواطنين، القاطنين بالقرب من مجمع الدفاع، وفق روايات شهود عيان لوكالة "خبر". تقرير خلال 24 ساعة.. إلى ذلك وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة تحقيقات عاجلة، بشأن التفجيرات، التي شهدها مجمع وزارة الدفاع "العرضي"، على أن ترفع تقريرها خلال 24 ساعة. وتتكون اللجنة الرئاسية من رئيس هيئة الأركان العامة ونائبه ورئيس هيئة العمليات ورئيس هيئة الاستخبارات. وكان الرئيس هادي قد قام بزيارة الى مبنى مجمع الدفاع، عقد خلالها اجتماعاً ضم رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، والمفتش العام في القوات المسلحة اللواء الركن محمد علي القاسمي, ونائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن عبد الباري الشميري، ورئيس هيئة العمليات اللواء الركن الدكتور ناصر عبدربه الطاهري، وعدداً من القيادات العسكرية. واطلع رئيس الجمهورية خلال زيارته لغرفة العمليات والسيطرة على تداعيات وحيثيات الاعتداء الارهابي على مستشفى مجمع الدفاع العرضي. انتقال نوعي ... ويرى العديد من المحللين السياسيين والمراقبين للشأن اليمني، أن العملية تعطي مؤشراً لتطور نوعي في العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصر تنظيم القاعدة. ويربط المراقبون بين احداث الخميس، داخل مجمع وزارة الدفاع، وأحداث اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت، 30 سبتمبر الماضي، حيث تقدمت مجموعتان من مسلحي القاعدة يرتدون البزات العسكرية إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وقد بدأ الهجوم بتقدم المجموعة الأولى بسيارة ملغمة بالمتفجرات حتى وصلوا إلى مقر قيادة المنطقة الثانية، وبعد الاشتباك مع حاجز التفتيش ثم الوصول للبوابة وتصفية طاقم الحراسة. وبحسب بيان أصدره التنظيم بخصوص العملية - آنذاك - أنهم وضعوا «السيارة الملغومة على البوابة ثم واصلوا طريقهم إلى داخل مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقاموا بتصفية الضباط المتواجدين في طوابق المبنى». واستمرت المعركة ثلاثة أيام سيطرت فيها عناصر القاعدة، على مبنى القيادة بشكل كامل، وصدوا حملتين للقوات الخاصة، وأوقعوا فيهم قتلى بعد تفجير السيارة الملغومة عليهم عند البوابة حسب البيان. إدانات واسعة... وقوبل الحادث بإدانات واسعة من قبل مؤسسات الدولة، ومؤتمر الحوار الوطني، والمنظمات المجتمعية والفعاليات السياسة اليمنية. كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الهجوم الإرهابي، الذي وقع الخميس، في مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من العسكريين، ووصفه بأنه عمل جبان يتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية كافة. وقال: "إن هذا العمل الشنيع جريمة بشعة يسعى الإرهابيون من ورائها إلى زعزعة أمن اليمن الشقيق واستقراره، وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية"، معربًا عن ثقته أن مرتكبي هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب. وأكد الأمين العام استنكار دول مجلس التعاون لهذه الجريمة الإرهابية، ووقوفها إلى جانب أمن واستقرار اليمن، معبرًا عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا، متمنيًا للجرحى الشفاء..