64 ألف يمني عادوا من السعودية.. والبعض يروي طريقة ترحيلهم

قال نشطاء إعلاميون وحقوقيون إن انتشار الفرق التابعة لمنظمات حقوقية، واللجان المخصصة لاستقبال المرحّلين، على الأراضي اليمنية السعودية، قد أثارت مخاوف السلطات في المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أنها بدأت تقلل من عدد الحافلات الواصلة، التي تحمل المرحلين، وتتعمد إيصالهم في ساعات متأخرة من الليل، بما يعمل على عدم تمكن الناشطين، وأعضاء تلك اللجان، من اللقاء بهم ومقابلتهم قدر المستطاع. يقطعون عشران الكيلو مترات سيراً على الأقدام وأفاد حقوقيون، نقلاً عن روايات لبعض المرحلين، أن السلطات السعودية منعت سائقي الأجرة من إيصالهم، إلى الحدود بما يجبرهم على المشي لعشرات الكيلو مترات، سيراً على الأقدام. وقالوا إن هناك مراكز احتجاز جماعية خارج المدن الرئيسة، مثل الرياض وجدة، يتم تجميعهم فيها، ويتم إدخال مئات الأفراد داخل غرف احتجاز مخصصة للعشرات فقط. وكشف المرحلون عن تعرضهم للضرب المبرح من قبل أفراد الأمن السعودي، أثناء عملية ترحيلهم، ونهب هواتفهم الخاصة، وما بحوزتهم من أموال. وأضافوا أنه يتم ترحيلهم على متن حافلات النقل الجماعية، والتي يتم حشر المئات من الأشخاص بداخلها، مع أنها مصممة لاستيعاب العشرات فقط، مشيرين إلى أنه يتم ترحيلهم بطريقة غير لائقة. ثلاثة أشكال للترحيل.. وتتخذ السلطات السعودية ثلاثة أشكال فيما يخص ترحيل المغتربين اليمنيين على أراضيها، يتمثل الشكل الأول، في ترحيل من دخلوا بطريقة غير شرعية، (مجهولين) وهم ينتشرون بكثرة في المدن السعودية. وأما الفئة الثانية، فهم من استطاعوا الدخول بطريقة شرعية (تهريب) واستمروا في أعمالهم لعدة سنوات، ومن ثم حصلوا على فيز عمالة لدى المؤسسات والشركات التي يعملون بداخلها، وعند خروجهم إلى اليمن، من أجل إتمام معاملة دخولهم الرسمية، فوجئوا بشطب الفيز الخاصة بهم بسبب البصمات التي تحتفظ بها السلطات السعودية في سجلاتها. أما الفئة الثالثة، وهم مقيمون بطريقة شرعية، وعند خروجهم لقضاء حوائجهم أو أداء الصلاة، فإن عناصر الشرطة السعودية، تقوم بالقبض عليهم، وعمل محاضر تسوّل لهم، وتقوم بإرفاق وثائق الإقامة خاصتهم واحتجازهم تمهيداً لترحيلهم. ويقول مرحلون إن السلطات السعودية، أعلنت مبلغ 1500 ريال سعودي مكافأة لكل شرطي يقبض على شخص يتسوّل وهو حامل إقامة شرعية. وأكدوا أن عناصر الشرطة، عندما تلقي القبض على أحدهم فإنها تكون قد جهزت الشهود لكي يدلوا بشهاداتهم في الواقعة، وحتى يتحصل الجنود على المكافآت المعلنة، مشيرين إلى أن ذلك أدى إلى ترحيل المئات من المقيمين بتلك الطريقة. الحكومة عاجزة.. وتقول بعض الإحصاءات إن عدد من وصلوا عبر منفذ حرض الحدودي حوالى 64 ألف مرحّل من السعودية. ويقول الناشطون إن الحكومة لم تقم بواجبها كما يجب، ولم تقدم شيئاً لهؤلاء، مؤكدين بنفس الوقت أنها لن تقوم بعلم شيء، لأنها عاجزة عن فعل أي شيء تجاه المغترب وما يتعرض من معاناة، حسب قولهم.