وثيقة من كواليس مطبخ المنظمة الدولية: تدويل قضية "دماج " على جدول "بن عمر"

فيما تبنَّت توكل كرمان الدعوة إلى تدويل قضية دماج صعدة، تسارعت التحرُّكات على مستوى المنظمة الدولية ومكاتبها في العاصمة صنعاء، عبر فريق سياسي متكامل (غير مُعلن) يتبع مباشرة المبعوث الأممي جمال بن عمر، في خطوة مفاجئة مع مقاربة فترة مهمته على الانتهاء. وأوردت أسبوعية المنتصف عن مصادر خاصة قولها "أن عملية توظيف يجريها مكتب الأمم المتحدة بصنعاء، لكوادر وقيادات نوعية وإلحاقها بفريق سياسي متكامل يجري تكوينه ليتبع جمال بن عمر. وتشير المصادر إلى برنامج عمل مستجد يديره المبعوث الأممي ولم تتضح كافة تفاصيله بعد. لكن المعلومات المتوافرة تتحدث عن برنامج عمل وتدخُّل يتقاطع فيه موضوع وقضية دماج صعدة مع عناوين أخرى من خارج المهمّة المحدَّدة سلفاً للمبعوث الأممي جمال بن عمر في اليمن والإشراف على مجريات التسوية السياسية. وأظهرت وثيقة خاصة بعملية التوظيف الجارية وغير المُعلنة بمكتب الأمم المتحدة لتكوين فريق سياسي يتبع بن عمر. كاستشارية وهيئة عمل تنفيذية على ما ترجّح المعلومات المتوافرة. والوثيقة صورة من كشف التوظيف باللغة الإنجليزية، حيث تم الأسبوع الماضي توظيف مدير بمرتب شهري قدره 20000$، عشرين ألف دولار أمريكي. فيما الوظائف المُعلنة والموضّحة في الكشف تتراوح أجورها الشهرية ما بين 10000 و15000 دولار. وتلفت مصادر قريبة من أعمال المنظمة الدولية في اليمن، إلى توظيف مبرر بإنشاء وافتتاح قسم خاص معني بالشئون السياسية حصراً، وتكوين الفريق المذكور وتزامنها مع مطالبة النوبلية توكل كرمان لجمال بن عمر شخصياً بتحريك ملف قضية دماج صعدة، دولياً ولدى مجلس الأمن(..) في تطور استلفت المراقبين الذين سجّلوه بداية لتحرُّك أشمل وتدخُّل دولي بطريقة مباشرة في ملف صعدة، وبالتالي تدويل قضية يمنية جديدة تخص شمال الشمال بالتوازي مع ملف القضية الجنوبية، حيث تومئ مصادر مطلعة إلى صيغة جاهزة باتجاه الملف والقضية الجنوبية على غرار النموذج السوداني. وتذهب إفادات أبعد من ذلك إلى عرض خارطة بفيدراليات صغيرة للجنوب اليمني أشبه ما تكون بالإمارات (السلطنات) المتجاورة والمتفاصلة. ومؤخراً نشرتْ توكل كرمان الناشطة السياسية في اليمن، في حسابها على موقع التواصل "فيسبوك" رسالة مركّزة ومباشرة لجمال بن عمر جاء فيها: "الأخ جمال بن عمر.. وحدها القرارات الدولية من ستجعلهم يتوقفون عن القتال في صعدة ويسلمون أسلحتهم ويكفون عن تدمير الحاضر والمستقبل، فقم بواجبك، فلم يعد هناك متسع من الوقت، الوساطة بعدها ستفلح بعد ساعات من القرار، وكل شيء بعدها سيكون على ما يُرام". محللون وسياسيون يتوجَّسون من هذا التطوُّر المُثير للكثير من علامات الاستفهام ودلالات التزامن أيضاً. ويتساءل هؤلاء عن الصفة التي تخوِّل بن عمر لعب دور كهذا خارج صلاحيات وحدود التفويض والتكليف الذي جاء به إلى اليمن؟ وعلى صلة كان بن عمر أثار موجة من الردود والتساؤلات الموضوعية المُلحَّة، لدى خروجه في مؤتمر صحفي أخير ليعلن عن وقف القتال في دماج صعدة بين الحوثيين والسلفيين وإجلاء الجرحى للعاصمة صنعاء؟